عبد الخالق يؤكد قوة وتاريخية العلاقات الأردنية المغربية
المدينة نيوز:- وصف السفير المغربي في عمان لحسن عبدالخالق العلاقات الاردنية المغربية بأنها قوية وتاريخية تحت القيادة النيرة لقائدي البلدين جلالة الملك عبدالله الثاني وأخيه الملك محمد السادس.
وقال في مؤتمر صحفي عقده امس الاثنين بمناسبة الذكرى السادسة عشرة لعيد العرش ان العلاقات بين البلدين تميزت على مر التاريخ بالتواصل والتشاور المستمر على أعلى المستويات، والتفهم المتبادل للقضايا الوطنية للبلدين، والحرص على الارتقاء بالعلاقات، بما يجعلها نموذجا لما يجب أن تكون عليه العلاقات العربية العربية، وأيضا بالتطابق الكبير في وجهات النظر حول القضايا المطروحة في الساحتين العربية والإسلامية.
واضاف ان زيارة العمل الرسمية الناجحة التي قام بها جلالة الملك عبد الله الثاني للمغرب، في شهر اذار الماضي بدعوة من أخيه جلالة الملك محمد السادس تعكس عمق الروابط التاريخية والمتينة التي تجمع بين المملكتين الشقيقتين، وشكلت فرصة متجددة لإعطاء دفعة لهذه العلاقات.
واشار الى وجود اكثر من 60 اتفاقية وبروتوكولا وبرنامجا تنفيذيا ومذكرة تفاهم للتعاون بين البلدين في مختلف الميادين الاقتصادية والتقنية والثقافية، من بينها اتفاقيات التبادل الطلابي، والتبادل الحر، واتفاقية بشأن تشجيع وحماية الاستثمارات، واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي.
وتطرق جلالتاهما خلال الزيارة إلى القضايا الأساسية التي تهم البلدين، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية والارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية التكاملية، في مختلف أبعادها، ووجه العاهلان حكومتي البلدين من أجل الشروع في إعداد برامج التعاون الثنائي لإقرارها خلال الدورة الخامسة للجنة العليا المشتركة، المزمع عقدها في المغرب، برئاسة رئيسي حكومتي البلدين، في غضون السنة الحالية.
واشار الى ان جلالة الملك محمد السادس اثنى على المبادرات الإصلاحية التي يقوم بها جلالة الملك عبد الله الثاني لتعزيز التقدم والازدهار للشعب الأردني وتعزيز مؤسساته السياسية، مجددا تضامن المغرب ودعمه التام للمملكة الأردنية الهاشمية.
وقال ان تطابق وجهات النظر بين البلدين يترسخ في الموضوعات المطروحة على الساحة العربية والإسلامية والدولية، ومن ذلك تأكيد الأهمية القصوى التي يوليانها لتكثيف مساعي المجتمع الدولي لمكافحة الفكر المتطرف والإرهاب أينما وجد ومهما كانت دوافعه وأشكاله، وفق مقاربة شمولية تدمج الأبعاد الأمنية والتنموية والدينية، علما بأن قائدي البلدين شددا على أهمية تعزيز التضامن ووحدة الصف العربي، في ظل التحديات السياسية والأمنية التي تشهدها المنطقة، والتصدي لآفة الإرهاب الخطيرة التي تهدد أمن دول المنطقة العربية والقارة الإفريقية والعالم.
كما أكدا وجوب العمل على تجفيف منابع الإرهاب، وحث العلماء والمفكرين والمثقفين للنهوض بدورهم ومسؤولياتهم للخروج بخطاب ديني وإعلامي، فكري وتنويري، يستند إلى التعاليم الصحيحة للإسلام، وجوهره الحقيقي وسماحته، ويرسخ مبادئ الاعتدال والانفتاح والتسامح والحوار، باعتبار ذلك من أفضل السبل للتصدي لتشويه صورة الإسلام والدفاع عن مبادئه وقيمه الإنسانية النبيلة.
وفي ما يخص القضية الفلسطينية، اشار عبدالخالق الى ان البلدين يتفقان على أهمية تحرك المجتمع الدولي وتكثيف جهوده لإيجاد تسوية شاملة وعادلة على أساس مبادرة السلام العربية وحل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، لتمكين الشعب الفلسطيني من جميع حقوقه غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعلى حدود الرابع من حزيران لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
واعرب جلالتاهما عن إدانة الأردن والمغرب لسياسة فرض الأمر الواقع التي تعتمدها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في القدس الشريف وجميع ممارساتها غير القانونية التي تسعى إلى تهويد المدينة المقدسة وتغيير وضعها القانوني وطابعها الحضاري وتركيبتها الديمغرافية.
وفيما يخص الأزمة السورية اشار السفير المغربي الى ان المغرب تقدر المجهود الكبير الذي تقوم به المملكة الأردنية الهاشمية في استضافة اللاجئين السوريين، داعيا إلى تكثيف الدعم لها لمواصلة هذا الواجب الإنساني تجاه الأشقاء السوريين.
واشار الى ان المغرب بادرت بتوجيهات من جلالة الملك محمد السادس إلى إقامة المستشفى الميداني الطبي الجراحي في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في محافظة المفرق، لدعم الجهود الأردنية المحمودة في استقبال وإيواء اللاجئين السوريين، ولتأكيد تضامن المغرب مع الشعب السوري الشقيق في الظروف الصعبة التي يمر بها، مشيرا الى ان المستشفى الذي تم انشاؤه منذ ما يقرب ثلاث سنوات قدم 786828 خدمة طبية للاجئين السوريين، وسلم لهم أدوية بالمجان، وأشرف طاقمه على إجراء 3711 عملية جراحية.
وفيما يتعلق بالذكرى السادسة عشرة لتولي جلالة الملك محمد السادس العرش قال عبدالخالق، انها مناسبة عزيزة على قلوب كل المغاربة، يستحضرون فيها الإنجازات التي تحققت في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية في عهد جلالته الذي يواصل مسيرة بناء المغرب الحديث، وتعزيز مساره الديموقراطي وتنميته وتقوية قدراته لمواجهة ما يعترضه من تحديات داخلية وخارجية.
واشار الى ان جلالته عمل منذ توليه العرش على جعل المواطن المغربي في صلب العملية التنموية بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومكنت مبادراته الإصلاحية من جعل المغرب جديرا بالاحترام على الصعيد الدولي.
وعلى الصعيد الاقتصادي اطلق جلالته مسيرة تنموية قوامها الاستغلال الأمثل للإمكانات المتاحة والاستفادة من الموقع الجغرافي للمغرب لجعله نقطة جاذبة للاستثمار وفي صلب اهتمامات كبار الفاعلين الاقتصاديين على المستوى الدولي، مشيرا الى ان المغرب حقق بفضل المبادرات الملكية تقدما كبيرا في البنيات الأساسية والتجهيزات الكبرى كالموانئ والمطارات وشبكة الطرق وتطوير النقل السككي والنقل الحضري وتزويد المدن والقرى بالماء الصالح للشرب والكهرباء.
كما حقق المغرب نتائج إيجابية بتنفيذ استراتيجيات قطاعية لتنمية الفلاحة والصناعة والصيد البحري والصناعة التقليدية والسياحة والطاقات المتجددة، موضحا ان مخطط المغرب الأخضر مكن من إنشاء العديد من المشروعات الفلاحية وتطوير الإنتاج الزراعي والغذائي بالشراكة بين القطاع العام والاستثمار المحلي والأجنبي، وتحسين مصادر الدخل في البادية المغربية، والسعي إلى الاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي لرفع الصادرات الفلاحية المغربية.
وانصبت الاستراتيجية الصناعية على جلب وتنمية مهن صناعية عالمية، من بينها صناعة الطائرات واستقطاب كبريات الشركات العالمية في صناعة السيارات، مثل شركة رونو نيسان وبوجو ستروين لتوطين صناعتها في المغرب، وبفضل الاستراتيجيات القطاعية تسهم السياحة والصناعة التقليدية في تعزيز النسيج الاقتصادي الوطني بمقومات التنوع ورفد خزينة الدولة بمداخيل من العملة الصعبة.
(بترا)