زوزو الوزير
كل زوجة تمتلك في سرها وفي العلن ماتدلع به الزوج سواء كان بسيطا، أو من أصحاب النفوذ والسيطرة كالوزراء والتجار وأعضاء مجلس النواب، ولفت إنتباهي قول الزوجة لزوجها الوزير في تمثيلية تلفزيونية وهي تدلعه، يازوزو، فكان الوزير يستغرب منها، لكنها أردفت بطلب أول يفتتح به عهده الوزاري، فهي تريد بيتا فخما مختلفا عن بيتها المتواضع، ولابد من القصر الذي تباهي به جارتها وقريباتها وصديقاتها وتلكم النسوة اللاتي كن يتكبرن ويتفرعن عليها، ويسمعنها الكلمات الجارحة لتواضع شأن زوجها، وليس أفضل من القصر الفخم تغيظ به تلكم النسوة.
الوزير سيضطر بالإضافة الى ملفات وزارته المعلقة، وكم الفساد الهائل والترضيات والعلاقات التي يعقدها مع زملائه في الحكومة، وماينجزه للسادة أعضاء مجلس الواب والسيدات من الأعضاء المحترمات من مطالب وتعيينات ووساطات، للإنشغال بطلبات الزوجة المصون حرم الوزير، ومنها الطلبات الخاصة جدا والمرتبطة بحياة العائلة الشخصية ونوع الطعام واللباس والسكن والعلاج والعلاقات والسفر والصفقات التي تبرم مع الصديقات والأصدقاء، ثم يلي يذلك نوع من الترتيب متعلق بالعمل والنهوض بواقع العائلة فمن المعيب أن يبقى السيد الوزير بهذا الحال من التقشف وضعف القدرات المالية بمالايتناسب ومكانته في المجتمع، فسيارات الوزارة والمسكن الفخم وعناصر الحماية لابد أن تسحب منه في يوم، ولابد من مغادرته للمنصب مهما طال به المقام فيه، وماعليه وفقا للترتيبات وللخبرات التي مر بها وزراء ونواب آخرون سوى أن يضمن لنفسه مقاما رفيعا وقدرات مالية ونفوذ في الفترة التي تلي إستيزاره وخروجه من مبنى الوزارة.
سيكون عليه أن يبرم بعض الصفقات، ويستفيد من نوع مختلف من العلاقات للحصول على مكاسب مادية كعمولات عن عقود تبرمها الوزارة مع شركات كبرى إستثمارية، ويتداخل في عمله مع مقاولين وتجار وأصحاب شركات وقوى سياسية أخرى ليكون حضوره كالغياب، وغيابه كالحضور، ويضمن مكانة راقية في المجتمع المخملي الذي لايدخله إلا ذو شان ومكانة سياسية، أو إقتصادية، وحينها سيرضي الزوجة، وربما سيرضيها في الظاهر، ويلعب على كيفه في السر فتجده قد تزوج بأخرى سرا، وكانت له عدا الزوجة الثانية عشيقة وصديقة ونساء عابرات سرير في الحل والترحال، وبحسب تغير وتبدل الأحوال، وهو في كل ذلك يعمل في خدمة الناس والوطن، وليس له من هم يتعدى ذلك الهم الجسيم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، من كل وزير عتل بعد ذلك زنيم.