التوجيهي : العرض والمرض

تم نشره الخميس 30 تمّوز / يوليو 2015 11:54 مساءً
التوجيهي : العرض والمرض
د. ماجد الخواجا

المدينة نيوز - : ما أن تشرع بالكتابة عبر الفيس بوك حتى يداهمك بسؤال كالآتي: ما الذي يشغلك ؟

الذي يشغلني 70% من طلبة الثانوية العامة الراسبين لهذا الدور وهذا العام..... أين ستذهب الدولة الأردنية بهم ؟؟؟؟؟؟؟

الذي يشغلني كل الحماقات التي ستمارس الآن بذريعة الفرح للناجحين حيث سنستمع لوصلات من إطلاق العيارات النارية تكفي لتحرير الأنبار من يد داعش.......

الذي يشغلني ذلك الرقم المسمى بمخزون ديوان الخدمة المدنية من طالبي الوظائف حيث وصل لأكثر من 300 الف طلب توظيف مكدس وراكد في الديوان.....

الذي يشغلني ذاك المسمى بمرض التوجيهي في الأردن الذي جعل الحياة مرتهنة لوهم مخادع اسمه اجتياز الثانوية العامة.....

الذي يشغلني هو إنهاك المجتمع وخاصة الطبقة التي تسمى بالوسطى باللهاث لتلبية متطلبات نخبوية لا تقدر عليها ولا تستطيع تجاهلها حفاظاً على إمكانية تحقيق حد أدنى من الفرص الحياتية.....

الذي يشغلني هو بزنس الصحة والتعليم والثقافة والرياضة والدين والعمل التطوعي والخيري والمجتمع المدني......

الذي يشغلني هو انحسار الخيارات والبدائل واتساع المتطلبات وندرة الفرص....

الذي يشغلني هو أن الدوامة تكبر وتمتد ولا مجال للوقوف أمامها ولا حتى الركوع لها... فقط انبطاح كامل وإعلان الانهيار التام....

الذي يشغلني أن ما يدعى بامتحان التوجيهي لا يقيس أية معارف أو مهارات بقدر ما يقيس درجة الحفظ الببغائي والترديد الكتابي له.... شاهدت طالبة معدلها 92% لكنها راسبة في مادة علوم الأرض بسبب عدم أهميتها واحتسابها في المعدل لكن شرط النجاح فيها واجب للحصول على التوجيهي... تخيلوا أن هذه الطالبة أهملت المادة لمجرد أنها لا تدخل في المعدل فصارت سببا لعدم نيلها للثانوية مع أن معدلها 92%.......

آن الأوان أن يعود امتحان الثانوية كامتحان مدرسي .. وأن يكون القبول في الجامعات على أساس اجتياز اختبارات القبول الجامعي المتعارف عليها عالميا...

وزارة التربية تتخبط وهي الآن تقدم مرضاً جديداً للمجتمع الأردني عبر ما يدعى بالامتحان الوطني ( المترك) كمتطلب لاجتياز المرحلة الأساسية.....

ليس المطلوب من التربية التعليم وتقرير القبول في الجامعات بموجب امتحاناتها.... فقط المطلوب منها ( التعليم) والتعليم أقصد به التعليم والتدريس الحقيقي القائم على المعرفة والتفكير والنقد والمتعة والثقافة وتعليم المحبة والتسامح والتعاون والإعلاء من الأخلاق الإنسانية... وبناء الشخصية السوية.....

ما يشغل بال صانع القرار التربوي فعليا هو فلترة وتوزيع الطلبة بما يتماشى ورغبة النظام السياسي..... وهو في كل قراراته يسعى لتضييق الخناق والفرص أمام الطلبة معتقداً أنه بذلك يحقق الغايات الخفية للنظام التربوي والسياسي.....

إننا ونحن على هامش المؤتمر التربوي المزمع عقده مطلع الأسبوع القادم.. حري بنا الوقوف طويلاً ليس فقط للمراجعة والتعديل.. بل ربما بات الأمر يتطلب حلولاً ثورية ناجعة وناجزة كقرار علاجي أخير... وإلا فإن كل ما نفعله هو ترحيل وتأجيل الأزمات التي أصبحت مع التراكم التاريخي لها بمثابة ألغام عشوائية لا يمتلك خارطته



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات