ثقافة العيب "
![ثقافة العيب " ثقافة العيب "](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/40576.jpg)
كثير من المظاهر التي تسود المجتمعات العربية ومجتمعنا الأردني وهي ( ثقافة العيب ) ، هذا المصطلح الذي له مظاهره السلبية ومن أهمها أنها تحول دون حصول فئة لا بأس بها من المواطنين على مصدر رزق كريم . لا نعلم العوامل الثقافية والأجتماعية التي أدت الى أصابة المجتمع بها ، الا أنها فعلا حاجزٌ يعيق الشباب عن النهوض والتقدم والأستمرار . كما أدى الى عزوفهم عن العمل في مهن يدوية . بسبب نظرة المجتمع لها تاركين إياها للعمالة الوافدة ، مما يؤدي الى البطالة في صفوف العمالة الأردنية رغم توافر فرص العمل في تلك المهن .
فكم من وظيفة شريفة ومحترمة تعد ( غير مقبولة ) أجتماعيا ولا محببة عند الذكور والأناث أيضا .. ولا تليق بالمقام ، كعامل نظافة ، نادل، سائق ، العمل في محطة محروقات أو في مصنع و في مجال الأعمال الحرفية المهمة جدا والذي لا يلجأ اليها أكثر الناس حاجة الى العمل .
أصبح الشباب يبحث عن العمل في مجال غسيل الأطباق في الخارج ولا يقبلها في وطنه والمبرر لذلك .. عيب !! يكفي أن يكون خلف مكتب أومشرفا ، وعدا ذلك مرفوضا .
من أسوأ الظواهر التي تحيط في عالمنا العربي أن يضع بعضنا حجر الثقافة عائقا في الحصول على العيش الكريم ..!! ظاهرة تحول دون النهوض والرقي في كثير من المجتمعات ..! فهذة الظاهرة بدأت وشارفت على الأنتهاء في مجتمعات معينه وفي المقابل .. تزدهر في مجتمعات أخرى ، وهي من أهم الأسباب التي تؤدى الى البطاله لأننا مضطرون لأحضار العمالة الوافدة لتغطية الأعمال التي لا يقوم بها أبناء البلد .
ولو فكّر أي فرد بأن وطنه وبلده أولى به من غيرها حتى لو عمل فيها بأي مهنة كانت لأن الغربة يدفع فيها الثمن غالياً .
في جلسة مع أحد الأصدقاء حيث تحدث بأن الشركة التي يملكها قامت بتوظيف خمسماية عامل من العمالة الوافدة ، وعند السؤال عن هذا العدد الهائل من التوظيف قال أننا حاولنا توظيف أردنيين ولكن للأسف لم نجد أي موظف أردني يصمد لشهرين متتاليين لأن شبابنا مسؤولون ولا يقبلون بأي وظيفة عادية ولا يحتملون تلقي التعليمات من أرباب العمل فتساءلت منذ متى كانت البطالة أفضل من الأسترزاق بمهنة شريفة؟! ولماذا يفضل البعض العيش في بؤس على العمل في مهنة محترمة؟!
بقي القول أن بعض الأسباب التي تؤدي الى عزوف الشباب عن تلك المهن هو تدني الأجور التي لا تفي بحاجات المعيشه وطول ساعات العمل وضعف الأمتيازات المقدمة والتهرب من تحسين ظروف العمل ، والتمييز
في الفرص التي تنتهك العدالة وحقوق المواطنة ومن جهة أخرى ضعف تكافؤ الفرص بين المواطنين .
مع مرور السنوات تبدّل الحال الى حد ما وأصبح أهم الأسباب التي تتدخل في هذه الوظائف أو رفضها بالأضافة الى ثقافة العيب " تتعلق بغياب عناصر الأمان والأستقرار الوظيفي التي لا تضمن التأمين الصحي ولا الأجتماعي وسؤ ظروف العمل وتدنى الرواتب التي لا تضمن حقوق العاملين وتوفيرغطاء لحمايتهم ومنحهم شعورا بالأمان والأستقرار .