منتدى اقليمي يتصدى لتسويق الاغذية والمشروبات غير الصحية

المدينة نيوز:- تتسبب اربعة عوامل بأربعة امراض غير سارية مسؤولة عن 63 بالمائة من الوفيات عالميا وفق المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتور علاء الدين العلوان الذي دعا للسيطرة على تلك العوامل والتصدي لانتشارها.
وقال خلال افتتاحه في عمان اليوم الاحد فعاليات المنتدى الاقليمي حول التسويق دون قيود للاغذية والمشروبات غير الصحية للاطفال: "اذا استطعنا السيطرة على عوامل الخطورة وهي التدخين وتناول الكحول على نحو ضار وقلة النشاط البدني واتباع انماط غذائية غير سليمة سنتمكن من تقليل نسب الاصابة بالامراض المزمنة (القلبية الوعائية والرئة الزمنة والسكري والسرطان) والاعاقة والوفاة المبكرة".
واضاف :"ان تسويق الوجبات السريعة والمشروبات التي تحتوي نِسَب عالية من الدهون والسكّر والملح يتسبَّب في ارتفاعات غير مسبوقة في معدّلات السِمنة بين الأطفال والتي في مرحلة الطفولة المبكِّرة.
ولفت الدكتور العلوان ان معدّل انتشار فرط الوزن في هذا الإقليم، تبلغ 8ر46 بالمائة وهو ما يفوق المتوسط العالمي البالغ 39 بالمائة، بينما يبلغ معدّل انتشار السمنة بالإقليم 19 بالمائة مقابل 9ر12 بالمائة المتوسط العالمي.
واعتبر إن النُظُم الغذائية غير الصحية المتمثلة باستهلاك الوجبات السريعة التي تحتوي على نسبة عالية من الملح والدهون، وتناول المياه الغازية السبب وراء سِمنة الأطفال وان تزايد وتنوع انشطة تسويق تلك الوجبات والمشروبات ساهم برفع معدلات السمنة بين الاطفال والتي تستدعي مجابهة تلك الوسائل والتصدي لها.
وفي هذا السياق قال العلوان :" في إقليمنا، نرى أن الإجراءات المتَّخذَة في التصدِّي لهذه القضية قد شابها البُطء، رغم التوصيات الواضحة التي أصدرَتها منظمة الصحة العالمية ومنظومة الأمم المتحدة ككل، وموقف وزراء الصحة بالدول الأعضاء، في عام 2014، اذ اعربوا عن قلقهم إزاء عدم القدرة على السيطرة على تسويق المنتجات غير الصحية التي تستهدف عامة الناس، والأطفال منهم بوجه خاص، ولاسيَّما الوجبات السريعة ومشروبات المياه الغازية.
واضاف :" لا يخفَى أن الشركات التي تُنتج هذه المنتجات وتسوِّقها على مستوى العالم، لديها مهارات وأساليب تسويقية قوية لدرجة يصعب معها السيطرة عليها".
واكد ان التوجه العالمي لا يقوم على حظر تسويق كل المنتجات، بل الحديث عن ذلك النمَط من التسويق الذي يروِّج للأغذية غير الصحية، والذي يستهدف الأطفال على وجه التحديد في أماكن معيشتهم ولعبهم ودراستهم، فهو أمرٌ من شأنه أن يؤدِّي إلى جيل يعاني من وباء الأمراض المزمنة على نحو أسوأ مما هو عليه الآن.
واوضح ان معالجة هذا النمط من التسويق لا يمكن إدراكه من دون إحداث تغيير اجتماعي، وحشد اجتماعي هائل، من خلال الاستعانة بوسائل الإعلام والفنانين والمجموعات الشبابية التي تشعر بالمسؤولية.
ويناقش المشاركون الذين يمثلون اعلاميين وفنانيين وشبابا وناشطين عبر وسائل الإعلام الاجتماعي، والمنظمات غير الحكومية واطباء متخصصين في الامراض غير السارية والتغذية من الاردن ومصر ولبنان والمغرب وتونس والامارات العربية المتحدة وقطر وعُمان وخبراء من المنظمة من المكتب الاقليمي ومن بريطانيا، السبل المبتكَرة لاتخاذ إجراءات من أجل التصدِّي للتسويق المتزايد للأغذية غير الصحية والمياه الغازية للاطفال والعمل على تحديد التداخلات العملية ضمن اطر زمنية محددة قابلة للتنفيذ.
ويتناول المنتدى الذي يستمر يومين وباء السمنة في مرحلة الطفولة في الشرق الاوسط والحاجة لاتخاذ اجراءات عاجلة تحد من انتشاره وعرض محاور وتوصيات المبادرة الاقيمية للتصدي لتسويق الاغذية والمشروبات غير الصحية للاطفال دون سن الخامسة وكيف يؤثر السويق في وقوع هذا الوباء والدور المنوط بمنظمات المجتمع المدني.
(بترا)