روابط المعلمين و ما أدراك ما روابط المعلمين
![روابط المعلمين و ما أدراك ما روابط المعلمين روابط المعلمين و ما أدراك ما روابط المعلمين](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/40452.jpg)
بداية نلفت انتباه المعلمين الأعزاء إلى أن فكرة الروابط هي عبارة عن هدم صريح و علني لما توصلتم إليه ، كما أن الروابط بالمفهوم الذي طرحته الحكومة عبارة عن تمزيق للصف الوطني و تناقض تماماً للديمقراطية و تأكيداً على بقاء الشعب الأردني تحت فكر العشيرة و الأقاليم في حين أن جلالة الملك حفظه الله و رعاه يوجه الشباب إلى حمل فكر وطني من خلال انتمائهم إلى الأحزاب الوطنية ليتمتعوا بفكر بعيد كل البعد عن مفهوم العشيرة و الأقاليم ، بالتالي انتمائهم وطني بغض النظر عن أنه من الشمال أو الجنوب أو الوسط.
بينما حكومتنا الرشيدة تصر على تكرار الأخطاء بحق الوطن الحبيب و ذلك بتقديم مشروع الروابط التي تزيد من تقسيم المقسم و تؤكد على خلق نعرات طائفية و إقليمية بين وحدة الشعب الأردني.
حيث أن تشكيل اثنتين و أربعين رابطةً يعني تشكيل اثنين و أربعون اتجاها منفصلا كل واحد عن الآخر، كما أن كل رابطة داخل كل مديرية ينجم عنها صراع عشائري بين تلك العشائر التي تقطن تلك المديرية،مما يزيد هذا الطرح من تمسك المجتمع بنظام العشيرة الذي هو أولا و أخراً ليس من مصلحة الوطن و تقدمه حضارياً ولا ديمقراطياً ( يكفينا ما يعاني منه مجلس النواب الذي يبنى على أساس عشائري في فرز رجالات غالبيتهم ليسوا أصحاب فكر ولا ذوي كفاءات تخدم مصلحة الوطن )عدا عن الفارق بين الفئة الناخبة وهي فئة المعلم !!!
هذا من جانب أما الجانب الآخر فإن التنافس العشوائي على المناصب في الروابط يزيد من الفساد الإداري والترهل الوظيفي (ألا يكفينا ما هو موجود من ترهل إداري في وزارة التربية و مديرياتها) هذا غيض من فيض بخصوص هذا الجانب.
ومن منظور آخر فإن الروابط عبئ على ميزانية الحكومة دون فائدة للمعلمين حيث أن المخصصات المالية (للموظفين و الأبنية و الأثاث و القرطاسية و غيرها) يحمل ميزانية الدولة ملايين الدنانير مقابل لا فائدة مرجوة للمعلمين المعنيين بها و دليل ذلك (نوادي المعلمين) .
كما أن الشباب الأردني يعاني من الخواء السياسي الوطني فإن مشروع الروابط يزيد من هذه المعاني لدى فئة المعلمين الذين هم الينبوع الذي يغذي طلبتنا في المدارس ولك أن تتخيل أن معلم الأجيال تصبح أفكاره و اتجاهاته قبلية و عشائرية .
أخيراً فإن مشروع الروابط للمعلمين ليس وطنياً ولا مهنياً و إنما هو مشروع لتمزيق وحدة الوطن ، وإنني من هذا المقام الإعلامي أناشد الحكومة بإلغاء هذا المشروع وأؤكد على حق المعلمين في نقابة مهنية وطنية أردنية .
bqaseem@yahoo.com