رواية جديدة للقرنة بعنوان شمتو

تم نشره الثلاثاء 08 أيلول / سبتمبر 2015 07:05 مساءً
رواية جديدة للقرنة بعنوان شمتو
صورة تعبيرية

المدينة نيوز :- صدرت أخيرا رواية شمتو للروائي مصطفى القرنه، وتقع في 151 صفحة من القطع المتوسط، وتتحدث عن قسوة العلاقات الاجتماعية ابان الاحتلال الروماني فيما يعرف بحركة رومنة شمال افريقيا في مدينتي شمتو وبيلاريجيا القديمتين.

وتأتي هذه الرواية بعد اطلاع الكاتب على سفوح بيلاريجيا وشمتو، ويقول الناقد التونسي الصحبي العلوي في تقديمه للرواية (وقد انجذب شاعرنا بالمَعْلَمَيْن وصار يسأل الخاصّ والعام الباحثين والهواة ويتزود بحقائق التاريخ وأسرار الفنون وتجارب الأمم التي تعاقبت على تلك المنطقة الحبلى برسوم بالحضارة والمدنية، وها هو يضع رواية أطلقت أبجدياتها من تاريخ جنان شمتو و بلاريجيا، وقد سحره التاريخ وأبهرته الطبيعة سهولها وهضابها وجبالها وغاباتها وشواطئها وأنهارها وسدودها التي تحوّلت إلى أطر مكانية وجمالية تكتنف شخوص رواية شمتو وأحداثها وقضاياها.

ويضيف العلوي (تنطلق الرواية من توصيف أوضاع الأهالي الذين يقدّمون كلّ ما عندهم من جهد وخبرة في سبيل استخراج خيرات سهول مجردة من الزراعة وثروات شمتو من الرخام الوردي، كلّ ذلك من أجل شحنه إلى قصور روما، ليتمتع به الأباطرة والقادة والموسرون، وهناك مع من تزلّف إليهم من عملاء السكان المحليين المترفين بمدينتي بلاريجيا وشمتو، واشتدّت قسوة الطغاة من قادة الجند والوجهاء على المزارعين المفقّرين والذين أكلت شمس الصيف بشرتهم وجمّدت أنواء الشتاء عروقهم وكلّست مساحي العمل في الحقول أصابعهم وعضلاتهم دون أن يكون لهم أيّ اعتبار أو اعتراف بأدنى حقّ حتى الحقّ في الشعور.

ويبين العلوي ان كلّ ذلك يولّد ردود أفعال بعض الأهالي الذين تقع معاقبتهم بقسوة كما هو حال "دنّـو" الذي اتهم بعدم الالتزام بدفع (الجزية) عن محاصيلهم وبالتالي مصيره السجن بمدينة شمتو التى يقع بها السجن الكبير الذي يمثل حظيرة لا إنسانية للانتقام من البشر، يعيش "دنّو" على وقع التفكير بالهرب والتفكير بتغيير واقع الحياة المرير، فيتصل ببعض السجناء النوميديين الذين يعانون مثله مظلمة ما مثال "تيتا" الذي قتل والد حبيبته ببلاريجيا بعدما رفض تزويجه إياها بعلّة انتمائه الطبقي، إذ لا يجوز أن يطمع عبد في حبّ امرأة حرّة، على هذه التلوينات تتعاقب أحداث الرواية تشويقا وابداعا بحثا عن مسارات يمكن أن تؤمّن تحقيق بعض أحلام السجناء من السكان المحليين أصحاب الحقوق الشرعية بسهول نهر مجردة ذات تاريخ طويل.

وامام اشتداد وطأة المعاملة القاسية للمساجين وللسكان المحليين وأمام غليان مشاعر النقمة والغضب، تستعر ثورة شعواء يقودها قائد محليّ يدعى "ديكرج" الذي انطلق في مسالك الجبال وثنايا المزارع وضفاف الأنهار والأودية يشحذ الهمم من أجل توحيد الصفوف في مواجهة هذا المستعمر الغاصب، الذي يقتات بأطاييب سهول مجردة، ويرسل ثمرها وغلاتها وثرواتها إلى أسياد روما، غير عابئ بأنين المطحونين بين أضراس مقاطع الرخام القاسية، ولا الجائعين يجرون عربات القمح والزيتون الى مخازن روما.

لقد نجح " ديكرج "في تنظيم المقاومة الصلبة والشجاعة من خلال تعميق الوعي بضرورة التحرّر من طغيان الرومانيين واسترداد حقوق دفعوا الكثير في سبيل إنتاجها واقتطاعها من أرض شمتو التي تغلي في طيّاتها أسباب الكرم، والعزّة والنصر على أنغام ثورة الثوار تظفر سرديات الرواية علاقات العشق الثائر بين شخصيات الحكي التي أَبَى الرّوائي مصطفى القرنة في بداية النصّ أن يتدخّل في تقدير مصائرها فأعلن بنبرة الراوي المستقل أنّه سيترك شؤون شخوصه دون ترتيب، وتعيين انسجاما مع حقّ التمتّع بحرية الحياة هذه الحياة التي لا تزال كثير من العوائق تمنع من التمتع بجمالياتها.

هكذا تطلّ علينا رواية شمتو في منتصف العقد الثاني من الألفية الثالثة ألفية الثورة على آخر أنماط التسلّط و الاستبداد على سطح هذه المعمورة، رواية استخدم فيها الكاتب تقنيات جديدة ولعب على الصورة والكلمة ليوصل رسالته التي اراد ايصالها ويذكر ان الرواية صدرت عن دار غيداء للطباعة والنشر.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات