الفيلم الروسي "بيروسماني" في شومان
![الفيلم الروسي "بيروسماني" في شومان الفيلم الروسي "بيروسماني" في شومان](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/9ea81e7174b3e23dcd90418566ed4e9e.gif)
المدينة نيوز:- يشكّل الفيلم السوفييتي الجيورجي "بيروسماني" للمخرج جيورجي شينغلايا، تجربة سينمائية مختلفة عن الأشكال السائدة في السينما العالمية.
ويتناول الفيلم الذي تعرضه مؤسسة عبدالحميد شومان بعد غد الثلاثاء، مشاهد من حياة الرسام الجيورجي نيقولاي بيروسماني وهو فنان فطري فقير عاش حياته يتنقل في المدن والقرى ويبيع اللوحات للمطاعم والمقاهي والمتاجر والتي كان يرسمها أمام زبائنه، وأحيانا حسب طلباتهم ما اكسبه شهرة واسعة في موطنه بعد أن امتلأت جدران المقاهي بلوحاته، كان بيروسماني في بداية حياته مجهولا وعمل بائعا متجولا كما عمل في محطة القطار قبل أن يتنقل بين المقاهي ليبيع لوحاته.
الفيلم يبدو للوهلة الأولى نوعا من السيرة الذاتية لكنه من حيث الجوهر فيلم عن روح الفنان التي تتعارض مع القيم الاستهلاكية المحيطة به، هناك مقطع في الفيلم هام من هذه الناحية نرى فيه الفنان يفتتح متجرا للأجبان والعسل والحبوب، لكنه ورغم ما يحققه من أرباح سرعان ما يتخلى عنه ويوزع ما فيه من بضائع على الفقراء. يظهر بيروسماني في الفيلم صامتا طوال الوقت، يرتاد المقاهي ويبيع لوحاته ويتناول طعامه ويحتسي شرابه دون أن يتواصل مع المحيطين به، ويبدو أنه يعيش في عزلة عن العالم.
وتنهض بنية الفيلم على مقاطع مبنية من تفاصيل حدث أو حالة عبر لقطات مصورة بكاميرا ثابتة في معظم الأحيان وبأسلوب يحول كل لقطة إلى لوحة فنية تشكيلية. من هذه الناحية لا يمكن اعتبار الفيلم فيلما جماهيريا بل هو فيلم يخاطب النخبة من هواة الفن السينمائي، مثله في ذلك مثل أفلام المخرج الشهير عالميا سيرغي بارادجانوف وأشهرها "لون الرمان"(1969).
وينتهي الفيلم بموت بيروسماني وحيدا في القبو المعتم الذي كان يتخذه مسكنا له، والمعلوم ان بيروسماني توفي في العام 1918 في مدينة تيبليسي عاصمة جيورجيا.
يشار الى أن فيلم "بيروسماني" لم تتح له فرصة العرض خلال العهد السوفييتي وبقي مجهولا إلى ان تم عرضه للمرة الأولى قبل بضع سنوات واعتبره النقاد اكتشافا لتحفة سينمائية.
(بترا)