رواية "الست زبيدة" لنوال حلاوة في المكتبة الوطنية
المدينة نيوز:- استضافت دائرة المكتبة الوطنية مساء امس الاثنين الروائية نوال حلاوة للحديث عن روايتها "الست زبيدة " بحضور عدد من النقاد.
وقال الدكتور زياد ابو اللبن في قراءته النقدية ان رواية "الست زبيدة" التي تتألف من "384 " صفحة، ينطوي مضمونها على عالم يمتد زمنيا سنوات طوال، وأمكنة متوزعة على امتداد الرواية، "فوجدتُ حكايات تؤلّف حكايات، وذكريات تصل حدّ السيرة الذاتية، متخذة من السرد الروائي غطاء لهذه السيرة، فيها تفاصيل كثيرة، ترتدّ بك التفاصيل إلى الماضي مرة وإلى الحاضر مرة أخرى وإلى المستقبل مرات عديدة، فهي رواية أو سيرة عابرة لأزمنة مختلفة".
وبين ان الكاتبة تتخذ من اللون صفة للتمييز بين الجنسين الوردي والأزرق كما نلحظ تقطيعا داخل النص السردي من خلال كتابة نثرية أشبه بقصيدة النثر، كذلك مقاطع لأغان شعبية، كي ترسم لنا الكاتبة صورة مكتملة للمشهد الوصفي بتفاصيله الصغيرة، وأكثر هذه النثريات تأتي عند الحديث عن الابنة وعلاقتها بأبيها، حيث يتمثل الأب بهالة كبيرة تصل حدّ القداسة، ولم لا، فالطفلة تنظر إلى أبيها بمنظار أخر غير ما ينظر إليه الطفل، كما يتحدث عن هذه العلاقة علماء النفس أو السيكولوجيون.
واشار الى ان الكاتبة تستخدم كلمات أو عبارت عامية أو أعجمية، وتحاول كثيرا أن تشير إلى معناها في المتن حينا وفي الحواشي احايين اخرى ، وتمر على أسماء أعلام من سياسين وشعراء وكتاب وفنانين، كما تمر على تفاصيل الأمكنة، لما لها من علاقة بالذاكرة، التي ترصد كل شيء في أزمنة مختلفة من التاريخ الفلسطيني، ومن يقرأ هذه الرواية لا يصاب بالملل، بل يدفعه الشوق لحب المعرفة والسياحة في عالم ساحر من المشاهد.
وقالت الكاتبة حلاوة في الامسية التي ادارها الشاعر محمد خضير ان الرواية نسجت قماشتها من حكايات أهل يافا وألوان قوس قزحها الذي يمتد فوق بحرها، ويتربع في سمائها عندما زرتها وتعرفت عليها لأول مرة، بعد أن عملت مستشارة للمخرج الكندي المعروف مارتن دك وورث في المؤسسة الكندية الوطنية لصناعة الأفلام الوثائقية، مبينة ان روايتها اهدتها إلى يافا وعشاقها، وإلى شاعرة فلسطين (فدوى طوقان) التي كانت أول من دعتها وبقوة للتفرغ نهائيا للكتابة الأدبية التي تألقت حروفها عندما زارت يافا، وفجرت في قلبها الحنين إلى ربوع أبيها في فلسطين ووقفت مع كلمات فدوى (على أبواب يافا يا احبائي) أنتظر حلم العودة.
(بترا)