إصلاح التعليم بين النقد و "الهوبرة"!!!
ما تشهده الساحة المحليّة من انتقادات واسعة لمنظومة التربية والتعليم إنْ هو إلا "هوبرة" ولا يمت إلى الاصلاح بصلة، وهو بعيد كل البعد عن الجديّة والرغبة الحقيقيّة في تقويم المنظومة واصلاح شأنها.
وأحاول من خلال هذه المقالة القصيرة طرح مجموعة من التساؤلات والملاحظات قد تفيد في هذا السياق.
• هل منظومة التربية والتعليم لدينا هي وليد الساعة أم أنّها إنجاز جمعي نحن جميعًا يجب أنْ نحاسب إنْ كان مقصرًا؟
• لماذا نعتقد أنّ في مقدورنا إصلاح منظومة التربية والتعليم بين عشية وضحاها؟ أم أنّ الساحة باتت مهيئة للباحثين عن النجوميّة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتجدهم الساعة يتحدثون عن سلبيات كانوا سيغطونها ويبحثون لها عن تبريرات لو كانوا في مواقع المسؤولية والقرار؟
• هل ما يتم الساعة هو نقد بناء وتعبير عن الرغبة الأكيدة في الإصلاح؛ أم أنّه يندرج في إطار "الهوبرة"، والمناكفة، وتصفيّة الحسابات؟
• هل إصلاح منظومة التربية والتعليم يتحقق بفعل مقالة هنا أو مقالة هناك؛ أم أنّه عمليّة مستمرة وتستند إلى أجندة وطنيّة طويلة المدى، ويكلف بالإشراف على تنفيذها الأكفياء، وليس من يبحث عن مناصب وبطولات؟
• هل يتطلب الوضع القائم عمليّة مراجعة شاملة تساعدنا في تحديد التجارب الناجحة، وتمكننا من إيقاف التجارب والمشروعات الفاشلة؟ وهذا السؤال يقوم على افتراض أنّ لدينا تجارب ناجحة، وأنا أعرفها، وهي تستحق الدعم والتقدير والتعميم.
• ما البدائل المتاحة، والنماذج التي يمكن توظيفها للارتقاء بمنظومة التربية والتعليم؟ وهل تتوافر لدينا عناصر التغيير ومتطلباته وشروطه؟
• من أين نبدأ؟ وبماذا نبدأ؟ وهل يتطلب الأمر العمل على جملة محاور في آن؟ ومن سينخرط في هذا المشروع الحضاري؟
• أيهما أهم: الانشغال في معارك البدهيات؛ أم العمل الجاد/الهادف/المخطط للخروج من المأزق من أجل الأجيال القادمة؟
وختامًا، أرجو إعادة النظر في جميع المؤسّسات والهيئات واللجان القائمة؛ والاستعداد لمحاسبتها وإقالتها إنْ كانت مقصرة، أو دعمها وتسييدها إنْ كانت ناجحة.