نهاية سعيدة لوجع الرأس
كل منا معرض للأوجاع الشديدة في الرأس ، وما يصاحبها من غثيان، وحساسية للإضاءة والأصوات المزعجة، وقد تمتد هذه المعاناة لعدة أيام ، واحياناً أخرى تاتي بشكل دوري ودون توقف، فنبدأ بتناول المسكنات الخاصة بوجع الرأس،أو نلجأ الى النوم ، أو حتى ننعزل في غرفة مظلمة ، وفي أغلب الأحيان تفشل كل المحاولات في إيقاف ذلك الوجع مع انها قد تساعد قليلاً.
الأبحاث العلمية تفيد بأن 10-18% من الناس يعانون بشكل دائم من أوجاع الرأس، أو ما يسمى ميغرين (مرض الشقيقة) ، وهناك علاجات متعددة هدفها الأساسي علاج الأسباب كضغط الدم أو الاضطرابات النفسية. ومن هذه العلاجات
بروبرانالول) (Propranolol ، وميتوبرالول ((Metoprolol ، والأميتريبتيلين ((Amitriptyline ، والأسبرين لكن الإستعمال الدائم لهذه العلاجات له مضاعفات كثيرة.
وظهر هناك أمل جديد يتمثل في تصنيع أدوية تمنع حدوث أوجاع الرأس، ولا تعالج أعراضها فقط كباقي العلاجات ، وهي ما تسمى بالأجسام المضادة
(Antibody) ، والفكرة بدأت بعد اكتشاف البروتين المسؤول عن أوجاع الرأس
وهو ( CGRP-Calcitonin Gene Related Peptide) ، ولهذا البروتين تأثير
قوي في نشوء اوجاع الرأس عبر تفعيل أعصاب الدماغ، وتوسعة الأوعية الدموية والشرايين،وهذا بدوره يؤدي الى انحسار السوائل الدماغية التي تؤدي الى أوجاع قوية في الرأس.
لقد تم تصنيع مضادات جسمية Antibody)) تستطيع إيقاف افراز (CGRP) أو محاصرة أماكن تأثيره في الأعصاب، واثبتت الدراسات الأولية انه خلال المرحلة الأولى والمرحلة الثانية من الدراسات تم انخفاض مستوى أوجاع الرأس الى نسبة 40% ، عند وخز المرضى بالأجسام المضادة تحت الجلد أو بالوريد .
وفي الوقت الحالي يتم العمل على إنهاء المرحلة الثالثة من الأبحاث العلمية على شريحة أكبر من الناس ، ومتوقع أن تكون نسبة التحسن من 50-60% ، ولا يتم تحليل هذه الأجسام المضادة عبر الكبد ، وانما عبر بروتينات أخرى موجودة في الدم لذلك لا يوجد لها أعراض جانبية ، ويتم حالياً فحص تأثيرها على ضغط الدم لأن هذا الموضوع لم يتم بحثه في الدراسات العلمية السابقة الذكر.