التعاسة في العمل جروحها لا تقل عن التعاسة الأسرية
المدينة نيوز - يعتبر “الاحتراق النفسي” مرض العصر، إنه مرض خفي يحاول كل منا أن يداريه وألا يشعر الآخرون به، فالموظف لا يريد أن يجعل المدير يشعر به لكي لا يفقد عمله، والزوج لا يظهره لزوجته لكي لا يتسبب في إقلاقها أو زيادة المشاكل معها. وكذلك الزوجة التي تشعر به ولا تخبر به أحداً لكي لا تؤثر على عائلتها.
والاحتراق النفسي هو نتيجة لضغوطات العمل والتوتر، وكثيراً ما يتحول إلى اكتئاب مقنع، وحزن وعصبية لا نستطيع أن نجد لها تفسيراً.
لا يأخذ الناس كلمة “التوتر في العمل” على محمل الجد، معتبرين أن الجميع تحت مقصلة واحدة، لكن حوادث العمل تسبب جروحا نفسية لا تقل عن شجارات الأسرة والتعاسة فيها. وكل منا يعرف في قرارة نفسه حجم الألم الذي نشعر به في عمل لا نتفاهم فيه مع الزملاء أو المدير، أو نشعر بأننا مستهدفين، أو أن يأخذ أحدهم فرصتنا في الزيادة والترقي في الوظيفة، فقد أصبحت حياة الفرد تقريباً مقسومة إلى نصفين عمله وأسرته، فإن فشل في عمله أو شعر فيه بالاضطهاد فإنه لن يكون بخير في النصف الثاني من حياته، سينقل معه مشاكل العمل لتتحول إلى مشاكل أسرية.
وكثيراً ما يدعو الباحثون إنسان العصر الحديث إلى الفصل بين العمل والعائلة، ولكن هذه المهمة هي واحدة من أصعب المهمات على الإطلاق، لا سيما وأننا أصبحنا متوفرين دائما للعمل، يمكن الاتصال بنا إن لم يكن بالتلفون فبالفيسبوك أو بألف طريقة أخرى، نحن ملاحقون دائماً.
للأسف، ليس لدى ملايين البشر رفاهية ترك العمل عند الشعور بالتعاسة فيه، فنحن مقيدون بنفقات ووصولات ومصاريف لا تنتهي، لكن قد يكون من الممكن تحسين شروط الحياة في المكتب، أو التعامل مع أسباب تعاستنا فيه. هذه بضعة نصائح صغيرة ربما تكون مفيدة لكثيرين:
- العلاقات العامة مهمة في المكتب. ليس المقصود أن تكون منافقاً لكن أن تكون لطيفاً مع الكل وأن تجامل الآخرين في مناسباتهم وأن تفاجئ الجميع بين فترة وأخرى بإفطار صباحي مثلاً أو دعوة على القهوة. والأهم من كل ذلك أن تتعلم فن النسيان، أي أن تنسى الإساءات الصغيرة وتتجاوز عنها وأن لا تلاحقها.
- المصارحة مفيدة لكن ليس دائما. إن كنت تشعر باستياء كبير من الاجتماع الصباحي، أو من حركة قام بها أحد زملائك، فيمكنك أن تكتم غيظك قليلاً حتى تهدأ ويكون بإمكانك الحديث بلباقة. قل ما لديك للمدير أو الزميل، أحرجه بدماثتك ورقيك بالتعامل حتى يشعر بالخجل من نفسه.
- ليس بالضرورة أن يكون المكان المناسب للذهاب إليه بعد العمل هو البيت، نقترح أن تذهب إلى مركز للياقة البدنية أو السباحة أو اليوغا، هناك ترمي كل مشاكل النهار وتفرغ كل الشحنات السلبية قبل العودة إلى العمل. يمكن لزوجتك فعل الأمر نفسه وبهذا تصلان إلى البيت معاً بنفسية أحسن.
- مكتبك عليه أن يكون مريحاً جسديا وبصريا، ضع باقة من الأزهار على مكتبك، إجعل الجميع يحب أن يقف ويتأمل أناقة أشياءك، كل شيء عليه أن يكون مميزاً ويبرز حضورك وشخصيتك، ضع صور العائلة أو صور رسومات صغيرتك لكي تشعر بقيمة الأشياء الجميلة في حياتك.
- كن أنت أنيقا دائما ولا تسمح لأي شيء يحدث في حياتك أن يجعل منك تظهر بشكل غير جيد. الأناقة تدعمك، تزيد ثقتك بنفسك وللأسف فإن للمظاهر تأثير كبير على من هم حولك أيضاً.