أبو مازن : التوريث والعلاقة مع واشنطن والبحث عن حلفاء جدد
المدينة نيوز - : ذكر ملف ديفكه أن رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن يقول لمقربيه: نظرا لأن الرئيس الأميركي أوباما تخلى عن الفلسطينيين، ونظرا لأن وزير خارجيته جون كيري كذاب أشر ولا يمكن الاعتماد عليه، فلم يبق أمامه سوى التفتيش عن حلفاء جدد في الشرق الأوسط، ملمحا إلى إيران.
وذكر الملف أن أبو مازن ينضم بذلك إلى السلسة الطويلة من الزعماء في الشرق الأوسط ومن بينهم الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ، والرئيس المصري السيسي، ورئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو، الذين لم تعد لهم بعد ذلك أية آمال في الإدارة الأميركية وسياستها في الشرق الأوسط.
وذكر الملف عبر تقرير نشره الأحد ورصدته جي بي سي نيوز في القدس المحتلة : أنه وإزاء إغلاق جميع الخيارات السياسية في وجه أبو مازن قرر العمل ليس فقط من أجل تحسين مكانته في السلطة الفلسطينية، وإبعاد خصومه وكل من يعترض على سلطته، بل العمل من أجل خلق جيل جديد من الزعامة الفلسطينية، التي تضمن له، وبشكل أساسي لعائلته أغلبية في المؤسسة الفلسطينية التي يعتبرها أهم المؤسسات، أي اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير. ومن أجل تنفيذ ذلك تم إعداد خطة إستراتيجية في نهاية شهر تموز الماضي أشرف على إعدادها "صائب عريقات، أكرم هنية ورئيس المخابرات الفلسطيني ماجد فرج.
وبناء على الخطة يجب الانتهاء من عملية التنفيذ حتى نهاية شهر أيلول من العام الحالي، حيث سيتم تعيين سلسلة من الزعماء الشبان في منظمة التحرير، بحيث يضمنوا لأبو مازن أغلبية تؤيده، وستقوم هذه الأغلبية على أبناء مؤسسي حركة فتح ومنظمة التحرير،ومن بينهم أسماء غير معروفة حاليا خارج الساحة الداخلية الفلسطينية مثل: صبري غنام ابن ماهر غنام الذي كان عضوا مركزيا في حركة فتح، الجنرال ماجد فرج رئيس المخابرات الفلسطينية، وأيمن مقبول من نابلس، وفهمي زعرعير من قطاع غزة، وسينضم إلى هؤلاء ياسر عباس ابن أبو مازن. وسيتم الإعلان عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير كأعلى مؤسسة فلسطينية، أي الجهة التي تعلو على الحكومة الفلسطينية والسلطة الفلسطينية.
وذكر الملف أن القصد واضح تماما، فكل من سيتم تعيينه حاليا لرئاسة السلطة الفلسطينية – وصائب عريقات هو المرشح الرئيسي لذلك – سيضطر في النهاية لإخلاء مكانه لياسر عباس، وبذلك سيحافظ أبو مازن على استمرارية سلالته في رئاسة السلطة الفلسطينية.
وذكر الموقع أن ياسر عباس الذي تمت تسميته على اسم الرئيس الفلسطيني السابق – ياسر عرفات- هو رجل أعمال فلسطيني كندي ثري، يناهز الثانية والخمسين، وقد غادر رام الله عام 1997 إلى كندا، وقد نال شهادة الهندسة المدنية من جامعة واشنطن الأميركية، وهو يملك عدة شركات عاملة في كندا، والخليج والسلطة الفلسطينية. وإحدى شركاته – فالكون تابكو- صاحبة الامتياز الوحيد لبيع سجائر أميركية في مناطق السلطة الفلسطينية.
وذكر الموقع أن هناك شائعات في أوساط الفلسطينيين بشأن مصدر ثراء ياسر عباس، ومن بينها شبهات الفساد، وفق الموقع و الدعم الأميركي السري لأعماله بغية إقناع والده أبو مازن لقبول الخطوط السياسية الأميركية كحل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني. وهناك أمر واحد من كل هذه الشائعات صحيح، وهو:أن لياسر عباس صلات ممتازة مع واشنطن،وهو الأمر الذي يمكنه أن يكون مساعدا جدا على صعيد معركة الوراثة. ولا شك أن أبو مازن على علم بالنتائج السيئة التي آل إليها مصير الزعماء العرب الذين حاولوا توريث أبنائهم مناصبهم، وأبرز هذه النماذج الرئيس المصري حسني مبارك، الذي قام بجميع الإجراءات الحزبية التي تورث ابنه مكانه، مما أثار الثورة المصرية التي ألقت به وبأبنائه في السجن. وكي يحول أبو مازن دون حدوث أمر مشابه، فإنه يجري حاليا مفاوضات حثيثة مع مروان البرغوثي الموجود في السجن الإسرائيلي بغية الحصول على موافقته وتعاونه على هذا الصعيد.( المصدر : جي بي سي نيوز - القدس المحتلة ) .