بدء عرض الفيلم الاردني الشراكسة لمخرجه محي الدين قندور

المدينة نيوز – بدأت في سينما برايم البركة مول في الصويفية مساء أمس الاحد أولى عروض الفيلم الأردني (الشراكسة) في حفل خاص أقيم برعاية سمو الأمير علي بن الحسين وحضور اصحاب السمو الأمراء عالية بنت الحسين وعاصم بن نايف وسناء عاصم وصالحة بنت عاصم .
اظهر الفيلم الذي حضره مندوبا عن سمو الامير علي بن الحسين وزير الثقافة نبيه شقم مدى إمكانية تطوير الصناعة السينمائية الأردنية ليكون لها مكان بين سينما المنطقة العربية بما حمله من إمكانيات وتقنيات فنية عالية المستوى وقدرات بشرية على مستوى التمثيل والإخراج والموسيقى شكلت مجاميع مشتركة ليكون فيلما سينمائيا أردنيا يمكن البناء عليه لأفلام سينمائية أخرى بمزايا عالمية .
ولا يبتعد الفيلم - الذي يدفع بعجلة الإنتاج السينمائي الأردني إلى الأمام - في حركته ومضامينه ولغته السينمائية عن المسارات والنماذج السينمائية المتطورة في العالم ،إذ يأمل القائمون عليه بأن يكون له مكان على الساحة العالمية خاصة ان مخرجه محي الدين قندور ان عروضا سينمائية للفيلم ستقام في العديد من الدول منها روسيا واليابان واندونيسيا وماليزيا وتركيا اضافة الى المشاركة في مهرجانات سينمائية عالمية مثل كان في فرنسا وموسكو بروسيا وابوظبي بدولة الامارات العربية المتحدة وقرطاج في تونس وغيرها من المهرجانات التي تضفي حضورا للفيلم السينمائي الاردني .
ورغم ان الفيلم يحكي عن حقبة تاريخية من الذاكرة الاجتماعية اثناء بداية الحضور الشركسي الى عمان الا انه روائي جمع فيه المخرج بين الوثيقة والخيال السينمائي من خلال قصة التقارب والتعايش بين العرب والشركس الذين اختاروا المنطقة العربية للعيش فيها ,فكان لقاء بين حضارتين لم يسبق ان تمازجتا معا ، إذ تختلفان في العادات والتقاليد .
إلا أن ما يجمعهما هو الدين الإسلامي الذي قرب بينهما , فظهرت القيم الأصيلة بعد خلافات يتم حلها بعقلانية حيث حل في نهاية الفيلم الحب محل الخصام الذي ترسخ حقيقة .
الفيلم بين هذا التقارب من خلال المفاهيم والعادات التي تحكم الشعوب بالتركيز على مفهوم (الخطيفة ) التي تعني الشرف والرجولة والشهامة في العادات الشركسية بينما هي عكس ذلك بالنسبة للانسان العربي حيث تم التغلب على مثل هذه الاشكالات التي حصلت بين شاب شركسي وفتاة عربية من خلال التفاهم وإيجاد أرضية مشتركة ترضي الطرفين .
والرسالة التي أراد الفيلم أن يوصلها إلى الجمهور أن الحوار أساس للتفاهم بين الشعوب لحل المشكلات , فكان البناء متميزا ومتصاعدا طوال احداث الفيلم الذي جاء بثلاث لغات هي : العربية والانجليزية والشركسية وعلى مدى 114 دقيقة وعملت الشركة المنتجة له على ترجمته الى نسخ باللغات العربية والروسية والتركية.
ادى الادوار التمثيلية في الفيلم الذي انتجه وكتب قصته واخرجه قندور وعصام حجاوي كمنتج منفذ نخبة من الفنانين الأردنيين من بينهم : سحر بشارة ومحمد العبادي وجميل براهمة ومحمد الضمور وإبراهيم ابو الخير ورفعت النجار وعلي عبد العزيز واشرف أباظة ومحمود ممدوح ووسام البريحي وباسلة علي وفاطمة بسيوني .
اما الأدوار الشركسية فادتها مجموعة من الفنانين من روسيا منهم محي الدين كوماخوف ورسلان فيروف وباسيرشابسوغوفاو وجاناحاموكوفا وولود اشيرميوفاو ومحمد كبشوغوف , وكان التمثيل يمستوى عال اظهر مدى قدرة الفنانين على الانسجام بالادوار التي اسندت اليهم ،في حين كان التاليف الموسيقى للفنان وليد الهشيم الذي اضفى بعدا جماليا على عناصر الفيلم .
يثبت الفيلم مدى التطور الذي حدث على الصعيد السينمائي في المملكة خاصة بعد تاسيس الهيئة الملكية الاردنية للافلام والحاجة الى وجود سينما اردنية متميزة لا تقل عن مثيلاتها في المنطقة العربية . (بترا)