الأمن اللبناني يستخدم العنف مجددا مع متظاهري "طلعت ريحتكم"
المدينة نيوز :- أعادت القوى الأمنية اللبنانية، مساء اليوم الأحد، استخدام مدافع المياه لمواجهة معتصمي حملة "طلعت ريحتكم" المعتصمين في ساحة رياض الصلح في بيروت. كذلك استخدمت عناصر مكافحة الشغب الحجارة والقطع الخشبية لإلقائها على المعتصمين الذين لبّوا الدعوة.
وتدهورت الأوضاع الأمنية بشكل كبير في ساحة رياض الصلح مع اندلاع حريق في خيمة تابعة لأهالي العسكريين المخطوفين المعتصمين في الساحة، وطاول الحريق دراجة تابعة للشرطة. وسمعت أصوات إطلاق نار مع مواصلة القوى الأمنية إطلاق قنابل الغاز والحجارة من الحجم الكبير على عدد من الشبان الذين يحاولون تجاوز الأسلاك الشائكة المُحيطة بالسراي.
إلى ذلك، أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" عن حصول حالات إغماء بين المحتجين في وسط بيروت، نتيجة القنابل الدخانية.
من جهتها أعلنت حملة "طلعة ريحتكم" عن استمرار تحركاتها حتى "محاسبة المسؤولين السياسيين والعسكريين الذين أعطوا الأوامر بإطلاق النار واستخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين في مظاهرة السبت"، كذلك أكدت "ضرورة وقف إجراء المناقصات الخاصة بمعالجة النفايات في كافة الأراضي اللبنانية، ومنح البلديات صلاحية معالجة النفايات بعد الإفراج عن حصصها المالية من الصندوق البلدي المُستقل".
وشددت على استمرار تحركاتها حتى تحقيق هذه المطالب، قبل أن يُعلن مسؤولوها عن إنهاء تحركهم اليوم على وقع إعادة القوى الأمنية استخدام العنف بحق عدد من الشبان.
وشهد اعتصام اليوم هدوءاً لمدة ساعة ونصف الساعة، تخللته محاولة بعض الشبان من غير المحسوبين على الحراك الشعبي لافتعال إشكالات مع القوى الأمنية. وكان أحد المتحدثين باسم الحملة يستعد لإلقاء بيان قبل أن يلقي عناصر قوى الأمن الحجارة والمياه على المعتصمين.
كذلك شهد اليوم إضرام شاب لبناني النار في جسمه أمام سرايا صيدا الحكومية، جنوب لبنان، وهو يصرخ بأنه يريد الحرية وفرصة عمل، وقد سارع عدد من المواطنين وعناصر قوى الأمن لإطفائه، ثم نقلته سيارة للصليب الأحمر اللبناني إلى مستشفى صيدا الحكومي، لمعالجته من حروق أصيب بها.
وفي بيروت، تواصل توافد المتظاهرين إلى ساحة رياض الصلح للانضمام إلى الاعتصام المفتوح. ويرفع المعتصمون شعار "الشعب يريد إسقاط النظام"، ويرددون أغاني حماسية.
وسجل اليوم توافد مواطنين كبار في السن على عكس التحركات السابقة التي اقتصرت على الشباب، وذلك إثر الدعوة التي وجّهتها حملة "طلعت ريحتكم" للتظاهر عند السادسة مساءً بعد رفض المشاركين كلمة تمام سلام التي ألقاها قبل ظهر اليوم، في حين وزّعت قوى الأمن صوراً قالت إنها "لأعمال تخريبية قام بها مندسون".
وكان وزير الداخلية نهاد المشنوق، والذي عاد إلى لبنان من رحلة استجمام في اليونان، قد أعلن عن تكليف المفتش العام لقوى الأمن الداخلي العميد جوزف كلاس، إجراء تحقيق حول ما جرى بالأمس بين المتظاهرين وقوى الأمن الداخلي وغيرها من القوى العسكرية. وطلب المشنوق أن يكون التحقيق جاهزاً خلال 24 ساعة "ليبني على الشيء مقتضاه وفق القانون".