السّكوت عن الفساد خيانة للوطن !!

تم نشره الثلاثاء 27 نيسان / أبريل 2010 09:05 صباحاً
السّكوت عن الفساد خيانة للوطن !!
عدنان الرّواشدة

كنت أتحاشى أحيانا الخوض في مسائل وطنيّة كثيرة خوفا من أن يفسّر كلامي على غير معناه أو مغزاه , وأتردّد في الإشارة إلى قضايا مفصليّة عديدة خشية أن ( يتلاعب ) بعض المتفرّجين بأوتارها فتخرج عن مسارها ... ولكنني وبعد أن طفح ( الكيل ) , واختلطت كلّ الأوراق , وتناثرت الأسباب والمسبّبات , و( تسيّد ) النفاق على الولاء , ودفنت الحقيقة بين ( ثنايا ) الفساد ... لم يعد يهمني أبدا ما يؤول إليه كلامي في ( طواحين ) الرغّائين ... ولن يروق لي الوقوف في صفوف الّذين لا حول لهم ولا كلمة .

لا يمكن أن يكون السّكوت عن الخلل أيّا كان موقعه أو سببه صورة من صور الانتماء للوطن , فالمتستّر على الجريمة هو شريك في ارتكابها , والقابض على جمر الفساد يموت جوعا وقهرا ... أمّا أولئك الّذين ( يوهمون ) المساكين بأنّ الكشف عن أوكار المفسدين وتشخيص الخلل حيثما كان هو ( تشهير ) بالوطن ويسيء إلى سمعته واقتصاده فهم يتناسون أنّ الفساد كالعفن تفوح رائحته أكثر كلّما طال وقت تخميره , وأنّ الفاسدين والمفسدين والعابثين بأمن ومنجزات هذا الوطن والمتسبّبين بالخلل هنا وهناك هم وحدهم الّذين يسيئون لسمعة الوطن ... هم وحدهم الّذين ورّطوا الوطن وأغرقوه بالديون والمديونيّات ... هم من ( نهشوا ) ونهبوا هذا الوطن وأغرقوا أسواقه بالسّموم والآفات ... هم أنفسهم من تسبّب في إشعال العنف هنا وهناك , هم من جعل الأردنيين يفقدون صبرهم وصوابهم ,... فالسّكوت عنهم خيانة للوطن ! .

هل يجوز أن تظلّ معظم مؤسّساتنا الوطنيّة ( مرتعا ) خصبا للمتنفّذين والمرتشين والمستنفعين ... هل يجوز أن ندير ظهورنا لما يحدث في جامعاتنا من عنف وفتنة ومزاجيّة لتتحوّل إلى ساحات حرب وقتال وأوكار لصانعي الفتنة الّتي قد تمتدّ – لاسمح الله – إلى خارج أسوار الجامعات وبوّاباتها ... وهل يعقل أن نغضّ الطرف عن المحتكرين للأسواق الّذين يتحكّمون بأرزاق العباد ويتفنّنون بالغشّ ويتلاعبون بالأسعار ... وهل يجوز أن نطبق ( الصّمت ) إزاء أولئك الّذين يجعلون من أنفسهم ( أوصياء ) على الأردنيّين , ويحاولون أن يفرضوا بشتّى الوسائل والأساليب أجندتهم وأفكارهم على الآخرين ... هل يجوز أيضا أن نظلّ ( عالقين ) بين السّماء والأرض تحجب عنّا الحقائق فتتفشّى بيننا الإشاعات ... وهل من المعقول أن نظلّ تحت رحمة ( المترهّلين ) الّذين أمسكوا علينا رحمة ربّ العباد , فصدأت تحتهم ( الكراسي ) , واحتقنت في أيديهم ( مسائل ) ظلّت كلّ الوقت دون حلول ... وهل يتحمّل الأردن والأردنيّون مزيدا من المشاريع والأفكار ( الفاشلة ) الّتي يصنعها ويشارك في إدارتها فاشلون أو فاسدون ... وهل يجوز أيضا أن نبحث عن حلول لأوجاعنا في قواميس الآخرين فتفتر فينا الهمّة والإرادة وتتّسع مساحة ( الصّمت ) أكثر فأكثر ؟ .

لقد حان أوان الخروج من دائرة الًصمت والوقوف في واجهة الإنجاز والعمل للتخلّص من كلّ مظاهر الفساد والخلل , ووأد كلّ أسباب ( التشوّهات ) الطارئة الّتي تسلّلت إلى مسيرتنا في لحظات نسيان أو تقصير .

adnan_rawashdh@yahoo.com



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات