هل نستدعي الصندوق للمرة الثالثة؟

تم نشره الأربعاء 29 تمّوز / يوليو 2015 12:51 صباحاً
هل نستدعي الصندوق للمرة الثالثة؟
د. فهد الفانك

تم استدعاء صندوق النقد الدولي لمساعدة الأردن في مواجهة أزمة المديونية لأول مرة عام 1988/ 1989 من قبل حكومة السيد زيد الرفاعي. وتم استدعاء الصندوق للمرة الثانية في 2011 من قبل حكومة الدكتور فايز الطراونة. ومن المرجح أن يتم استدعاؤه للمرة الثالثة في هذه السنة من قبل حكومة الدكتور عبد الله النسور.

في كل مرة جاء قرار الاستدعاء لأسباب وظروف مختلفة ، ففي المرة الأولى كان الإجراء لازماً ، ومن حسن الحظ أنه لم يتأخر ، بل إن حكومة الرفاعي باشرت سلفاً بتطبيق الإصلاحات التي سوف يطلبها الصندوق قبل أن ُيعد الصندوق البرنامج وُيملي كتاب النوايا ، وبذلك أمكن تجنب الوقوع في أزمة خانقة ، وحصل الأردن على تسهيلات جديدة وإعفاءات وإعادة جدولة ، وتمكن من اجتياز الازمة بأقل قدر من التضحيات والآلام الاجتماعية. وكانت المديونية تنخفض سنوياً كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي.

في 2004 تخرج الأردن من البرنامج ، وأصبح قادراً على رسم سياساته واتخاذ قراراته الاقتصادية بنفسه ، دون الحاجة لإرشادات الصندوق أو ضغوطه.

لكن حليمة عادت إلى عادتها القديمة ، وأخذت الحكومات المتعاقبة بالتراخي واستسهلت الاقتراض المحلي والأجنبي ، وبدأت عوامل الأزمة تتراكم من جديد.

بعد سبع سنوات من (الاستقلال) عن الصندوق وجدت حكومة الطراونة في عام 2011 أن الأوضاع الاقتصادية والمالية وصلت إلى حد لا يجوز السكوت عليه ، وأن الحاجة أصبحت ماسة لتعاون الصندوق ، ووقف الانحرافات ، ومعالجة الاختلالات ، وبالتالي اكتساب ثقة الدول المانحة والدائنة ، وإقناعها بأن الاقتصاد الأردني يسير بالاتجاه الصحيح.

انتهى مفعول البرنامج الثاني في منتصف هذه السنة ، فكان على حكومة النسور أن تقرر ما إذا كانت تريد (استضافة) الصندوق للمرة الثالثة للإشراف على برنامجها للإصلاح الاقتصادي ورؤيتها للسنوات العشر القادمة ، وقياس التقدم في التطبيق. ويبدو أن الحكومة قررت فعلاً السير في هذا الاتجاه.

الدعوة الأولى للصندوق كانت إضطرارية لتجنب الهاوية ، والدعوة الثانية جاءت لتحقيق الاستقرار الاقتصادي ، أما الدعوة الثالثة فتأتي لتحقيق التقدم والسيطرة على المديونية ، واقناع كل من يهمه الأمر بأن الاقتصاد الأردني يسير فعلاً بالاتجاه الصحيح.

(الرأي 2015-07-29)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات