تراث الأديب جبرا إبراهيم يحترق في تفجير بغداد

المدينة نيوز - أدت التفجيرات الأخيرة التي شهدتها العاصمة العراقية بغداد لقتل أفراد وتدمير وحرق مباني منها مبنى القنصلية المصرية ، ولكنها أيضا خلفت تدميرا لدار "جبرا إبراهيم جبرا" في حي المنصورية ، ويعرف بأنه مؤلف ورسام وناقد تشكيلي فلسطينى والذي تزخر داره بأعمال فنية نادرة لكبار فناني العراق، إلى جانب المطبوعات والوثائق التي تؤرخ لمرحلة هامة من مراحل الإبداع.
ووفقاً لماجد السمرائي في جريدة "الحياة" اللندنية ، تضم دار "جبرا" العديد من الكنوز والنفائس الأدبية، وتراث شخصي وتاريخ ثقافي، ووثائق مهمة تمثل ذاكرة مرحلة من أهم مراحل الثقافة الحديثة، ومجموعة من اللوحات والأعمال الفنية القيمة، والتي تحولت جميعها بفعل التفجيرات إلى ركاماً من الرماد والحجارة.
هذا إلى جانب الأوراق التي تضم ما كتب ولم يضمه في كتاب، والمسودات التي تمثل الكتابة الأولى لرواياته وقصصه، بوجه خاص، فضلاً عن مئات الرسائل المهمة أدبياً من عشرات الأدباء والأصدقاء من عرب وأجانب، وصور عن رسائله التي كتبها لهؤلاء الأصدقاء منذ ثمانينات القرن الماضي وحتى يوم رحيله، وقد قال جبرا ذات مرة أنه كتب ما لا يقل عن عشرة آلاف رسالة، ولا بد أن يكون قد تلقى مثلها!.
وبحسب "الحياة" ، فقد كان جبرا يريد لهذه الدار التي رسم خريطتها بنفسه وأشرف على تنفيذها، أن تكون "متحفاً" له من بعد وفاته.
وأيضا من ضمن المقتنيات الثرية التي ذهبت ضحية للتفجير الغاشم صور فريدة، وتسجيلات صوتية، وأشرطة فيديو لنـــدوات ولقاءات ومحاضرات كان يلقيها أو يشارك فيها، وهي تمثل جزءاً من تراثه الأدبي والنقدي كان من المؤمل أن تكون المرحلة الثانية من "مشروع نشـــر أعماله الكاملة" الذي تبنته مؤسسة "عبد الحميد شومان" الأردنية ولكن المشروع أحبط في لحظة التنفيذ.
جدير بالذكر أن جبرا إبراهيم جبرا ولد في 1919 وهو مؤلف ورسام، وناقد تشكيلي فلسطيني ولد في بيت لحم في عهد الانتداب البريطاني، استقر في العراق بعد حرب 194، وانتج نحو 70 من الروايات والكتب المؤلفة والمترجمه الماديه، وقد ترجم عمله إلى أكثر من اثنتي عشرة لغة.
تلقى جبرا دروسه في القدس وانجلترا وأمريكا ثم تنقل للعمل في جامعات العراق لتدريس الأدب الإنجليزي وهناك حيث تعرف عن قرب على النخبة المثقفة وعقد علاقات متينة مع أهم الوجوه الأدبية مثل السياب والبياتي. يعتبر من أكثر الأدباء العرب إنتاجا وتنوعا إذ عالج الرواية والشعر والنقد وخاصة الترجمة كما خدم الأدب كاداري في مؤسسات النشر. عرف في بعض الأوساط الفلسطينية بكنية "أبي سدير" التي استغلها في الكثير من مقالاته سواء بالانجليزية أو بالعربية.
توفي عام 1994 ودفن في بغداد، من أعماله في الرواية صراخ في ليل طويل، صيادون في شارع ضيق - بالانجليزية ، رواية السفينة، البحث عن وليد مسعود، عالم بلا خرائط - بالاشتراك مع عبد الرحمن منيف، شارع الاميرات.