عبقرية ملك بقاء شعب
يلقي ملف الأزمة التي طالت لدى جيراننا في سوريا بظلاله على العالم في خضم تغيرات متسارعة، كانت قد تجاوزت مرحلة التغيرات السياسية الى التغيرات الجيوسياسية العالمية وتبعاتها المختلفة، وبداية تحول العالم الى قطبين بعد أن عاش ربع قرن من الزمان بقطب واحد تمثله الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عظمى. فلقد شهد العالم ومع تفاقم ملف أزمة الخليج الأولى في العراق (شرق المملكة) وقبل ربع قرن انهيار الاتحاد السوفييتي وتفكك جمهورياته ليصبح العالم أحادي القطب تقوده أمريكا، وها هو العالم يتفاجأ اليوم بالتكنولوجيا العسكرية وقوة السياسة وسياسة القوة التي تملكها روسيا لضرب داعش على الأراضي السورية (شمال المملكة) لا بل وخطاب يعيد الرئيس بريجينيف الى الأذهان.
لدى جيراننا شرق وشمال المملكة قامت وتقوم اليوم أحداث غيرت وتغير في معالم وقطبية العالم، والأردن يبقى ويصمد ويستمر، ويستقبل اللاجئين، ويقسم لقمة العيش مع الجميع هنا، ويضمد جراح فلسطين هناك، ويجابه آثار الأزمة الاقتصادية العالمية منذ 2008، وجابه الربيع العربي بمخرجاته السياسية والاقتصادية على دول الجوار، وقام داخليا بالاصلاحات اللازمة نحو الدولة المدنية في وقت يتطلب الأمر فرض الاحكام العرفية، وحافظ على الحد الادنى الى المتوسط لرفاهية الشعب، والحد الأعلى من خدمات ورعاية وتعليم (بمقاييس اقليمية ودولية أحيانا)، مقابل أعلى ما توفر الدول من أمن وأمان لمواطنيها.
لن نزيد بالحديث، ففي الأردن قيادة حكيمة، مخضرمة سياسيا، لديها رؤية، تسعى للوسطية والاعتدال وتتمتع بسعة الصدر والمحبة والتسامح، وتقود المركب ببوصلة دقيقة ودفة قوية وخارطة واضحة النهج.
قد يستغل البعض أحيانا فسحة الحريات التي نعيش في المملكة، وقد تفسر بعض صالونات عمان الأمور بمعادلات تنمذج المعطيات وفقا لمقاييس مضللة للمواطن البسيط والأغلبية الصامتة، ولكن كلنا نعلم أن سفرنا من الرمثا الى العقبة مع عائلاتنا آمنين لا نخشى الا الله تعالى والوقوع بمخالفات سير، وراءه سياسة قائد حكيم جنبتنا حروب ميلشيات وارهاب وويلات ودماء نراها يوميا بنعمة الفيسبوك ذاته الذي ترمى من خلاله سهام طائشات.