رئيس لجنة "التربية" في الاعيان يدعو للوقوف إلى جانب وزارة التربية في خطواتها الإصلاحية
المدينة نيوز :- دعا رئيس لجنة التربية والتعليم في مجلس الاعيان الدكتور عبدالله عويدات للوقوف الى جانب وزارة التربية والتعليم في خطواتها الاصلاحية، بغية استرجاع السمعة الطيبة للتعليم في الاردن والمحافظة عليها.
وقال في محاضرة نظمتها جمعية اصدقاء الشرطة مساء امس الثلاثاء، ان مواردنا في الاردن تنقسم الى قسمين، الاول يمثل الجندية التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني، واصبحت من الاحتراف والذكاء والعالمية مايرفع الرأس في السلم والحرب، مشيرا الى ان القسم الاخر يتمثل في التعليم الذي افرز كفاءات قادت بناء المدارس والجامعات في مختلف ارجاء الوطن العربي، لا سيما دول الخليج.
وألمح العين عويدات في المحاضرة التي ادارها رئيس الجمعية شاكر حداد، الى ان هناك بعض الرسائل بدأت تصلنا بأن من بنينا مدارسهم سابقا قد يعودون الينا يوما لبناء مدارسنا، موضحا ان هناك تراجعا بدا يعتري مؤسساتنا التربوية، ما اشعرنا بوجود مأزق.
واضاف انه وفي مرحلة الربيع العربي، رغم انه لم يقدم سوى الكثير من النتائج السيئة، لكنه نبّه للعديد من القضايا السياسة والاقتصادية والاجتماعية ومنها التربوية، معتبرا ان التربويين فشلوا في ايصال رسائلهم للسياسيين في سبيل تبني تلك الرسائل منذ اندلاع الربيع قبل نحو اربع سنوات.
وقال اننا دخلنا في عصر العولمة منذ عقدين من الزمان الامر الذي اقتضى استحقاقات عديدة لجهة مواكبة التسارع الهائل في مختلف مناحي الحياة، ما ألّح علينا السعي نحو مجاراة العولمة بكل اشكالها، الامر الذي رتب الوانا من التعامل مع مقتضياتها، تاركين مساحة للقطاع الخاص، بعد ان تم رفع الدعم الذي كان يقدم في النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وبين عويدات انه ومنذ عقدين من الزمن فقد اصبح ثمة توجها نحو فتح المدارس والجامعات الخاصة، تزامن ذلك مع نزعة مجتمعية نحو التعليم الجامعي وسط معاناة الاهالي، لا سيما محدودي الدخل، مشيرا الى ان ذلك اتاح للكثيرين من الطلبة دخول الجامعات الخاصة بمعدلات منخفضة.
واضاف ان ما يميز الجامعات الخاصة في بلادنا عن شقيقاتها من الجامعات في الغرب، ان الاخيرة غير ربحية ونفقاتها عبر الهبات والمساعدات وابواب الوقف وتبرعات الطلبة، الى جانب منافستها للجامعات الرسمية.
واشار الى ان الجامعات الخاصة المحلية كان يرتادها الطلبة من اصحاب المعدلات المنخفضة، ما ادى الى انخفاض مستوى الاساتذة تبعا لتدني مستوى الطلبة، الامر الذي يفرض استحقاقا يجبر الاستاذ للنزول في العلامات، لاعتبارات تتعلق بسمعة الجامعة والاستاذ، مؤكدا ان هذا الامر لم يقتصر على المدارس والجامعات الخاصة فقط.
وقال ان العديد من خريجي تلك الجامعات بمختلف التخصصات، ونتيجة للركود في الوظائف اتجهوا عقب تخرجهم لقطاع التعليم، الامر الذي أثّر على مخرجات تلك المدارس، التي يقوم عليها معلمون غير كفؤين.
واكد عويدات ان المسؤول في التربية اليوم، امام تحد حقيقي، لاسيما وان القوى البشرية الموجود في وزارة التربية والتعليم يجب اعادة تأهليها، خصوصا بعد ظهور بحث نشر مؤخرا، يظهر بأن 60 بالمئة من الكوادر العاملة في التربية غير مؤهلة.
وقال انه ورغم تعرضنا للتحول الاجتماعي المادي المفروض علينا، لكن مؤسساتنا التربوية والاكاديمية لم تستجب، فبقيت على تطورها المادي دون ملازمة ذلك بتطور فكري يجنب الجيل أي مأزق.
ودعا عويدات الى ضرورة العودة لمناقشة الاوراق النقاشية التي طرحها جلالة الملك عبدالله الثاني، مشيرا الى انها اوراق متقدمة للغاية، منتقدا مؤسسات تربوية كونها عزفت عن مناقشتها رغم ما حوته من افكار جديرة بالاهتمام والتنفيذ.