الفيلم الاماراتي حنة في مؤسسة شومان الثلاثاء

المدينة نيوز- يؤشر الفيلم الروائي الطويل المعنون ( حنة ) للمخرج صالح كرامة الذي تعرضه مؤسسة شومان مساء بعد غد الثلاثاء إلى بداية نهوض سينمائي في دولة الإمارات العربية.
امتلك الفيلم الطاقات الممكنة لإنجازه , فهو عمل ناضج أتى بأسلوبية الإنتاج المستقل عندما اخذ مخرجه الشاب على عاتقه إخراجه مستعينا بطاقم تقني من بلد بعيد مثل الصين الأمر الذي منح الفيلم بهجة ومتعة بصرية رغم موضوعه المجبول ببيئته المحلية وشخوصه المثقلة بأشكال من المعاناة.
وظهر الفيلم الذي يعد التجربة الأولى لمخرجه سينمائيا محملا بالكثير من ألوان المتعة والبهجة في العمل السينمائي التي عانت من غيابها معظم الأفلام العربية الجديدة.
لم يشأ مخرج وكاتب الفيلم كرامة أن يفصح عن زمن أحداثه، ولئن ترك ذلك لمخيلة المشاهد حيث يعود بكاميرته السينمائية إلى واقع وتفاصيل من الحياة اليومية التي تعيشها أسرة إماراتية في بيتها البسيط إلى جوار مجموعة من الجيران القاطنين على مقربة منها .
يؤرخ الفيلم بذكاء بدايات الطفرة التي عاشتها دولة الإمارات في خضم الثورة التكنولوجية والمعلوماتية، عقب تلاشي أنماط العيش السائدة في الحياة اليومية المتوارثة .
يوظف المخرج كرامة بفنية عالية المستوى تكويناته البصرية الأخاذة في لقطات الكاميرا التي تمسح مظاهر الزحف العمراني والحراك الإنساني البسيط في بيوت الناس البسطاء .
وتعمد المخرج أن يقدم أحداث فيلمه في إيقاع هادئ ليتلاءم مع الحياة التي تعيشها شخصياته المناسبة للبيئة، التي يتحدث عنها , ولئن كان يؤمل منه تسريعها في بعض من أجزاء الفيلم التي تسري داخل المدينة وتحديدا تلك المشاهد التي تصطحب فيها المدرسة الطلاب من أبناء الحارة إلى التعرف على المراكز التجارية الآخذة بالتوسع وما يعنيه وراء ذلك من إشارات ودلالات عميقة.
سارت أحداث الفيلم في تناغم واندفاع من اجل سبر أغوار أحاسيس ومشاعر شخصياته على وقع من الموروث الإنساني في تلك البيئة، وطبيعتها الجافة دون أن يجري الاستعانة بالموسيقى التصويرية.(بترا)