48 ساعة في عمان
![48 ساعة في عمان 48 ساعة في عمان](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/42312.jpg)
المدينة نيوز – خاص – كتب جلال الخوالدة-: في المطار يتم التدقيق في هوية بعض الزائرين، قبل منحهم إذن الدخول، لكن التدقيق يستلزم أن يجلس هؤلاء في إنتظار الإنتهاء من التدقيق، مكان الإنتظار خلف "كاونتر " ختم الجوازات، أي في وجه كل من يدخل البلد، طبعا كما نعلم فمعظم هؤلاء من أصحاب " اللحى " و "الدشاديش " البيضاء القصيرة، ومع ان مصلحة الأمن القومي لا تخدعها "اللحى " ولا تفرق بين الدشاديش القصيرة والتنانير المزركشة، وهي حق مكتسب للأردن، ومع ذلك يظهر للآخرين أن التدقيق لا يتم إلا على هؤلاء، حبذا لو يتم إختيار مكان آخر للإنتظار غير "واجهة " البلد.
- في مدرسة الأولاد، معظم سائقي الباصات مدخنين، نحن لا نمنع التدخين، لكننا نحاربه بشدة مع هذه الفئة تحديدا، فما أبشع سائق باص مدرسة مدخن، يجلس ينفث سمه في وجوه أطفالنا، حبذا لو أن وزارة التربية والتعليم، والتعليم الخاص، تقوم بحملة تفتيش واسعة، والتأكد من أن سائقي الباصات الخاصة بالمدارس لا يدخنون، وأن يكون هناك سياسة عامة في كل البلد: أنه لا يحق تعيين سائق مدخن، مهما كانت واسطته، أو حتى قبوله براتب متدني، الموضوع يشمل المعلمين، قد يكون ذلك شرطا لحصولهم على نقابة!
- مدراء المراكز الأمنية، والضباط والأفراد مؤتمنين على الشعب، وخاصة النساء، فاستوصوا بهن خيرا، نريد ان نغير وجهة نظر المجتمع أن دخول المرأة مركزا امنيا هو عار عليها مدى الحياة، نريدهن أن يذهبن للمراكز الأمنية في أي وقت، ولأي شأن، ولأي غرض أو شكوى، فنعاملهن بإحترام بالغ، ولا نعرض عليهن مساعدة خاصة شخصية، أو رقم هاتف خاص، فتصلهن الرسالة بشكل خاطىء، نريدهن أن يشهدن ان المراكز الأمنية في الأردن تفتح أبوابها نصرة لهن في أي وقت وبلا ثمن، وحبذا لو أن مدير الأمن العام، ينظر في ذلك ويصدر تعميما شديد اللهجة، تتبناه وسائل الإعلام وتروج له، ويحرص على تنفيذه كل ضباطنا المخلصين المؤتمنين.
- في قاعة الإستقبال، خاصة المؤسسات الأمنية والحكومية، هناك مجموعات من موظفي المياومة، ممن ليسوا موظفين رئيسيين، أو متخصصين محترفين، وليس لديهم عمل سوى تقديم المساعدة للمراجعين وإرشادهم إلى مكان الإختصاص، ولكنهم يظنون أنهم طرف رئيسي في موضوع المعاملة، والتعامل مع الناس، وبعضهم يتعامل بحدة مع الناس، وكأنهم مجرمين، هؤلاء، وبشكل عام، لا يمثلون بحال هذه الدوائر، فحبذا لو أن مدراء الدوائر، يعتنون، مرة أخرى، بإختيار هؤلاء، وتدريبهم على حسن إستقبال الناس، وتدريبهم على تقديم باقة من هدوء النفس للناس ومساعدتهم برقة على إرشاد الناس، دون تعالي وعنجهية، خاصة ان رواتبهم تدفع لهم، من عرق الناس وكدهم، في نهاية كل شهر.
- كل أهل عمان، والعاملين فيها، يزحفون في وقت واحد إلى دوار الداخلية، بين السابعة والنصف صباحا والثامنة، من شتى الشوارع والأحياء، وفي نفس الوقت يتجه كل طلاب عمان إلى المدارس، وتتكدس في هذا الوقت تحديدا أكوام كثيرة من السيارات، في الشوارع المؤدية إلى التقاطعات الرئيسية، وقد كان دولة الروابدة، سابقا، قد إقترح نظام الزوجي والفردي، لكنه لم يستمر، الإقتراح اليوم، وفي كل هذا الحشر، أن تظهر هيئة أو مؤسسة معنية، تدرس، أوقات الدوام بشكل علمي، دراسة مع مسح ميداني، يتيح لبعض المؤسسات ان تبدأ في السابعة وأخرى في السابعة والربع وأخرى في السابعة والنص وهكذا وحتى التاسعة، أو أي إقتراح آخر، مع برنامج توجيه وتثقيف يساعد على إستثمار الوقت، الذي يضيع بلا سبب.
- أخيرا وليس آخرا، في عمان ثمة هواء يشرح الصدر، ونسيم عليل، وطاقة تجدد العمر، تجاوزت في الماضي، أصعب وأشد المراحل واكثرها قسوة، اليوم، أظن عمان ستتجاوز عقدة الوطن البديل لأنها فهمت وعرفت المخطط والمؤامرة الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين لكنها تدرك جيدا، أكثر من أي وقت مضى، أن هذه الورقة التي تستخدمها اسرائيل وتدفع بها، لخلخلة الرأي العام في الأردن، ما هي رد قاس منهم على الموقف الأردني الذي لم يجامل في موضوع القدس والجدار والدولة الفلسطينية.