حــمــاس و " غـربان فـتـح " .. !!
قد يقال الكثير من الأكاذيب قبل أن يعرف الشعب الفلسطيني حقيقة ما يحدث في " حركة فـتـح " ، و حقيقة " الغـربان " من الناعقين باسمها الذين يستميتون لطمس ما حافظت عليه الحركة طوال أكثر من أربعة عقود ــ رغم المؤمرات و
الانشقاقات ـــ من أن " فـتـح " رقم لا يقبل القسمة .!!
وكيف جعل هؤلاء " الغـربان " من الحـركة رقماً قابلا للقسمة والطرح والضرب بكل ما يخطر في البال ، و طيرًا جريحاً يرفرف ودمه ينزف في سماء الوطن ، ويبحث عن غصن يقف عليه ، والجميع من أبناء الحـركة يطلقون النار لقتل هذا الطير الفلسطيني قبل أن يجد الشجرة التي يجعل منها قاعدة للتمسك بالثوابت كما يزعم تيار الناعقين بخراب الحـركة .!
و الغريب أن " تيار الغـربان " هذا الذي ظهر جليا منذ تولي محمود عباس مقاليد السلطة في يناير 2005 م قد عرفه شعبنا و خبره جيداً في زمن الراحل ياسر عرفات ، حيث حاول تيار " الأسرلة الفتحاوي " منذ الأنتخابات الصهيونية في 17 / 5 / 1999 م و فوز أيهودا باراك و حزب العمل في التعرض لفصائل المقاومة من خلال العمل على تشويه حركة المقاومة الأسلامية " حماس " في حملة إعلامية واسعة لتشويه الحـركة ، و تشويه صورتها و جهادها و أبطالها و قياداتها في الداخل و الخارج ، وذلك من خلال سلسلة من الرسائل المزيفة و التقارير المختلفة و البيانات المدسوسة في حملة مشبوهة تمثل حرباًًًًً إعلامية تضاف للحرب الأمنية التي شنتها المخابرات الأمريكية و كلاً من الشاباك الصهيوني و الأجهزة الأمنية الفلسطينية على شباب وكوادر الحـركة ، و عندما فشلت هذه الحملة المسعورة بما حملته من أكاذيب مختلقة و إفتراءات رخيصة و إشاعات سخيفة خبيثة في أن تفت في عضد " حـركة حماس " ، وفي مواصلة الحـركة لمشروعها الجهادي المقاوم الذي تعمد بدماء الشهداء و تضحيات قادة و كوادر الحـركة في داخل فلسطين و خارجها ، لجأ هذا التيار إلى ذبح وتسفيه وتشويه " حـركة فـتـح " من خلال الإستقواء بالإدارة الأمريكية والعدو الإسرائيلي و بعض السذج والمغرر بهم من أبناء الحـركة خدمة للمخطط الأمريكي ــ الإسرائيلي ، و لتحقيق الوهم الذي يداعب رؤوسهم من الإستيلاء على مقاليد الحـركة .!
ولتحقيق ذلك فقد تآمر رموز هذا التيار من الذين أطلق عليهم الرئيس الأمريكي جورج بوش الأبن " الأصلاحيين الجدد " على حصار ومن ثم اغتيال قائدهم وزعيمها التاريخي ياسر عرفات حتى تفتح الطريق أمامهم للتعايش الذليل مع العدو الإسرائيلي .!
إنهم من نفس زمرة الفساد والمفسدين المفرطين والمتاجرين بقضايا الوطن من خلال مصالحهم الشخصية التي قايضوا فيها الوطن بثرائهم .!
نذكر ما سبق ونحن نشاهد و نتابع باستغراب شديد التصريحات اليومية و التحريضية التي يدلي بها " غـربان فـتـح " بانتظام و إصرار غريبين ضد فصائل المقاومة عامة ، و "حـركة حماس " خاصة على شاشات تلفزيون العدو الأسرائيلي ، وفي فضائيات " سحرة فرعون " وجميعها تتمحور في جلد شعبنا والمقاومة وتحميلهما المسؤولية في تدمير كل ما بنته السلطة الفلسطينية ، وتبرئة الاحتلال من المسؤولية عن جرائمه .!
فبدلاً من أن يتفرغ الناعقين باسم " حـركـة فـتـح " للرد على تصريحات قادة الكيان الصهيوني الذين استباحوا البشر و الحجر ، والتفكير بحماية أمن الشعب الفلسطيني من تهديداتهم اليومية ، ومجازرهم المتواصلة ، قرروا الأصطفاف مع الاحتلال في جبهة واحدة في زيادة معاناة شعبهم ، وضد فصائل العمل المقاوم و خاصة " حـركة حـماس " .!
وبدل أن يبادروا بالرد على ذلك الأعلامي من سحرة فرعون الذي وصف محمود عباس و القادة الفلسطينيين بالمخنثين ، بادر هذا التيار بالهجوم على قادة فصائل المقاومة .!!
وليت الأمر توقف عند هذا الحد ، فقد خرج علينا " حـرامي الحـلة " في اللجنة المركزية لحركة فـتـح يطلب من " حركة حـمـاس" أن تأخذ شهادة وطنية من " حركة فـتـح " ..!!
( سبق لهذا المأفون أن صرح بأن " حركة حماس " و الصهيونية وجهان لعملة واحدة أثناء دخوله رام الله لحضور المؤتمر العام لحركة " فـتـح " السادس في بيت لحم في أغسطس 2009 م ..!!) .
لن ندخل بالتفاصيل والأسماء المحشوة في وكر الأفاعي الذي لا تـنجو منه حقيقة من دون أن تمتلئ بالسموم .! ، ولكن نرى أنه من حقنا بل من واجبنا أن نتصدى لهذه الهجمة الجديدة المدروسة على رجال المقاومة من أشجار الغرقد التي زرعها الصهاينة في الأراضي الفلسطينية ، وذلك بفضحها وتعريتها وكشف أسبابها ومسبباتها ، منبهين ومحذرين إلى خطورة ما قد ينشأ وما قد يتمخض عنها في بعض قطاعات الشعب الفلسطيني الذي يزداد إحساسه بالعزلة هذه الأيام ، والذي بدأ يشعر أكثر من أي وقت مضى أن منافذ العدالة قد سدت في وجهه ، والتي تتكرس وتبلغ قمتها في حرب الأبادة و التطهير العرقي للشعب الفلسطيني في قطاع غزة من قبل العدو الأسرائيلي ، و حرب الحصار و التجويع و القتل البطئ من قبل أخوتنا الأعداء .!
لقد أتقن " غـربان فـتـح " صناعة الفتن وتدبير المؤامرات وتلفيق الأراجيف والأكاذيب الرخيصة وتزوير البيانات التي تعبر عن شخصياتهم وأخلاقهم ، فلا دين يردعهم ، ولا أخلاق تلجمهم ، ولا وطنية تحكمهم .!
فهم يدعون الوطنية.. وليسوا بوطنيين..!!
ويدعون المقاومة.. وليسوا بمقاومين..!!
ويدعون الصدق.. وليسوا بصادقين..!!
ويدعون الشفافية.. وهم باطنيون..!!
ويدعون الطهارة.. وهم ملوثون..!!
و يتساءل المواطن الفلسطيني بمرارة ممزوجة بالغضب :
هل هذه " حركة فـتـح " التي ملكت ناصية التعبير عن أماني وطموحات الجماهير الفلسطينية والعربية والقوى المناهضة للصهيونية لأكثر من أربعة عقود ، و خرج المشروع الوطني الفلسطيني المناوئ للمشروع الاستعماري الصهيوني من رحم الحركة.؟!
فمن الظلم أن تتحول " فـتـح " إلى مجموعة من الناعقين وكذابين الزفة و عواجيز الفرح والعوانس الذين يملؤون الفضائيات صباحاً ومساء لا يلوون على شيء إلا إثارة الفتنة و التحريض و الكذب و قلب الحقائق ، و أن تصل الامور في هذه الحركة المناضلة الى هذا الدرك بفضل حفنة من الصغار " الأنكشاريين " الذين يدوسون وجه الوطن تارة بالبسطار الأمريكي , وتارة أخرى بالبسطار الأسرائيلي .!