لله دركم يا شعب الأردن
الشعب الأردني نسيج وطني واحد، تذوب بينه الفوارق الإجتماعية حين يواجه الأردن خطراً، فتتوحد المشاعر، ويتكاتف الرجال لتشكل درعاً أمام أي محنة أو فتنة.
وقد ظهر ذلك جليًا في حادثة استشهاد الطيار معاذ الكساسبة، فما زاد الحدث الشعب إلا وحدة وإلتفافاً خلف قيادته الهاشمية المجيدة ممثلة بصاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم - حفظه الله ورعاه وسدد خطاه - وأظهر الشعب إصراراً علی التراحم والتلاحم بينهم، فظهر للعيان مدی ترابطه في محنته، وكأن الشهيد فقيد كل بيت في أرجاء المملكة، وهذه نقطة مهمة لفهم طبيعة وتركيبة المجتمع الأردني.
فهو مثال المجتمع الذي يسود فيه الإحترام والتقدير بين جميع أطيافه، رغم تنوع أنماطه المعيشية بين ريفية ومدنية وبدوية. ولم يكن هذا التنوع حاجزاً أمام وحدة الصف، بل يذوب في النوازل ليشكل لبنة واحدة في وجه من يعرض ذرة رمل من وطنهم لأي أذی.
فصفوفهم موحدة خلف قيادتهم الهاشمية، ويحملون لجلالته كل مشاعر الحب والولاء والفداء في كل بيت من ربوع الأردن.
فقد أدرك الشعب الأردني مبكراً بسبب نضجه السياسي، ورؤيته البعيدة، أن الأزمات والفتن التي دارت رحاها في عدة دول لم تجلب علی شعوبها إلا التشرد والدمار، فوقف الشعب سداً منيعاً في وجه كل من حاول نشر بذور الفتنة والإنقسامات داخل المجتمع، وكان الشعب واعياً لما يدور من حوله من أحداث، ومدركاً أن سلامة أفراده ومجتمعاته لا تكون إلا بسلامة وأمن الأردن.
فلله درك أيها الشعب العظيم لوعيك وإدراكك لما يدور حولك، وهنيئاً لك قيادتكم الهاشمية التي نأت بشعبها من ويلات الحروب والفتن، فكان الأمن والأمان والهدوء وراحة البال من سمات ذلك المجتمع العربي الأصيل.
حفظ الله الأردن قيادة وشعبا،ً وأدام عليها الأمن والأمان، وجنبها ويلات الزمان.