أبوظبي منارة التراث والثقافة تشهد العرس التراثي الفلسطيني

المدينة نيوز - للسنة الثالثة على التوالي تشهد مدينة ابوظبي التي أصبحت منارة للتراث والثقافة وعاصمة للفن الراقي وحاضنة للعادات والتقاليد الأصيلة بأجوائها الساحرة، فعاليات العرس التراثي الفلسطيني تحت عنوان"وتستمر الفرحة ... فلسطينية" ، الذي أقيم مساء أمس السبت 10/4/2010م تحت رعاية سعادة د. خيري العريدي سفير فلسطين لدى دولة الإمارات، بحضور السيد حسن صالح رئيس بلدية أريحا، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي بالدولة، وحشد غفير من أبناء الجالية الفلسطينية بالإمارات وعدد كبير من المواطنين وأبناء الجاليات العربية، الذي أبدعت بتنظيمه اللجنة الاجتماعية الفلسطينية " البيارة " احتفالا بعشرة ألاف سنة على تأسيس مدينة أريحا كأقدم مدينة في التاريخ ليصبح الحفل ليلة من ليالي العمر التي لا تنسى.
وقد أحيا الحفل الفنان الفلسطيني المتألق إبراهيم صبيحات والذي ألهب مشاعر الحضور الذين زاد عددهم عن 900 شخص، حيث قدم صبيحات جميع أنواع الغناء الفلسطيني الأصيل "العتابا ، الميجانا ، دلعونا ، زاريف الطول ، البداوية" وتمايلت فرق الدبكة (فرقة الدلعونا و فرقة الحان) على هذه الأنغام وتفاعل الجمهور بحماس منقطع النظير طوال فترة الحفل مع جميع الفقرات.
وأشاد د. خيري العريدي سفير فلسطين لدى الامارات، بالمواقف المشرفة لدولة الامارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، تجاه الشعب الفلسطيني مشيرا الى أن الفلسطينيين يثمنون عاليا كافة أشكال الدعم والمساندة التي تلقاه القضية الفلسطينية من دولة الامارات العربية المتحدة قيادة وحكومة وشعبا، واضاف أن الفلسطينيين حريصين على الحفاظ على ارثهم التاريخي وعاداتهم وتقاليدهم الأصيلة التي تمتد إلى آلاف السنين منوها ان الاحتفال بمدينة أريحا كأقدم مدينة بالتاريخ جاء ليكمل مسيرة احتفاء الفلسطينيين بمدنهم التاريخية كافة، بالأمس كانت القدس عاصمة الثقافة العربية واليوم أريحا عروس فلسطين، وغدا سوف نحتفي بمدن فلسطينية أخرى حتى تعم الفرحة جميع مدن فلسطين.
وثمن حسن صالح رئيس بلدية أريحا قيام اللجنة الاجتماعية الفلسطينية في أبوظبي "البيارة" بتنظيم هذا الحفل ومشاركة الاهل داخل فلسطين احتفالاتهم بأريحا كأقدم مدينة في التاريخ، داعيا جميع الحضور لزيارة مدينة أريحا خلال العام الحالي.
بدور قال عمار الكردي رئيس اللجنة الاجتماعية الفلسطينية في أبوظبي "البيارة" إن حناء ووداع العروس وحلاقة العريس وما يصاحبها من أغاني وأهازيج خاصة ومن ثم زفة العريس على ظهر الخيل لاستلام عروسه من بيت أهلها وحملها على هودج يتم تزيينه خصيصا لهذه المناسبة وسط عدة دبكات ورقصات يؤديها أهل العريس، مرورا بجميع العادات الأخرى مثل "تلبيس الذهب" و تقديم الهدايا النقدية للعروسين "النقوط"، وسط أغاني غاية في الحماس هي جزء من العادات والتقاليد الفلسطينية التي حرصت اللجنة على إبرازها خلال الحفل للحفاظ على التراث جيل بعد جيل، وأضاف الكردي أن العرس الفلسطيني هو مناسبة خاصة لاستعراض الأزياء الفلسطينية التراثية النسائية والرجالية على حد سواء ومنها الثوب المطرز بالألوان والرسومات المختلفة وكذلك القمباز والسروال والتي تعتبر من رموز التراث الفلسطينية.
وأكد مجدي عطاري ان اللجنة تلمس من خلال هذه الأنشطة مدى التصاق وحرص الفلسطينيين بغض النظر عن أعمارهم بالحفاظ على تراثهم الوطني الأصيل، وجاء ذلك من خلال الآراء التي أبداها العديد من الحضور والضيوف أن حفل العرس بما يتضمنه من تفاصيل دقيقة وشيقة وإبراز للعادات والتقاليد والتراث الفلسطيني جعلت منه ليلة فلسطينية مميزة، واضاف أن العديد من الفرق اشتركت في احياء الحفل الذي امتد على مدار خمس ساعات، مشيرا الى أن مصمم مسرح العرس م. عبدالمعز عودة حرص على اظهار آثار أريحا المشهورة وبساتينها وطبيعتها الخلابة من خلال صور ورسومات بانورامية اضافت منظر جمالي للحفل.