قواعد إشتباك جديدة

تم نشره الجمعة 16 تشرين الأوّل / أكتوبر 2015 01:43 صباحاً
قواعد إشتباك جديدة
هادي جلو مرعي

رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو هدد بتفعيل قواعد الإشتباك في حال إستمرت روسيا في إنتهاك الحدود الدولية لتركيا، إلا إنه من غير الواضح ماإذا كان أوغلو يعني ردا قاسيا يستلزم توجيه ضربات للروس في الجو، أو على الأرض، أم هو مجرد تلويح بالرفض وتبيان موقف تركي قوي مما يجري في الجوار الذي تدحلت فيه موسكو بطريقة لم تكن متوقعة وخلطت فيه الأوراق؟

فالكلام الذي أطلقه السيد أوغلو يمكن تفسيره بأوجه عدة خاصة وإن تركيا ومن ورائها الناتو يعلمون جيدا إن الأمور غير ميسرة في الوضع الراهن لإتخاذ مواقف مباشرة وحادة ضد الروس الذين لم يتركوا مجالا للشك في طبيعة النوايا التي يضمرونها وقد كشفوا عنها بإعلان واضح عن موقفهم الممالي للرئيس الأسد ورفضهم محاولة إسقاطه، وقيامهم بتوجيه ضربات مباشرة لقوى معارضة ليست مرتبطة بداعش محل النزاع العالمي وهدف كل التحالفات المعلنة من قبل الروس والأمريكيين.

روسيا فرضت هي الأخرى قواعد إشتباك جديدة ولكنها مختلفة، فقد إنتظرت لسنوات عدة وببرود أعصاب شديد، وتابعت الطريقة السلبية التي مورست من قبل واشنطن لإدارة النزاع في سوريا والعراق لتأتي بقوة وتنتزع المبادرة من الأوربيين، والأمريكيون لم يكونوا جادين على الدوام في وقف تمدد داعش، بينما الدول المحيطة بالعراق وسوريا إرتبكت كثيرا وإرتكبت المزيد من الأخطاء، وصار العالم موقنا بفشل السياسة الأمريكية التي لم تنجح في تغيير المسار، وكان التدخل الروسي صادما، لكنه جاء في لحظة كافرة حيث تسبب في تغيير كامل في المسار، وفرض شروظ لعب جديدة لايمكن المخادعة فيها، أو تجاهلها، وضمنت موسكو دورا فوق المعتاد وترسيخا لنفوذ مميز على المدى القريب على الأقل.

صار لزاما على الجميع من المتورطين في القضية السورية من عرب وغربيين أن ينتبهوا جيدا لطبيعة الدور الروسي ومايرسخه من تغيرات على المديين القريب والبعيد في المنطقة والعالم، فلم يعد ممكنا البحث في مصير الأسد حاليا وهو موضوع تجاوزناه تماما لإشتراطات مرحلية، حتى تردد صدى لكل العبارات التي أطلقها الزعماء الغربيين الذين صرحوا بعفوية، إن الأسد يمكن أن يستمر لمرحلة قادمة سيعمل الروس على إطالتها من خلال إستهداف معارضيه المعتدلين والمتشددين، هذا عدا عن التعقيدات المحتملة نتيجة ردود فعل غاضبة من قبل المناوئين للتدخل الروسي المباشر، ومايمكن أن تثيره من مشاكل تعقد المشهد السوري ولايمكن أن تساهم في حله.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات