ميتشل يعود لواشنطن خالي الوفاض
![ميتشل يعود لواشنطن خالي الوفاض ميتشل يعود لواشنطن خالي الوفاض](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/40608.jpg)
يعود المبعوث الأمريكي جورج ميتشل الى المنطقة من أجل تحريك عملية السلام في فلسطين ومن خلال المفاوضلت المباشرة بين إسرائيل الصهيونية والفلسطينيين في الوقت الذي تعد فيه حكومة نتنياهو مخططا استيطانيا واسعا في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلة وترفض رفضا قاطعا الإستجابة للمطالب الفلسطينية والأمريكية وقف بناء المستوطنات ألإستعمارية الصهيونية على ألأراضي الفلسطينية التي تصادرها بالقوة من أصحابها ، كما تنوي حكومة نتنياهو العمل بتنفيذ قرار جيش القتل والإرهاب ألإسرائيلي رقم( 1650) الذي أقره قبل ستة أشهر ووقعه اللواء في الجيش ألإسرائيلي "غادي شمني" ما سمى بالقرار الخاص بمنع التسلل للضفة الغربية الفلسطينية المحتلة منذ الخامس من حزيران 1967م هذا القرار الجائر بحق الفلسطينيين اصحاب ألأرض قد وضع في حيز التنفيذ بعد مرور ستة أشهر من صدوره كما أسلفت ، وذلك اعتبارا من تاريخ 13/4/ 2010 وبالفعل بدأوا بتنفيذه بصورة فعلية. هذا القرار الذي اخرج من جوارير الحكومة ألإسرائيلية التي تتكدس فيها المئات من القرارات التي عادة يكون الكشف عنها مفادأة للفلسطينيين والعرب وللعالم ، وغالبا ما تأتي في أوقات مبرمجة مع البدء بالحديث عن إمكانية إجراء مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة ، وبذلك تضع إسرائيل الفلسطينيين أمام واقع مجحف ومرفوض تماما ، ومع عودة جورج ميتشل الى فلسطين فجرت حكومة إسرائيل ما أصطلح عليه منع التسلل ، وهذا مصطلح يطلقه الصهاينة على الفلسطينيين العائدين الى وطنهم والذي استخدمه النازيون الجدد قي فلسطين في اعقاب حرب حزيران 1967م وبدء العمل بهذا القرار في هذا الوقت بالذات جاء لمقايضة السلطة الفلسطينية بالموافقة على المفاوضات غير المباشرة مع حكومة نتنياهو اليمينية العنصرية الدينية المتطرفة ، وإفشال مهمة المبعوث ألأمريكي جورج ميتشل قبل أن تبدأ وقد ظهر ذلك وبوضوح للأمريكان قبل الفلسطينيين من خلال اللقاءألأول الذي جمع ميتشل ونتنياهو في القدس الغربية حيث كان اللقاء جافا ويعبر بكل وضوح عن التعنت ألإسرائيلي والرفض التام لما حمله ميتشل من أفكار وحلول امريكية مقترحة لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في مراحله ألأولى ، والذي جاء ضمن تصريحات لعدد من زعماء العصابات الصهيونية الفاشية التي تحتل بقوة السلاح وباستخدام كافة السبل ألإرهابية من أجل تحقيق المزيد من إحتلال ألأراضي الفلسطينية . القرار العسكري (1650 )وما قد يليه من قرارات يخرجونها من الأدراج لا ندري ماذا تحتوي من مفاجآت أخرى، خطورة هذا القرار الضبابي سيفتح الباب أمام سلطات الاحتلال، لتفريغ مناطق بأكملها من المواطنين، وخاصة الن السلطات الإسرائيلية تزعم ان هناك أكثر من سبعين ألف فلسطيني , دخلوا وطنهم بتصاريح فلسطينية أو تأشيرات إسرائيلية وانضموا إلى عائلاتهم, ولم يعودوا من حيث أتوا, وهم مرشحون للإبعاد, أضف الى ذلك ما يجري حالياً في القدس الشرقية، والمناطق الواقعة خلف الجدار العنصري، وأراضي الأغوار التي يعتبرها الاحتلال مناطق عسكرية مغلقة وهو أسلوب قديم جديد للأبعاد والتي تهدف بالأساس الى تفريغ ألأراضي الفلسطينية من اصحابها ألأصليين وهذا يذكرنا بالمقولة الإسرائيلية الصهيونية التي استخدمتها من بياية القرن العشرين الماضي والتي نجحوا بتسويقها عالميا وهي ان( فلسطين ارض بلا شعب لشعب بلا ارض)وفي حال تمكنت حكومة نتنياهو من تطبيق هذا القرار فإنهم يوصلون رسالة للفلسطينيين وللعرب والعالم انهم (ألإسرائيليون هم اصحاب القرار وهم ألأسياد يفعلون ما يريدون ولا سلطان عليهم من أحد كائنا من يكون في هذا العالم بما في ذلك أمريكا وغيرها من الدول الكبرى التي أوجدتهم ومكنتهم من إحتلال فلسطين ودعمتهم ، ومكنتهم من إقامة دولتهم في فلسطين بعد مساعدتهم في طرد الفلسطينيين من ارضهم ووطنهم ليشردوا في بقاع العالم كلاجئين رغما عنهم.
إن إصرار إسرائيل على رفض لحل الدولتين ( الفلسطينية ضمن ألأراضي التي احتلت بالقوة عام 1967م ) ودولة إسرائيلية ضمن ألأراضي الفلسطينية التي احتلتها عام ( 1947 _1948م) , رغم الاتفاقات وقرارات الشرعية الدولية, وأن من يعتقد بأن هذا قرار عسكري وليس سياسياً, فهو على خطأ, فإن الحكومة والمؤسسات الصهيونية تقف خلف هذا القرارالذي يعتبر تصعيداً خطيراً لا نظير له منذ بداية الاحتلال للأراضي الفلسطينية, ويفوق في خطورته حتى العمليات الاستيطانية, إذ أنه يمس بصورة خطيرة, بوحدة الأراضي الفلسطينية, ويكرس فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية, مما يؤكد أن عملية الانشقاق الفلسطيني تصب في المصلحة الإسرائيلية, فمنذ صدور هذا القرار في نهاية العام الماضي, وبعد جهود بذلت من قبل السلطة الفلسطينية, من خلال الإدارة الأميركية, واللجنة الرباعية, والمجموعة الأوروبية, والأمم المتحدة, جمدت إسرائيل هذا القراروأوقفت العمل به لستة اشهر وعادت الى تفعيله قبل وصول المبعوث ألأمريكي جورج ميتشل الى المنطقة ببضعة أيام لإستجدامه كأداة ضاغطة على الفلسطينيين وألأمريكيين على حد سواء ومن أجل كسب الوقت لتتمكن من بسط سيطرتها التامة على مدينة القدس الشرقية من جلال بناء المستوطنات داخل القدس المحتلة ومصادرة أراضي المقدسيين بالترغيب والترهيب ووضع اليد على اراض جديدة في الضفة الغربية المحتله ، وهكذا وكعادتها تخلق قضية جديدة تشغل العرب والفلسطينيين والعاللم بها بدل ان بدل للتوصل مع الفلسطينيين الى حل جذري للقضية الفلسطينية والعيش بسلام مع الفلسطينيين وجيرانها العرب .
هل يعود ميتشل من حيث اتى خالي الوفاض بسبب الصلف والتعنت الإسرائيلي ، وما ردة الفعل الأمريكية على فشل امريكا وعدم قدرتها على إقناع حليفتها وصنيعتها إسرائيل ؟