برنامج تعزيز القدرات لادارة المياه العربية يشيد بالجهود الاردنية المائية

المدينة نيوز - : اختتمت في القاهرة أعمال البرنامج التدريبي للخبراء والمدربين في مجال تعزيز قدرات المجتمع المدني في الحوار حول الادارة المتكاملة لمصادر المياه في المنطقة العربية التي نظمتها الجمعية العربية لمرافق المياه ( أكوا) بالتعاون مع مفوضية الاتحاد الاوروبي والمعهد الالماني للقيادة الجماعية CLI ومشروع الشراكة الالمانية المائية GWP والشبكة العربية للبيئة والتنمية والمجلس العربي للمياه وجامعة الدول العربية بمشاركة 27 خبيرا من 7 دول عربية اضافة الى الاردن والتي استمرت على مدار اسبوع في القاهرة استعرض المشاركون فيها التجارب العربية في الادارة المائية العربية وكيفية نقل الخبرات الناجحة من الدول التي حققت نجاحات في مجال ادارة المياه الى الدول التي تعاني قصورا في برامج ادارة المياه .

وقد قدم الاردن عدة أوراق عمل خلال الدورة تركزت حول الجهود التي يبذلها الاردن في مجال ادارة المياه المتكاملة بالرغم من تعاظم التحديات وتراجع مصادر المياه خاصة في ظل الصراعات المحيطة به وأثرها على موارده المائية وقد أشاد المؤتمرون بالتجربة الاردنية في مجال ادارة المياه التي حققت نجاحا ملحوظا بالتعامل مع الواقع المائي في ظل توافد اكثر من 25% من السكان الى اراضي المملكة من اللاجئين السوريين .

أمين عام الجمعية العربية لمرافق المياه ( اكــوا) المهندس خلدون الخشمان قال ان هذه الحوارات الناجحة تعد اساسا لكل نجاح في مجال نقل التجارب العربية وايجاد الحلول للمشكلات المائية والبيئية العربية خاصة مع ما تعانيه منطقتنا العربية من ندرة متزايدة وتدني كفاءة شبكات المياه ومحطات المياه والصرف الصحي والتغيرات المناخية مع تناقص مصادر التمويل لتطوير قطاعات المياه العربية واستمرار الصراعات وهجرات متواصلة من المناطق ذات الوفرة المائية الى المناطق الأكثر ندرة بمصادر المياه مبينا ان 8 ملايين من ابناء المنطقة العربية لجوء الى مناطق أخرى ومثال ذلك الاردن الذي استقبل اكثر من 1,6 مليون لاجىء من السوريين .

واضاف ان الجمعية تفخر بما انجز على الساحة العربية حيث نجحت في إطلاق عدد من الإصدارات التي تتكون من مجموعة من التقارير والأدلة الإرشادية والحالات الدراسية حول سبل اصلاح وتطوير قطاعات المياه والطاقة والبيئة وتأسيس شراكات في مجال التدريب وبناء القدرات مشيدا بالتسهيلات التي تقدمها حكومة المملكة الاردنية الهاشمية ممثلة بوزارة المياه والري والتي تخطو خطوات فاعلة في سبيل تطوير واقع المياه والنهوض بها ونشر مفاهيم الوعي والحفاظ على المياه وتطوير القوانين بما يحقق حماية لكافة المصادر المائية المتاحة بالشراكة مع جميع قطاعات المجتمع خاصة ادارة حماية مصادر المياه كتجربة فريدة وفاعلة في المنطقة العربية .

الدكتور جمال جاب الله مستشار أمين عام جامعة الدول العربية قال ان المنطقة العربية تواجه تحديا كبيرا فيما يتعلق بالمياه مبينا ان واقع المياه العربية يحتاج لمزيد من تعزيز التعاون العربي العربي وبناء شراكات فاعلة في موضوع المياه وتنفيذ مشاريع مائية مشتركة لمواجهة الظروف المائية التي تعصف بالمنطقة العربية في ظل التقلبات المناخية وتراجع حصة المواطن العربية من المياه خاصة ان من ابسط حقوق المواطن العربي الحصول على مياه نظيفة وبكميات كافية وفق افضل المواصفات العالمية

واكد الدكتور جاب الله على ضرورة تبادل الخبرات العربية العربية في مجال الادارة المتكاملة لمصادر المياه مشيدا بالتجربة الاردنية وما حققته مؤخرا في القدرة على تجاوز معظم التحديات المائية وايجاد اليات فاعلة في مجال ادارة المياه وتأمين الاحتياجات المائية بكفاءة لمختلف الاحتياجات واوضح ان الجمعية العربية لمرافق المياه ( أكوا) تبذل جهودا استثنائية على صعيد اشراك المعنيين في المنطقة العربية وتمكنت من تحقيق الكثير من الإنجازات كممثل لمرافق المياه العربية وشريك استراتيجي للعديد من المنظمات والمراكز الدولية العاملة في قطاع المياه والصرف الصحي مؤكدا دعم الجامعة العربية لجهود الجمعية .

أمين عام المجلس العربي للمياه الدكتور حسين لطفي أعرب عن تقديره للتجربة الاردنية في مجال ادارة المياه وتمكنها من تخطي عنق الزجاجة على حد تعبيره وتطبيقه لبرامج استطاعت التعامل الايجابي مع الواقع المائي في الاردن خاصة وان حصة الفرد في الاردن لاتزيد على 120-150 لتر يوميا مبينا ان المنطقة العربية وجنوب المتوسط تواجه تحديات كبيرة في ما يتعلق بالتغيرات المناخية واثرها الكبير على منطقتنا العربية .

ونوه د. لطفي ان ذلك يتطلب ايجاد الادارات الفاعلة والحديثة وترسيخ انماط السلوك في مجال ترشيد الاستهلاك المائي خاصة وان المنطقة العربية معظم مواردها خارجية داعيا الى ايجاد حوارات فاعلة بين كافة المعنيين في مجال ادارة المياه العربية وصناع القرار وضرورة تبني سياسات ملزمة للحفاظ على مصادر المياه والحد من الهدر في المنطقة العربية مشيرا للادارة المائية الاردنية بايجابية عالية وتقدير خاصة من خلال الجهود التي تبذل بالرغم من تأثير الصراعات التي يعانيها الوطن العربي والاقليم خاصة الا ان ذلك لم يثن الاردن عن السير في جهود فاعلة في مجال الحد من الفاقد المائي وحماية مصادره المائية .

الدكتور عماد الدين عدلي المنسق العام للشبكة العربية للبيئة والتنمية استعرض واقع الادارة العربية المائية مبينا انها تعاني من ضعف التنسيق وعدم وجود منهجية موحدة للتعامل مع القضايا المائية العربية وقصور حوكمة المياه في المنطقة العربية .

وبين الدكتور عدلي ان هذه اللقاءات والمؤتمرات التي تنظمها الجمعية العربية للمياه بالتعاون مع كافة الجهات المعنية لنشر الممارسات الفضلى وتصميم برامج تدريبية متنوعة ومن ضمنها برامج إجازة المزاولة لمشغلي المياه والصرف الصحي وبرامج أنظمة المعلومات الجغرافية وبرامج تدريب المدربين وبرامج التعلم الإلكتروني (التعلم عن بعد) تعد جهودا صادقة وواقعية للنهوض بالواقع المائي العربي العربي .

واشاد بما قدمه الاردن خلال المؤتمر مؤكدا ان ما نسمعه ونلمسه في ادارة قطاع المياه الاردني وانجاز العديد من المبادرات الريادية الناجحة في مجال اشراك كافة المعنيين في ادارة مصادر المياه سواء للقطاع الزراعي او السياحي او الصناعي او حتى المنزلي قد مكن ادارة المياه في الاردن من القدرة على التعاطي مع ازدياد الطلب على المياه بكفاءة خاصة في ظل الواقع المائي الذي تشهده المملكة الاردنية الهاشمية .

من ناحيته قدم المهندس خالد العبيدين مساعد أمين عام سلطة وادي الاردن ود. خليل العبسي مساعد أمين عام سلطة وادي الاردن وم. احمد الحياري رئيس قسم النوعية في محطة زي للمياه قدمو ورقة عمل حول نجاح الاردن في تحويل كارثة بيئية الى مشروع انتاجي يخدم المجتمع المحلي في منطقة مخيم الزعتري .

وتناولت الورقة الجهود التي بذلت بشكل عاجل وفاعل مع كافة أطياف المجتمع المحلي لتجاوز الأثار البيئية على احدى أهم الاحواض الجوفية في المنطقة كمصدر رئيس لمياه الشرب وبناء محطة لمعالجة المياه العادمة والاستفادة من المياه المعالجة في مشروع زراعي انتاجي بالتعاون مع الجمعيات في المنطقة لخدمة الفقراء والمحتاجين والنجاحات التي تحققت كعوائد اقتصادية شكلت مصدرا انتاجيا واحداث تنمية زراعية بموارد محلية .

مدير الاعلام والاتصال عمر سلامة استعرض جهود وزارة المياه والري في احكام السيطرة على مصادر المياه وقدرته الفاعلة بالشراكة مع كافة الجهات الرسمية والأهلية في تحقيق انجازات كبيرة في حماية مصادر المياه وحماية المياه الجوفية وتوفير كميات مياه لتزويد مناطق عديدة في مختلف مناطق المملكة .

وبين سلامة ان المياه المتجددة في المنطقة العربية لاتتجاوز 1.2% من المياه العالمية وسط تراجع متزايد للهطول المطري وتقلبات مناخية تلقي بظلالها عاما بعد عام خاصة مع ما شهدته المنطقة العربية وخاصة منطقة شرق المتوسط من ارتفاع حاد وغير مسبوق على درجات الحرارة والضخ الجائر والحاد من مصادر المياه العربية العذبة والتي تزيد عن مثيلاتها في مختلف مناطق العالم بأضعاف مضاعفة .

وقد جال المشاركون الذين شاركوا بالبرنامج التدريبي للخبراء والمدربين في مجال الادارة المتكاملة للمياه من كل من مصر ، الاردن ، فلسطين ، لبنان ، المغرب ، تونس ، الجزائر و المانيا اضافة الى جامعة الدول العربية على عدد من المبادرات التي تنفذها الشبكة العربية للبيئة والتنمية في منطقة الصعيد المصري وفي الجلسة الختامية عبروا عن اعتزازهم بادارة المياه الاردنية كدول تصنف ضمن الدول الاكثر فقرا بالمياه ولكنها تلبي احتياجات مواطنيها بمسؤولية واقعية في الوقت الذي تعاني عديد الدول العربية من وفرة مائية وعدم قدرة على ادارة فاعلة لمصادر المياه فيها .