إسرائيل تغرق بالشعور بتهديد وجودها
![إسرائيل تغرق بالشعور بتهديد وجودها إسرائيل تغرق بالشعور بتهديد وجودها](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/41026.jpg)
يعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه الضامن لأمن إسرائيل، وأنه ألأن في موقف لا يحسد عليه امام شعور شعبه بالصدمة من الحقيقة التي ظهرت في المنطقة والتي تتمثل في النهضة العسكرية ألإيرانية وتحالفها ألإستراتيجي مع سوريا والظهور القوي لوكلاء إيران، " حماس " و " حزب الله "، بحسب زعمه.وهو لا يترك فرصة تفوته ليؤكد
انه حاسم في صورته الذاتية الأساسية عن نفسه كضامن لأمن إسرائيل المُهدد .. ومن وجهة نظره وبحسب زعمه هو ، فإن انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان وغزة إنما أدى إلى انعدام الأمن الإسرائيلي تحت تهديد صاروخ ما.لذا فهو لا يتصور نفسه كيف يمكنه ان يفكر ولو مجرد تفكير في التخلي عن الضفة الغربية والسماح للفلسطينيين بإقامة دولتهم ولو ضمن حدود مؤقتة نما صرح مؤخرا أمام المبعوث الأمريكي جورج ميتشل وشاركه في هذا الأمر وزير حربه إيهود باراك ، وكما هو واضح فإن حكومة إسرائيل العنصرية اليمينية المتطرفة الدينية ألإستيطانية بتشكيلتها لاتفكر في السماح للفلسطينيين في إقامة ايّ دولة مهما كان حجمها بل كيف يمكنهم يمنع قيام هذه الدولة بأيّ شكل من ألأشكال وبالتالي منع تكرار انسحاب من أراض عربية او فلسطينية محتلة للمرة الثالثة. كما حدث في ألإنسحاب من جنوب لبنان هربا من ضربات المقاومة اللبنانية بهدف وقف النزيف والخسائر البشرية والعسكرية والمادية التي يتعرض لها جيشها في الجنوب اللبناني وكان ذلك ألإنسحاب القصري ألأول ( الهزيمة ألأولى ) التي يتعرض لها العدو ألإسرائيلي في لبنان ، وكان ألإنسحاب القصري الثاني الذي يعتبره نتنياهو وحكومته ضربة مؤلمة في تاريخ إسرائيل خروج شارون من قطاع غزة وترك القطاع ليشكل عقبة في حلق الهينة المحتلين لفلسطين .
نتياهو لايتصور أبدا وهو على رأس الدولة التي تمارس هيمنة عسكرية كاملة في الضفة الغربية تصبح دولة ـ في ظل اتفاق سلام غير مُتخيل تقريبا ـ قد تُهدد من هناك! والدولة التي يُعد جيشها وترسانتها من الأسلحة بدون منافس في الشرق الأوسط تصبح دولةً تواجه تهديدا وجوديا يوميا! والدولة التي نمت وازدادات قوتها بإطرادٍ على مدى عقودٍ من الزمان بالنسبة إلى أعدائها المتفرقين تصبح دولةً يكون مستقبلها أقل أمنا إلى حدٍ ما عما كان!
ليس من السهل تفريق الحقيقة عن الخيال ، والقلق المُبرر عن الغضب الذي يخدم الذات، في هذه الرواية الإسرائيلية المنتشرة. .
لقد حدث تمحور وتحول في التهديد المُتخيل والمزعوم من قبل إسرائيل منذ عام 1948 ـ من الجيوش العربية إلى المقاتلين الفلسطينيين إلى " الجهاديين الإسلاميين " ـ ولكن ليس الظرف والحالة الإسرائيلية .. وغرقت الدولة الإسرائيلية في إحساسٍ بتهديدٍ وجودي إنما نما وازداد مع الوقت "، كما ذكرت صحيفة " هآرتس " الإسرائيلية اليومية. وقدحرح نتنياهو في أكثر من مقابلة صحفية ،عن " الواقع العيني والنفسي " لدولة خبرتها هي أن " التنازلات تؤدي إلى عدم أمن " بحسب زعمه .
وجزء من عدم الأمن الإسرائيلي الآن ينبع من متاعب ومشاكل تتعلق بضامن وحامي إسرائيل المطلق ، وهو الولايات المتحدة .
فالرئيس الأميركي أوباما ـ برغم كل تطميناته عن الالتزام الأميركي ـ ترك الإسرائيليين يشعرون بالغضب ، وهو إحساس لا يفهمه أو يعبأ به أوباما بما فيه الكفاية. ألم يزر دولتينِ مسلمتينِ قريبتين ـ وهما تركيا ومصر ـ بينما يوبخ إسرائيل؟ .
أعتقد أن ما يزعج حقيقةً الإسرائيليين ، وهو جذر أو أصل المتاعب ، هو أن أوباما لا يشتري الخطاب أو الرواية الإسرائيلية. .
وما يشعر الصهاينة في فلسطين وفي أمريكا والعالم بالقلق ان الرئيس ألأمريكي باراك اوباما لا يحرص على الوقوف والتكاتف مع إسرائيل ضد " المقاومة الفلسطينية واللبنانية " بحسب الزعم الإسرائيلي، يتحدث عن كيف أن صراعا شرق أوسطيا مريرا ينتهي بـ" تكليفنا كثيرا جدا من الدماء والأموال". ويأخذون عليه انه يقول إيران، نعم، ولكن ليس على حساب إسرائيل. وبدلا من أمن إسرائيل وحده، يتحدث عن " مصالح الأمن القومي الحيوية للولايات المتحدة الأميركية " وارتباطها بالأعمال الإسرائيلية .
غلاة الصهاينة في حكومة نتنياهو وعلى رأسهم اليميني المتطرف مائير كهانا والساعي الى طرد الفلسطينيين (عرب الثمانية وألأربعين) كما يطلق عليهم الإسرائيلييون ويصر على عبرية (يهودية الدولة ألإسرائيلية يعتقدون ان العلاقات ألأمريكية ـ الإسرائيلية التي تباينت بعد ظهور بعض الخلافات في وجهات النظر السياسية بينهما عقب لقاء اوباما نتنياهو في البيت الأبيض وهذا يرقى إلى بعض من التغيير الذي أدى الى وضوح تام في الضيق ألإسرائيلي إتجاه أوباما وإدارته ..
والسؤال الذي يخطر ببال المتابع لما يجري على الساحتين ألأمريكية والإسرائيلية من عدم التوافق التام بنظرة الطرفين للحلول الممكن التوصل إليها بالنسبة لحل قضية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بداية ثم الصراع العربي ـ الإسرائيلي لاحقا ، ولا ندري ان كان استمرار هذا الخلاف بين الحليفتين واشنطن وتل أبيب سيؤدي الى حصر إسرائيل في زاوية دفاعية أو يفتح آفاقا جديدة، ولكن ألإعتقاد المؤكد أن احتضان أميركا لإسرائيل سيستمر. ولن يتأثر كثيرا في الوقت الحالي، على الرغم من معرفة ألإدارة ألأمريكية تمام المعرفة أن الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني يغذي بيئة ضارة بالمصالح الأميركية. ويؤكدون ايضا ان إدارة أوباما تكافح من أجل البدء بمحادثات التقارب مع الفلسطينيين وإحيائها ... ولكن عن أي شيء بالضبط يتحدثان؟!وما هيّ النتائج التي يتأمل الفلسطينييون التوصل اليها جراء مفاوضاتهم المباشرة أو غير المباشرة مع حكومة نتنياهو ( الذي يعتبر نفسه الضامن لأمن إسرائيل ) هذا هو السؤال!