كلمة أمين عام حزب الجبهة الاردنية الموحدة في المؤتمر الوطني
المدينة نيوز - : فيما يلي نص كلمة أمين عام حزب الجبهة الأردنية الموحدة سعادة الشيخ طلال الماضي في المؤتمر الوطني بعنوان حماية الوطن والالتفاف حول قيادته الهاشمية :
بسم الله الرحمن الرحيم
معالي المهندس عبدالهادي المجالي راعي المؤتمر الأكرم،،
أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة ،،
الاخوة والأخوات الحضور،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
يشرفني في هذا اليوم المبارك أن أقف متحدثاً أمامكم ملبياً دعوة كريمة من الأخوة القائمين على هذا المؤتمر الشعبي والذي نتدارس فيه معكم واقعنا الأردني ونستشرف مستقبلنا المأمول لأن عادة الشعوب تلتأم بمثل هذه المؤتمرات عندما تشعر بأن واقعها بحاجة الى إعادة تقييم ومستقبلها غير واضح فتلجأ الشعوب الحية للاجتماع وتدارس الحال والخروج برؤية وطنية تجنب الوطن وأبنائه الكثير من الهنات والعقبات.
وفي الجزئية الثانية من عنوان المؤتمر الالتفاف حول القيادة الهاشمية وهذا الأمر لا يحتاج الى مزيد من التذكير لأن الأردنيين يعون تماماً أهمية الحفاظ على قدسية العلاقة مع هذه القيادة صاحبة الشرعية الدينية والتاريخية.
أما عن دور العشائر في حماية الوطن وهو المحور الذي كلفني القائمين عليه لأتحدث به فالكل منا يعرف هذا الدور جيداً والممتد عبر تاريخ بناء الدولة الأردنية وهو نتيجة حتمية لكون المكون العشائري هو الوعاء الوطني الذي يجمع كل المكونات الأخرى دون الالتفات الى اختلاف وجهات نظرهم في مسائل شتى.
وقد ساهم أبناء العشائر في كافة أنحاء الوطن بتثبيت ركائز الوطن على قاعدة "وطناً لا نخلص له لا نستحق أن نعيش فيه"
إلا أن الواقع إخواني الأعزاء يفرض علينا أن نتصارح ونتحدث بكل شفافية ووضوح فالحماية الحقيقية للوطن لها عدة ركائز منها الانخراط بالتنظيمات الوطنية السياسية للمساهمة في بناء الوطن وترسيخ دعائمه على أسس دستورية فالتنظيم السياسي لديه من الأطر القانونية ما يجعله مظلة شرعية للحراك السياسي للوصول في نهاية الأمر الى ثنائية الأغلبية والأقلية البرلمانية التي ستساعد بلا شك في ترشيد أداء الحكومات وتطويرها وبعكس ذلك فإن العشائر وتنظيماتها الاجتماعية غير قادرة على إحداث حالة سياسية تساهم في تصويب المسار وتعزيز الفكر الايجابي المنتج.
مما حدا بالكثير من مسؤولي الحكومات الى محاولة وضع العصا في دولاب الإصلاح السياسي ومحاولات إثارة الصراع بين التنظيمات السياسية والمكونات العشائرية تحت مسميات مختلفة وبنتيجة واحدة وهي خلق حالة اختلاف اجتماعي غير مبرر.
فالمكون الاجتماعي ضمن إطاره العام الرسمي يجب أن لا يختلف مع المكون السياسي الذي ينشد في نضاله المكانة الفضلى لمستقبل البلد.
وما التركيز على البعد العشائري على أهميته لضبط إيقاع المجتمع والحفاظ على أمنه الا محاولة من الجانب الرسمي الى استبعاد أبناء العشائر عن الانخراط في التنظيمات السياسية لأن قوة التنظيمات السياسية تكشف عورات المتاجرين بالأوطان وتبقي العمل الفردي هو سيد الموقف في إدارة الدولة دون حسيب أو رقيب وتجعلنا متخلفين عن ركب الدول التي تعتمد البرامجية في إدارة بلدانها فالسؤال المطروح إخواني الآن ما هو البرنامج الواضح الذي تدير به الحكومة الحالية دفة الدولة حتى نستطيع ان نستخدم حقنا الدستوري في محاسبتها عبر الوسائل الدستورية وما هو برنامج مجلس النواب أيضاً الذي نستطيع أن نحاسبهم عليه عند العودة لنا لطلب ثقتنا كناخبين مرة أخرى.
نعم أخواني الأعزاء ان محاولة إبعادنا عن التنظيم السياسي هي عملية مبرمجة لنبقى ندور في فلك المكون الاجتماعي مهما ارتقى فكرنا وعلا تحصيلنا العلمي فالمطلوب منا جميعا أن نغادر هذا المربع الى الفضاء الأرحب والأوسع وهو المشاركة في إدارة الدولة عبر التنظيم السياسي البرامجي الذي يتيح الفرصة للجميع أن يساهم عبر اختياره للبرنامج السياسي المنظم الأنسب أن يكون عنصراً فاعلاً في بناء وطنه.
أما دورنا الحالي فلا يتعدى المساهمة البسيطة على أهميتها الكبرى في الاستقرار الأمني وحل النزاعات على قواعد العرف العشائري فقط والتي تعتبر مهمة كبرى على الحكومات عندما تكون الدولة دولة قانون ومؤسسات.
ان التشابك بين الحالة الاجتماعية والحالة السياسية يعطي الفرصة للمسؤولين للهروب من مسؤولياتهم تحت ذريعة الأخذ بالبعد الاجتماعي وهذه تستخدم أحيانا على قاعدة موقف حق يراد به باطل فالتنظيم السياسي لا يتقاطع مطلقاً مع التنظيم الاجتماعي بل يكمل كل منهما الآخر والعزف على وتر الاختلاف بينهما يعطي مساحة اكبر لأبعاد وسائل الرقابة الدستورية وتطوير الفكر البرامجي المنظم .
فالتوصية التي أتشرف ان أضعها بين يدي مؤتمرنا الشعبي هذا هي الانطلاق نحو الفضاء السياسي البرامجي الأرحب مع الحفاظ على لحمتنا الاجتماعية بعيداً عن فكر الإقصاء والتخوين او شيطنة الرأي الآخر او تطاحن النخب السياسية المقيت الذي أوصلنا الى غياب حقيقي لرجالات الدولة على مستوى الوطن ليحل محلهم كبار موظفين لم تسعفهم محدودة فكرهم لأن يرتقوا لمستوى رجال دولة ينطقون بالحق دون الالتفات لمصالحهم الشخصية فحالتنا على مستوى رجال الدولة لا تسر صديقاً ولا تغيض عدواً فثقافة الدسائس والتآمر الشخصي للأسف أصبحت حاله متجذرة وأدخلت حاله من الرعب في نفوس الرجال جعلتهم ابعد ما يكونوا عن الناطق بالحق او المدافعين عنه .
ان رجالاتنا الأوائل من بناة الأردن كان لهم بصمات واضحة أكثر من الآن بالرغم من صعوبة ظروفهم العامة والخاصة فعلينا ان نعيد بناء أنفسنا بثقافة جديدة تغادر ثقافة الخوف على الموقع والمنصب الى ثقافة الاحترام في تعظيم ايجابيات البناء ونقد السلبيات لغاية تصويب المسيرة .
اما قيادتنا الهاشمية فلها منا كل الولاء والفداء مؤكدين على العقد الاجتماعي الذي صاغه البناة الأوائل مع الهاشميين بمنحهم الثقة في القيادة والسمع والطاعة على الحق مقابل الحفاظ على كرامة المواطن ومنحه المزيد من حرية التفكير والتعبير والمساهمة الفاعلة والتشاركية الحقيقية في الحكم عبر الوسائل الدستورية التي توافقنا جميعا ًعليها .
عاش الأردن حراً أبياً
عاش الأردنيون قامات باسقة
عاشت قيادتنا الهاشمية عزيزة مكرمة تحت ظل صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين
ودمتم إخواني والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،