اصوات شعرية عربية متعددة الرؤى والاساليب في شومان
المدينة نيوز:- حلّقت قصائد شعراء اردنيين وعرب في فضاءات رحبة تفيض بالوجدانيات والهموم والتطلعات الفردية والجماعية.
كما تنوعت قصائد الأمسية التي استضافتها مؤسسة عبد الحميد شومان امس الاثنين، بالتعاون مع رابطة الكتاب الاردنيين واللجنة العليا لمهرجان جرش للثقافة والفنون، بين قصيدة النثر والعمودية، حيث تفاعل معها الحضور ولاسيما وانها كشفت للمتلقي اصواتا شعرية متعددة تطل على رؤى بليغة في جماليات القصيدة العربية الجديدة وما تنطوي عليه من اشتغالات مبتكرة في اللغة والمضامين.
واشار الزميل الاعلامي حسين نشوان في تقديمه للشعراء المشاركين الى قبسات من اساليب القصيدة لدى الشعراء المشاركين في الامسية، عارضا لكثير من محطات مسيرتهم وما تفيض به من آمال واوجاع رافقتهم في رحلة كتابة القصيدة.
واستهلت الشاعرة الاردنية زليخة ابو ريشة الأمسية بقراءة قصيدة (في تلك الليلة) وهي شديدة التماسك متقنة النسج عذبة المعاني والدلالات في انحيازها الرقيق الى موروث عربي صوفي بديع في اطلالته على الكلمات والمعاني مثلما تشتعل بالحكمة والاشواق والانوار.
وحضرت قصيدة الشاعر المصري علاء عبدالهادي (حلاوة زمان في مؤاخذة اليقين) مفعمة بتداخل الاجناس ومحملة بتساؤلات الأسى حول مصائر امة وتضحياتها الجسام متوقفا على لحظة سقوط بائع بطاطا صغير سقط على رصيف الحرية والانعتاق والأمل.
واستدعت قصيدة الشاعر الفلسطيني عبدالناصر صالح من الأم نبع الذاكرة الخصبة المليئة بالعنفوان والحيوية وما تنطوي عليها من رسائل واشارات بليغة تجاه الوطن والحرية في تحد للقيد والمنفى.
وتغنى الشاعر التونسي صلاح الدين الحمادي بسلام الذات في عناقه الكوني على بساط من ريح العزة في ارتياد الافاق رغم ما بددته سلوكيات الافاقين وقطعان الزيف والخداع واللاهثين خلف ثرثرة الشاشات والامتيازات والمكاسب الرخيصة.
وفاضت قصيدة الشاعر العراقي عبد المنعم حمندي المعنونة (ما لم تقله الرؤيا) باشكال من العذاب والبؤس الانساني من جوع وحصار ودمار وفتن، واشجار تسقى بدماء الزراع، وهناك القمر المذبوح وتلاشي الرمل المسفوح وفيه يتوسل بالمطر وهو يرسم الماء والجبال والسهول لغسل الذنوب وغبار الحرب.
وجالت قصيدة (الحمامة) للشاعر السوداني محمد عبد الباري في التاريخ وتفاصيل وجع الحياة وفجيعة الصدمة بوشوشات وصراخ المنابر والاذاعات كانه في سفر وجودي شديد الاعتناء والفصاحة بدت فيها الكلمات اشبه بومضات موزعة على جهات عدة تستند على موروث قامات الصوفية.
وقدم الشاعر يوسف عبد العزيز مجموعة من القصائد القصيرة منها: سيرة ذاتية، ضجر، المراة والجان، اجتياح، وذئب الاربعين جميعها لخصت مسيرة مديدة لهذا الصوت الشعري الرائق الذي يرى في المرأة ما لايرى من الحلم الانساني المشرع على الوطن والحكمة.
(بترا)