فرضية "القنبلة" وتساؤلات عن أمن المطارات المصرية
المدينة نيوز - : يرجح خبراء أن تحطم الطائرة الروسية فوقسيناء ناتج عن قنبلة زرعت فيها قبل إقلاعها من مطار شرم الشيخ، مما يثير تساؤلات بشأن الإجراءات الأمنية المعتمدة في المطار ومدى موافقتها للمعايير العالمية.
ففي الوقت الذي رأى فيه مراقبون أن ذلك يكشف عن وجود ضعف وثغرات في تلك الإجراءات بشكل ساعد على زرع العبوة في الطائرة أصر خبراء أمنيون موالون للسلطات المصرية على أن تلك الإجراءات في أفضل صورة ممكنة، معتبرين فرضية زرع القنبلة سابقة لأوانها.
واستبعدت أغلبية التحليلات -ومن بينها ما صدر عن المسؤولين الروس وعن الشركة المالكة للطائرة- سقوطها بسبب عطل فني أو بشري، في الوقت الذي تحدثت فيه مصادر أمنية أميركية وأوروبية عن أدلة تشير إلى أن قنبلة تم زرعها في الطائرة هي السبب على الأرجح وراء تحطمها.
جاء ذلك بعد تبني تنظيم الدولة الإسلامية إسقاط الطائرة، وهو ما وجه أنظار المحللين بقوة لترجيح نظرية العمل "الإرهابي" المتعمد في إسقاطها.
سابقة لأوانها
وأبدى مستشار المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط اللواء محمد مجاهد الزيات استنكاره لتلك التحليلات، متسائلا عن مصدرها ومقدماتها، وقال للجزيرة نت "هل بنيت هذه التوقعات على علاقات مع التنظيم الإرهابي الذي تبنى العملية؟ ألم يكن من الطبيعي أن ينتظر الجميع نتائج التحقيقات وما سيكشف عنه الصندوقان الأسودان؟".
وشدد على أن المطارات المصرية -وفي مقدمتها مطار شرم الشيخ- تتبع إجراءات أمنية مشددة ومتقدمة، وأن مؤسسات دولية معتمدة تتابع بشكل دوري تلك الإجراءات، وهي من أعطى صلاحية كاملة للمطارات المصرية، على حد وصفه.
وأضاف الزيات أن "مطار شرم الشيخ من أكثر المطارات العالمية التي تتم فيها مراعاة الإجراءات الأمنية على أعلى مستوى، نظرا لاقترابه من مناطق الصراع في سيناء وكونه سياحيا بالدرجة الأولى".
وفي ذات السياق، استبعد الخبير الإستراتيجي اللواء صادق عبد الواحد أن تكون الطائرة سقطت نتيجة زرع عبوة ناسفة، وقال للجزيرة نت إن "المطارات المصرية -خاصة تلك التي يرتادها أجانب كمطار شرم الشيخ- تتخذ فيها إجراءات مشددة لا يمكن اختراقها، وهي على أعلى المستويات المعتمدة عالميا".
ورجح أن تكون الطائرة سقطت نتيجة ثغرات ومشاكل فيها، مشيرا إلى سقوط طائرة روسية أخرى فيجنوب السودان مؤخرا، وهو ما يؤكد -حسب اعتقاده- أن تكون في هاتين الطائرتين مشاكل أدت إلى سقوطهما.
خارج السيطرة
في المقابل، رأى البرلماني السابق والقيادي في حزب الوسط حاتم عزام أن تحليلات الخبراء الدوليين والقادة السياسيين الغربيين تشير إلى أن "سيناء خارج نطاق السيطرة الأمنية المصرية بالفعل، وأن الأجهزة الأمنية البريطانية تعلم ما لا تعلمه مثيلاتها المصرية بقيادة (الرئيس)عبد الفتاح السيسي".
وأضاف للجزيرة نت أن رواية تنظيم الدولة باتت مصدقة في دوائر القرار ببريطانيا أكثر من رواية السلطات المصرية الرسمية، معتبرا أن التصريحات البريطانية عن وجود ثغرات أمنية شديدة في منطقة البحر الأحمر أمر بالغ الخطورة.
ورأى عزام أن "الشعب المصري مغيب بفعل سلطة الانقلاب التي تستمرئ خداع المصريين تحت شعارات جوفاء، في حين يعتريها الفشل الذريع"، مشيرا إلى أن مثل هذه الأحداث لم تكن موجودة قبل عامين من الحملة العسكرية التي تشنها القوات العسكرية والأمنية في سيناء "بشكل عشوائي"، وأن هذه السياسة هي التي توفر بيئة خصبة للإرهاب، حسب قوله. الجزيرة