مؤتمر آفاق المستقبل يناقش قضايا ودور الشباب في المجتمعات العربية

المدينة نيوز :- ناقش مؤتمر "الشباب: التجليات وآفاق المستقبل" الذي تنظمه كلية الاداب والفنون في جامعة فيلادلفيا في دورته العشرين وافتتح اعماله الثلاثاء، قضايا ودور الشباب في المجتمعات العربية.
وقال استاذ علم الاجتماع والفكر التنموي في جامعة فيلادلفيا الدكتور سالم ساري في الجلسة الثانية لليوم الاول للمؤتمر الذي يستمر 3 ايام، ان القوة الكبرى القائمة الكامنة التي تقف وراء اشكالية الجمود والتجميد الكلي هي قوة ثقافية في المقام الاول، واصفا الثقافة المجتمعية العربية التاريخية بانها المفعلة/المعطلة لكل تدفقات الحياة الاجتماعية السياسية الاقتصادية ومجريات الحياة التعليمية والعلمية البحثية.
واشار الدكتور ساري في الجلسة التي تراسها استاذ العلوم السياسية الدكتور احمد نوفل، الى ان هذه الثقافة التقليدية عجزت عن الانجاز والتجديد المحلي واستعصت على التغيير من خلال التأثير العالمي، رغم كل ما يحيط بها من متغيرات عالمية تبدو اليوم متجمدة على ثوابتها التاريخية لا تنشغل بحاضر المجتمع وازماته وتتمحور انشغالاتها حول الجيل الاكبر سنا مع كثير من التعالي والتجاهل والاقصاء والتهميش لاهتمامات اجيال الشباب.
واشار الى عدد من الاشكاليات الثقافية التي يعاني منها الشباب ومنها اشكالية التحرر من الحصار المحلي الضيق والخروج الى آفاق العالم الواسع، واشكالية التحرك نحو خلق وتطوير ثقافة مجتمعية مدنية حديثة قابلة للحياة والتجدد.
ولفت الى ان الشباب العربي ومن خلال التجربة المباشرة يطور وعيا موضوعيا يكتشف به تناقضات كل من قيم الثقافة ونفاق المجتمع ومراوغات السياسة مع القيم الحداثية العالمية.
وعرضت الدكتوره دينا مفيد من جامعة عين شمس في ورقتها البحثة دراسة تهدف الى التعرف على الخصائص الشخصية للقيادات الشبابية وادوارها الفعلية والمتوقعة من خلال تجربة احدى مؤسسات العمل التطوعي في مصر.
واشارت في دراستها الى ماهية القيادة التطوعية وادوارها المتعددة في العمل التطوعي، لافتة الى ان هناك اغفال تام باعداد وتدريب قيادات مستقبلية في العمل التطوعي.
ولفت الدكتور عدنان الطوباسي من جامعة فيلادلفيا في ورقته البحثية التي استندت على دراسة قائمة على استبانات، الى ان نتائج الدراسة اظهرت ان مشاركة الشباب في الانشطة والفعاليات التي تقيمها الجمعيات الشبابية ما زالت دون الطموح، وان هناك كثير من الانشطة التي تقوم بها الجمعيات الشبابية غير مبرمجة.
وبين ان الدراسة اظهرت ان الشباب الذين شاركوا بفعالية بنشاطات احدى الجمعيات الثقافية التي كانت نموذجا للدراسة مكنتهم من التعرف على مهارات حياتية جديدة واثرت تجربتهم وساهمت في دخولهم مجال التدريب وساعدت بعضهم على ايجاد فرص عمل مناسبة.
وقال الدكتور قصي كنعان من جامعة الموصل ان الحديث عن قضايا الشباب ومشكلاتهم متشعب وذو شجون ولا نستطيع الحديث عنها بمعزل عن السياق الاجتماعي والسياسي والاقتصادي القائم.
ولفت الى ان التفكير باي حل او مشروع حل لمشكلات الشباب لن يكتب له النجاح ما لم يأخذ بعين الاعتبار الظروف المجتمعية المحيطة بهم.
وتناول واقع الشباب العربي من خلال المشكلات التي تعترض المجتمع وتؤثر على هذا الواقع، مستعرضا الاستراتيجية المدنية التي يجب ان ترسم للواقع الشبابي والاستشراف المستقبلي للقضية الشبابية.
وتناولت الدكتوره بداك شبحة من جامعة تيزي اوزو في ورقتها التي جاءت نتاج دراسة ميدانية لدور الشباب في تحقيق التنمية الاجتماعية في الجزائر من خلال برامج التشغيل التي تبنتها الدولة اخيرا عن طريق خلق مشاريع تنموية جديدة ساهمت في اعطاء الفرصة للشباب للمشاركة الفعلية في عملية الانتاج للقضاء على البطالة.
ولفتت الى ان الشباب يمثلون الامل ونواة المستقبل في اي مجتمع وهم من اهم عناصر الثروة البشرية لما يتحلون به من طاقة وفكر وقدرة على الابتكار.
وكان تحدث في الجلسة الاولى التي ترأسها الدكتور ابراهيم السعافين، الدكتور إبراهيم بدران من جامعة فيلادلفيا في ورقة حملت عنوان "الشباب والإبداع والمستقبل" والدكتور عمارة كحلي من جامعة عبدالحميد بن باديس في ورقته "حركة التأليف الفلسفي لدى الشباب الجزائري" والدكتور ناصر أباي أعمر من جامعة المسيلة في ورقته "مساهمة الشباب العربي في الخطاب الفلسفي" والدكتور امجد الزعبي من جامعة فيلادلفيا بورقته "حركة الشباب الهيجلي1827-1848".
(بترا)