حريق في الإقليم

تم نشره الأحد 25 تشرين الأوّل / أكتوبر 2015 05:41 مساءً
حريق في الإقليم
هادي جلو مرعي

يتواصل مسلسل القتل في العراق وسوريا وبنسب مختلفة في بلدان عربية وشرق أوسطية عديدة ومنذ سنوات طالت وإمتدت وتسبب الصراع خلالها بقتل آلاف من الأبرياء والمقاتلين الذين ينتمون الى مكونات دينية وعرقية متنوعة وصارت آلة القتل تحصد المزيد من الأرواح مع مايرافق ذلك من تدمير للبنيان وخراب للبنى التحتية، ووقف لحركة الإقتصاد والحياة والعمران كما حصل في مدن عراقية عدة وسورية لم يبق فيها من أثر للإنسان وللحياة بأشكالها المختلفة التي كانت تضج هنا وهناك وترسم معالم أمل ذوى وإنتهى ولم يعد له من وجود.

حين يتواصل القتل والتهجير ويصر المتحاربون على الوصول الى نقطة الهاوية فإنهم يفتحون الباب على مصراعيه لمزيد من الكوارث التي تدمر حياة الناس العاديين فيكون الثأر والهمجية سبيلا لتحقيق الأهداف غير المشروعة مع إن كل مايفعله هولاء يتحول الى المشروعية لغياب القانون وضياع فرص التفاهم وبناء مشاريع الوعي لدى المجموعات البشرية التي لم تعد تبحث عن الحياة والأمل وصناعة الغد بل، تركز فقط على إستمرارها في حياة ضائعة لاخيار لها فيها وتدفع أثمانا مضاعفة نتيجة التخوف من الأحداث القادمة والمصير المجهول للمنطقة.

في أثناء الصراع الطائفي بعد العام 2003 قتل آلاف من العراقيين، ونزح ملايين عن قراهم ومدنهم، وجرى تغيير ديموغرافية البلاد الى شكل مختلف، حيث تم تهجير الأسر التي تنتمي لأقلية في منطقة أكثرية مخالفة دينيا، وصارت الأعباء الإقتصادية تتراكم على المدن التي إستقبلت المهجرين وتطلب ذلك توفير فرص عمل غير محدودة مع ضعف في الإقتصاد وغياب للتخطيط، بينما إستمر نزف الأموال الطائلة على المشاريع الوهمية وتلك التي تسرق من قبل المفسدين من المسؤولين ومن يتعاون معهم، بينما عجزت الحكومات المتعاقبة عن فعل شئ ينقذ ماتبقى من كيان الدولة.

العراق بحاجة الى تخطيط متوازن وعدم الإكتفاء بالتنظير والحديث عن إصلاحات وإعادة هيكلة وهو ما قد لايتحقق في الفترة المقبلة ولم يتوفر في الفترة الماضية، بينما يطالب به الناس ويتظاهرون من أجله في مناسبات مختلفة لم تكن كافية لوقف التدهور وتعديل المسار بشكل، أو بآخر.

المنطقة كلها تغلي، ولايبدو من أفق لحل المشاكل ووقف الصراعات الملتهبة، ونحن في الواقع نستعد لمراحل قادمة أكثر سوءا مما سبق ولافرصة للتخلص من ذلك إلا بالتضامن والتعاون والتنازل وإحترام الآخر، ولانعلم متى سيتوفر الإستعداد لدى الجميع ليتوافقوا، فالإقصاء والتهميش ورفض الآخر عناوين عريضة لمستقبل مجهول.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات