اللحام أول مخرج عربي ينجز مسلسلا دراميا تلفزيونيا جزائريا

المدينه نيوز - عبدالرحيم غنام - الفنان المبدع والمخرج الأردني الكبير كمال اللحام بدأ مشواره الفني في مجال الاخرا ج السينمائي في السينما العربية في مصر ولبنان والأردن وقد تميز في إخراجه السينمائي في مصر حيث انجز اعمالا سينمائية لكبار الفناين العرب في مصر وكذلك الحال في لبنان وسوريا ثم احترف ألإخراج التلفزيوني في الأردن وقم خلال مشواره الفني الطويل ما يقرب من الثمانين مسلسلا تلفزيونيا دراميا العديد منها( أكشن) بوليسي وحقق نجاحا كبيرا فيها وفي لقاء مع الفنان المخرج المبدع كمال اللحام كان هذا الحوار الممتع والمفيد . رحبنا به في بداية اللقاء وسألناه عن البدايات قال :
كانت البداية في مجال الإخراج السينمائي وفي مصر حيث قمت بإخراج اعمال سينمائية مصرية شارك فيها عدد من كبار نجوم السينما في مصر وكان اول اعمالي السينمائية في مصر فيلم بعنوان " قابيل وهابيل" الذي حاز على عدة جوائز كبرى وكان هذا النجاح الكبير وراء إنطلاقتي السينمائية للسينما العالمية والعربية وأمام تراجع الإنتاج السينمائي العربي تحولت الى احتراف العمل التلفزيوني واستطعت ان أنجز حوالي مائة فيلم سينمائي ومسلسل تلفزيوني في ألأردن ومصر ولبنان وسوريا واليونان وغيرها من دول العالم .
· حدثنا عن الأعمال الفنية التي انجزتها من انتاج التلفزيون ألأردني ؟
- اخرجت اكثر من عشرين مسلسلا تلفزيونيا وأكثر من عشرة سهرات (افلام تلفزيونية ) اذكر منه على سبيل المثال لا الحصر مسلسلات وبد وية واجتماعية معاصرة وأعمال تاريخيةمن انتاج مؤسسة ألإذاعة والتلفزيون الأردني ، واعمال أخرى من انتاج شركات اردنية خاصة ومن هذه ألأعمال الدرامية ألأردنية مسلسل ( الرمضاء والنار ، ألإسوار ، الليل الطويل ، ورده والجبل) ، بالإضافة الى المسلسلات البدوية والتاريخية كما اسلفت ، وسأكتفي بذ كر اهم الأعمال التلفزيونية اللبنانية مسلسل الشاحنة بطولة النجم العربي الكبير محمود سعيد وعدد من كبار نجوم السينما والتلفزيون في لبنان ، وفي سوريا مسلسل ( الجمر والجمار ) وشارك فيه الى جانب الفنان محمود سعيد ممثلون من سوريا والأردن ولبنان.
اما في مصر فقد أخرجت كما ذكرت فيلم بعنوان قابيل وهابيل كما اسلفت وفيلم سينمائي بعنوان الأيامى تصنع النهاية ، ومن نجوم مصر الكبار الذين عملوا معي شكري سرحان ، محمود المليجي ،سميره أحمد ، صلاح ذو الفقار ،عبدالله غيث ، احمد مرعي وآخرين من عمالقة السينما في مصر .
· من عمل معك من نجوم الفن العرب ؟
- من نجوم الفن في الأردن عمل معي جميع الفنانين الكبار أذكر منهم الراحل أسامه المشيني ،، أديب الحافظ ، ومحمود ابو غريب وربيع شهاب ، وروحي الصفدي ،وداوود جلاجل ، وشاكر جابر وساري ألأسعد والقائمة تطول ، اما بالنسبة للفنانات ألأردنيات فقد عملن معي جميعهن وبلا استثناء إلا ما ندر من الجيل الجديد ن ومن نجوم الفن في سوريا فقد عمل معي وفي عدد من المسلسلات التلفزيونية اكثر من ثلاثين من اهم نجوم المسرح والسينما والتلفزيون منهم النجم جمال سليمان ورشيد عساف وطلحت حمدي وخالد تاجا وغيرهم وفي آخر مسلسل تلفزيوني أنجزته في سوريا وشارك فيه عشات الفنانين والفنانات من سوريا ولبنان والأردن وهو بعنوان " الجمر والجمار"ومن لبنان شارك في المسلسلات التي أخرجتها عدد كبير من نجوم السينما والتلفزيون اللبنانيين واللبنانيات وعلى رأسهم الفنان المبدع محمود سعيد . كما عمل معي عدد من الممثلين من ليبيا والجزائر ، وتونس ،والمغرب ، وكذلك نجوم من الخليج العربي .
· واضح أنك عملت في معظم العواصم العربية . ما سبب توجهك للعمل خارج ألأردن بالرغم من توفر العمل لك في الأردن؟
- بداية انا فنان عربي لا أعترف بالحدود التي فرضها ألإستعمار علينا فقسم وطننا العربي الكبير الى دويلات ليسهل عليه استعمارنا ونهب ثرواتنا العربية وهو حق مشروع لكل عربي وردا على سؤالك فانني لا اسعى للعمل خارج الأردن ، ولكن عندما يعرض عليّ عمل فني أشعر انه جيد ويستحق ان اذهب الى خارج بلدي ألأردن لإنجازه فأنني اوافق وأذهب لإنجازه وأعود آملا ان أجد عملا يناسب فوجهي وأفكاري ، ثق تماما انني عندما أذهب لأي بلد للعمل فانني لا اشعر لإطلاقا انني اعيش في غربة أو أنني بعيد عن الأردن ، ومن اهم ألأعمال التي نالت إعجابي وقمت بإنجازه مؤخرا مساسل تلفزيوني وطني جزائري بعنوان "عيسات أدير" وهو من أعلام الثورة الجزائرية ،ومؤسس الإتحاد العام للعمال الجزائريين عيسات استطاع ان ينتزع هذا الحق من الفرنسيين بالنضال الوطني المتواصل وبعد جهد طويل ومتميز ، وبصراحة انا شخصيا احب الجزائر والجزائريين منذ زمن بعيد ، وقبل ان اذهب اليها ولكنني بعد ان ذهبت اليها عشقتها وعشقت ناسها الكرماء الطيبين الذين عاملوني كمواطن جزائري ، ولقيت تعاونا تاما من التلهزيون الجزائري وكذلك مع منتجه عربية جزائرية متميزة بثقافتها ودماثتها هيّ السيدة سميره حاج جيلاني ، وبهذا التعاون اعتقد أنني وجدت ضالتي المنشودة ، وخاصة ان القليل من العاملين بالإنتاج يتمتعون بمواصفات طيبة مثل السيدة سميره جيلاني التي تعمل في مجال الفن بعيدا عن النظرة التجارية التي يتبعها الكثير من المنتجين العرب في مجال الإنتاج الفني ، وهي باستمرار تتحدث عن وتبحث عن المواضيع الفنية الجديدة والجيدة التي تعالج قضايا إنسانية ووطنية هادفة ، وهذا ما شجعني على ألإستمرار بالتعاون معها ، وليّ مشاريع فنية مقبلة معها في الجزائر كما انه لديّ مشاريع فنية أخرى في دول عربية أخرى ومنها ألأردن .
· اشرت الى السيدة سميره حاج جيلاني بأنها منتجة فنانه ولاتتاجر بالفن ، من ايضا من الفنانين والمنتجين الذين تعاملت معجم وكانوا يماثلونها بالعمل الفني ؟
- وجدت هذه الصفات بالفنان العربي المبدع والذي يسرني دائما ان اطلق علي ألأستاذ الفنان والحوت الذي يبحر في اداء ادواره في السينما أو ألمسرح والتلفزين بيسر وسلاسة ومن دون أخطاء ا, إعادة للتصوير أو تلكوء في العمل وخاصة أثناء التصوير فهو ممثل يعتد به كبار الممثلين و المخرجين وحتى المنتجين العرب والأجانب الذين عمل معهم ، وهو منتج رائع وفنان ،وكان لي معه مجموعة من التجارب كممثل وكمنتج ايضا . فقد اخرجت له ثلاثة مسلسلات درامية معاصرة من انتاجه أذكر منها مسلسل الشاحنة ولعب فيه دور البطولة مع كبار الفنانين والفنانات في لبنان ، ومسلسل تحت الرماد من بطولته وفنانين لبنانيين وعرب ايضا ، واستمر التواصل الفكري بيننا وقناعتي به كنجم كبير متألق دائما وكمنتج يشعرك بمدى إحساسه بك ، ومن المنتجين الفنانين عاكف نجم فقد اعجبني اسلوبه في ألإنتاج، . وأخرجت مساسل بعنوان " ماض لايغيب "، وكذلك الفنان ساري ألأسعد الذي إختارني لإخراج مسلسل من انتاجه بعنوان الليل الطويل ، وعاد ليصر عليّ بإخراج مسلسل آخر بعنوان الرمضاء والنار ، وأضاف يقول ومن الفنانين المنتجين الذين اسندوا لي مهمة اخراج مسلسلين من انتاجه الفنان المبدع داوود جلاجل هما النار البارده ، والجرح والبلسم ، وانا اكون سعيدا جدا عندما يختارني منتج فنان ويتميزفي اعماله عن الأخرين من المنتجين
· بعد هذه التجارب الفنية المتميزة كيف تصف مشوارك الفني وما الذي حققته كفنان ؟
- استطيع وبكل فخر ان اصف مشواري الفني الذي استمر لأكثر من خمسة وثلاثين عاما متواصلا من العمل الفني السينمائي والتلفزيوني ، وخوضي لتجارب فنية ضخمة جدا وبعضها زاد عدد المشاركين فيها عن المائة ممثل وممثلة وكثل عددهم او يزيد من الكومبارس (المجاميع الضخمة) . كما اصبحت قادرا على إدارة اعمالي بسلاسة مهما واجهني بها من الصعوبات او المعوقات التي تنشأ أثناء العمل مع بعض الممثلين المزاجيين او مع الفنيين ، ولكن المشكلة الوحيدة التي لا تفارقني طوال أيام العمل هي القلق النفسي الذي كون العدو اللدود لي هو الفشل ، وأعتبر الفشلبالنسبة لي كارثة وارفضه رفضا قاطعا وهو خط أحمر بالنسبة لي .
· ألا تجد صعوبة بالتعامل مع الممثلين الجزائريين من ناحية التفاهم لغويا ؟
- الحقيقة أنني اريد ان أصحح معلومة لمن للا يعرفون الجزائر عن قرب وهي ان الممثلين الجزائريين قادرون على الحديث باللغة العربية السليمة ، وتجربتي الأخيرة في الجزائر" مسلسل عيسات أدير " كانت باللغة العربية ، وهم يتكلمون اللغة العربية القرشية ، ولايوجد أي صعوبة في التفاهم معهم ... صحصح ان بعضهم كان أحيانا يدخل بعض الكلمات الفرنسية ثم يعود لحذفها فورا وهذا يحدف في منطقتنا حيث يدخل بعض الممثلين كلمات ومصطلحات انجليزية دون قصد ويتراجع عنها فورا .
· نعيش هذه ألأيام في البلاد العربية حالة من التردي في مجال الفنون قاطبة إلى ما تعزي هذا التردي الكبير في الفنون ؟
-أستطيع أن أقول إن هذا التردي في ألإنتاج الفني في الوطن العربي عائد إلى ألإستسهال في إختيار المواضيع والبعد عن البحث الدقيق عن مواضيع ذات صلة بالواقع المعاش والإبتعاد عن ما يعالج قضايا المواطنين سواء في الدراما السينمائية أو التلفزيونية أو المسرحية ، وكذلك الحال بالنسبة للغناء والطرب .
ألأعمال الفنية عامة كانت تخاطب عقول الناس ومشاعرهم واصبح اليوم في معظمه لايليق بقضايانا وإنساننا العربي بل عوامل مؤثرة سلبيا على المجتمع بكافة فئاته ، وهذا لم يأت من الفراغ وأجزم أن وراء ذلك من يسعى الى تخريب أذواق ألأمة وبكافة ألأشكال لذا فإنني أناشد الحكومات العربية ومحطات التلفزة العربية وشركات الإنتاج الوطنية ان تراجع حساباتها جيدا وأن تعيد للفنون أصالتها وقدرتها على التأثير إجابيا في المجتمع العربي ، وأعتقد انه على رب ألأسرة أن يكون واعيا وأن يرفض السماح لأفراد عائلته الرضوخ للثقافة المستوردة والتي لاتتناسب عاداتنا وتقاليدنا العربية ألإسلامية .