مبدعون يدعون لاحياء "طريق الحرير" تعزيزا لتواصل الحضارات
المدينة نيوز:- ناقش كتاب ومثقفون، رؤى فكرية وجمالية طموحة حول "طريق الحرير"، مطالبين باعادة احيائه للنهوض في ثقافات وتعزيز العلاقات بين المجتمعات الانسانية الواقعة على امتداد هذا الطريق .
وطالبوا في ندوة (طريق الحرير الثقافي) التي عقدت امس، في رابطة الكتاب الاردنيين بالتزامن مع فعاليات مهرجان جرش، بضم مجتمعات جديدة واشراكها في حوار حضاري يرتقي بالقواسم الانسانية المشتركة بين الامم .
ودعا رئيس الرابطة الدكتور موفق محادين ، الى النهوض بمشاريع ترد الاعتبار الى تلك القامات الثقافية التي بزغت على اطراف الطريق، مثل طاغور وعمر الخيام وابن بطوطة وسواهم كثير، فضلا عن اجراء مراجعات في خطاب العولمة .
وتحدث الدكتور همام غصيب عن تضاريس المكان في "طريق الحرير" وابعاده الجغرافية والتاريخية والحضارية اذ يمتد من القارة الهندية والصين وتخوم ايران وتركيا على ضفاف البحر الابيض المتوسط وصولا الى غرب القارة الافريقية، لافتا الى ما شهدته تلك المناطق من حضور لثقافات انسانية متنوعة ما تزال عالقة في ذاكرة المجتمعات الانسانية.
وتطرق غصيب الى مجتمعات "طريق الحرير" التي شهدت تعايشا حضاريا افرز اشتغالات تنهض على رسائل التنوير والنأي عن التطرف والارهاب، مشيرا الى دستور المدينة الذي وضعه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والذي احتوى على مباديء وقيم انسانية نبيلة في التعامل مع الامم .
واعتبر ان اكتشاف "طريق الحرير" صفحة مشرقة عن العلم والتعاون والعلاقات بين سائر اطياف البشر مثلما هو جسر تواصل ثقافي خاصة وان خطاب الطريق يقود الى النور والتحديث والتمسك بالحياة وهو ضد كل اشكال التعصب والظلم.
وقالت الدكتورة امل عبدالله من الكويت ان اهمية "طريق الحرير" الذي ازدهرت من حوله ثقافات وعادات متنوعة قادرة على مواجهة الكثير من اشكال الظلم الانساني وخطاب التطرف .
أما الدكتور صلاح الدين الحمادي من تونس، فقد حذر من التحولات السياسية الجديدة التي اخذت تعصف بالطريق، لافتا الى ضرورة تفعيل مشاريع تقوم على محاضرات ودراسات وابحاث وتجديد مناهج تعليمية وفكرية تعيد الى هذا الطريق بهائه وصورته الناصحة القائمة على الحوار والتفاعل الحضاري .
واشار الدكتور عمر قدور من السودان الى ان "طريق الحرير" القديم جاء بهدف تجاري الا انه توسع واصبح نقطة اشعاع حضاري وصارت له بصمة ثقافية. واشار الكاتب العراقي الدكتور فاضل تامر جوانب من الاهتمام الانساني بـ"طريق الحرير" كفضاء للتواصل والتعارف عبر التجارة والعلم والادب والرحلات والمعرفة وما ينطوي عليه من دلالات ورسائل ورموز بليغة حول سعة ورحابة الشرق في الانفتاح على الآخر وثقافته دون الوقوع في فخاخ الكراهية والاقصاء والنظرية التآمرية .
وجرى في الندوة حوار شارك فيه الروسي اوليج بافكين والشاعر والرسام محمد العامري والكاتبين عماد الحطبة ومجدي التل حول دور حقول الابداع من فنون الرسم وسينما ومسرح والشعر والموسيقى والعمارة والترجمة في ثقافات طريق الحرير وقدرتها على تجسيد التواصل بين الشعوب.
وفي ختام الندوة التي ادارها الاديب المصري محمد سلماوي تمت الموافقة على اقتراح بانشاء مركز لدراسات "طريق الحرير".
(بترا )