دعونا من حساباتكم ... فالوطن في خطر !!
![دعونا من حساباتكم ... فالوطن في خطر !! دعونا من حساباتكم ... فالوطن في خطر !!](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/41957.jpg)
تركوا كلّ شيء . وتناسوا أو ( تجاهلوا ) كلّ ما يجري في الأردن من عنف و( هذيان ) واستنفار و( إختراق ) , وكرّسوا معظم وقتهم في ( تصنيف ) الأردنيين إلى عملاء ونبلاء ... أو في ( تقسيم ) أبناء الوطن إلى مجموعات تحمل أرقاما ( سريّة ) ... أشغلونا في ( عبثيّة ) أفكارهم ... يتبادلون الإتهامات والإيماءات , ويتسابقون أيّهم أكثر جحودا , وأيّهم أكثر نفاقا , وأيّهم أكثر بلاغة ... وكأنّ الأردنيّين لا ينقصهم سوى أن يتعرّفوا إلى أيّ المجموعات والأصناف ينتمون , وأيّ رواية سيقرؤون , وأي مسرحيّة سيشاهدون , وإلى أيّ فريق سينحازون ... أو كأنما ( الشّعارات ) وحدها هي الّتي ستصنع المعجزات وتطفىء لهيب العنف حينما يتأجّج , وتثني شابّا يائسا عن الإنتحار شنقا أو طعنا أو حتّى إحتراقا , أو ( تغني ) ربّ أسرة بائسا أثقلته الهموم والدّيون عن البحث عن لقمة خبز بين ثنايا الّليل على أرصفة
الشّوارع أو في إحدى الحاويات .
في الوقت الّذي يفتقد فيه معظم الأردنيّين ( قدرتهم ) على الصّبر والجلد , ويخرجون من دائرة ( طباعهم ) , وتفرض عليهم أحيانا ( خيارات ) غريبة وصعبة لأسباب كثيرة ومختلفة , تمتدّ أياد خفيّة لتعبث بمنجزات هذا الوطن حينا , ولتأجّج مشاعر الطيّبين حينا آخر , وتتلاعب بثوابت وطنيّة ترسّخت جذورها منذ أمد طويل ,فتتحوّل قضيّة شعب بأكمله إلى ( مساجلات ) بين أشخاص تعصف بهم ( حسابات ) قديمة , وكأنّ الوطن ينحصر كلّه في ( نطاق ) لا يتسع إلاّ لحسابات ضيّقة تتجاهل دماء الأردنيّين وأرواحهم وخبز فقرائهم وحليب أطفالهم ... وتظلّ تلك الصّورة ( الهجينة ) الّتي ظهرت فجأة في مجتمع طيّب تتأرجح حتى يغدو العنف – لا سمح الله – كابوسا يؤرّق كلّ الأردنيّين .
الوطن في خطر ... العنف يتمادى هنا وهناك , والجريمة تتنامى في كلّ مكان , والعاجزون عن مواجهة أعباء الحياة يتناحرون وينتحرون, والمفسدون بشتّى أحجامهم وأنواعهم يتكاثرون و تتطاول أيديهم لتسرق و( تلهط ) , والعابثون يتجاوزون كلّ الخطوط والحدود و يبذرون في ( تربتنا ) الفتنة ... فهل يجوز أن ندير وجوهنا إلى الوراء وننشغل في كشف ( العورات ), ومواجهة الأزمات من خلف الأبواب المغلقة ... وهل يجوز أيضا أن يعالج المقصّرون الخطأ بالخطيئة , وهل سيظلّ الأردنيّون جميعهم تحت رحمة حلول تقفز فوق الأسباب وتتجاهل المسبّبات ؟ .
لم تعد الخطط والحلول ( الإفتراضيّة ) تجدي نفعا , ولن توقف اللجان الوزاريّة عنفا يعصف بمجتمع لم يتعوّد على وقع الجريمة منذ سنوات طويلة جدّا , ولن تستطيع كلّ النّدوات و ورش العمل والحلول ( المستوّردة ) أن تجنّبنا العنف المجتمعيّ الّذي إستشرى وامتدّ ليصل العشائر الأردنيّة الّتي عرف عنها الشّهامة والتسامح والتضحية والإنتماء للأرض والوطن ... لن تتبدّد كلّ هذه ( الغمامات ) ما لم تكن هناك إرادة حقيقيّة صادقة تستأصل البلاء من جذوره وتستبعد كلّ أولئك الّذين لا تهمّهم سوى ( كراسيهم ) أو أولئك الّذين يخاطبون الآخرين من وراء حجاب من دائرة الإنقاذ .