السفير الفلسطيني في عمان يكتب بذكرى النكبة

تم نشره السبت 15 أيّار / مايو 2010 09:48 مساءً
السفير الفلسطيني في عمان يكتب بذكرى النكبة
السفير الفلسطيني في عمان عطا الله خيري

مع اقتراب ذكرى النكبة التي حلت بشعبنا الفلسطيني وهو كما هو ( رابط الجأش والنهى ، ثابت القلب والقدم ) ، ونتج عنها ما نتج من ويلات وآلام ومصائب ، تمثل جزء منها بقيام دولة إسرائيل فوق أرضنا الفلسطينية بعد تمكن العقلية والعنجهية والقوة الصهيونية من التغلغل لبلادنا الحبيبة فلسطين ، وتمثل الآخر بالنكبة ذاتها وباستمرار فصولها ، التي رافقها وتمخض عنها التشتت الفلسطيني داخل الوطن الفلسطيني وخارجه ، وتبعثر الجهد الفلسطيني والعربي بعد انسحاب الإسلامي بشقيه الرسمي والحزبي من واجباته ، نتيجة للصراعات الحزبية والرسمية التي عنونت الحياة السياسية العربية بشكل عام والفلسطينية بشكل خاص ، ونتيجة للضغوطات من الأقوى العالمي الداعم لدولة إسرائيل على كل المهتمين والداعمين وحتى المتعاطفين مع القضية الفلسطينية بهدف فك ارتباطهم معها ، أو إبقاءه في أحسن الأحوال على الدعم الإعلامي دون إيصاله للتأثير السياسي الفاعل والمؤثر والضاغط .

ومنذ صنعت النكبة الفلسطينية ظنت القوى الصانعة لها أنّ مآسيها ستتجذر بشعبنا الفلسطيني ، آملة أن يساعدها الزمن وطول المعاناة على أن ينسى حقوقه وثوابته ، ومراهنة أن تأتي أجيال فلسطينية بعد زوال جيل شاهد النكبة لا تهتم بمصيرها وحقوقها ولا تطالب بها ، والذي رفض نتائجها بالمطلق ، وأصر على آماله بالأمن والسلام ليظفر بحقه وحقوقه كاملة غير منقوصة ، حقه بدولته الفلسطينية المستقلة فوق ترابه الوطني وعاصمتها القدس ، وحقه بالعودة وتقرير المصير وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ، والتي خطتها وصوتت عليها أكثرية دول العالم بما فيها الغربية وأمريكا ، وحقه بالتعويض عن كل سنوات العذاب التي دفع إليها وعاشها بعيدا عن أرضه ووطنه رغم إرادته .

وبعد ثبات شعبنا الفلسطيني وقيادته ورسوخه على مواقفه وإصراره على نيل حقوقه ، معتمدا على حقه بممارسة كافة أشكال المقاومة التي كفلتها له الشرعية والقوانين الدولية ، ومرتكزا على الدعم الكبير واللامحدود من الأخوة والأشقاء العرب والمسلمين ، وظانا خيرا بالتداخلات والرغبات الدولية والأممية التي تغيرت بوصلتها لصالح قضيتنا الفلسطينية ، بفعل نضالات شعبنا وصبره وتحديه ، وبفعل قوة ونجاح الإتصالات بأوجهها المتعددة والمختلفة مع الرسمي والشعبي العربي والعالمي المستمرة والمتواصلة التي يقوم بها سيادة الرئيس محمود عباس ( أبو مازن ) ، وبفعل الحراك السياسي الكبير المبذول من الأشقاء العرب لنصرة القضية الفلسطينية بهدف الدفع للسلام العادل والمشرف الذي تقبل به الأجيال القادمة ، والتي تقوده كل من مصر والأردن والسعودية وعدد آخر من الدول الشقيقة والصديقة ، ودُرّته التحرك الأردني الذي يقوده جلالة الملك عبد الله الثاني وفقه الله وسدد خطاه ، بفعل كل ذلك وزيادة عليه صبر شعبنا وقيادته على معاناتهم وآلامهم ، تغيرت الكثير من المواقف الدولية والأممية لصالح شعبنا ، والتي كلها تطالب اليوم بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ، وأن تحترم إسرائيل جميع المواثيق والشرائع الدولية وإتفاقيات السلام الموقعة بشهادة دولية ، لخير ومصلحة شعبها قبل الخير لشعوب المنطقة والتي يحترمها شعبنا الفلسطيني وقيادته من منطلقات حب السلام لينعم به هو وجميع شعوب العالم ، ومن أجل متطلبات الحياة والأمل للخلاص من المعاناة التي أفرزتها النكبة والتي طالت فصولها ، وسيقفل بصبره وتحديه آخر كلمة من صفحاتها ، والتي بالتأكيد ستكون بعد النقطة وفي أول سطر كتاب الحرية والاستقلال ، ( سننتصر ) .

ولتحقيق الإنتصار الذي طال انتظاره ، لإقفال تاريخ المعاناة والعذاب لشعبنا الذي طال أمده ، يجب على كل قوى شعبنا وفصائله الوطنية تحقيق وترسيخ مفهوم الوحدة الوطنية ، وأن يكف المتهاون منها بمصلحة شعبنا عن ترسيخ معاني ومفاهيم التشقق بجدارها ، لأن ذلك لا يخدم سوى أجندات أعداء قضيتنا ، فيدا بيد وبعد أن توقع جميع الفصائل والقوى الفلسطينية ورقة المصالحة الفلسطينية التي نظمتها الشقيقة مصر بالاتفاق المسبق مع جميع الأطراف ، نكون قد اقتربنا كثيرا من لحظة الإنتصار الذي يستحقه شعبنا ، وتنتظره فلسطيننا الحبيبة ، وتبكي من أجله قدسنا وأقصانا ومقدساتنا ، والذي يتوافق مع الشرائع الدينية والرغبات الدولية والأممية ، والمطالب العربية والإسلامية ، والأهم مع الإرادة الفلسطينية.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات