متخصصون يدعون لاستراتيجة اعلامية لمواجهة الارهاب
المدينة نيوز:- دعا اعلاميون إلى ايجاد استراتيجية اعلامية لمواجهة الارهاب، وتوظيف الجهود الإعلامية لمحاربة الفكر المتطرف والتصدي لمخاطر الارهاب بكافة اشكاله ، داعين وسائل الاعلام الى نبذ خطاب الكراهية وحل المشكلات من خلال الحوار والتفاهم ونشر مفاهيم التسامح والسلام.
كما دعوا في لقاءات مع وكالة الانباء الاردنية( بترا) في الذكرى العاشرة لتفجيرات عمان الارهابية الى الاستفادة من الاعلام الحديث لمواجهة الافكار المتطرفة وتوعية الشباب بمخاطر الارهاب والتصدي له، وبخاصة الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي والاعلام الحديث.
وقال وزير الإعلام الأسبق الدكتور نبيل الشريف إن ذكرى تفجيرات عمان التي تصادف غدا نترحم فيها على أرواح الشهداء الابرار الذين قضوا، مؤكدا ان عزيمة الاردن في التصدي للارهاب ومكافحته كانت وما تزال بنفس القوة رغم المتغيرات التي شهدناها خلال السنوات السابقة التي أثبتت قوة ومتانة الاردن في التصدي للارهاب .
واشار الشريف إلى ان الاعلام يؤدي دورا كبيرا في هذا المجال، وأن الارهابيين أدركوا أهمية الاعلام واستغلوه ابشع استغلال، مبينا أن على الصحفيين ادراك أهمية دورهم في التصدي للارهاب ضمن محورين اولهما توعية الناس باخطار الارهاب وبشاعته خصوصا الاجيال الشابة، لأن الارهابيين يتعمدون تزييف الحقائق وتزوير النصوص لخدمة أغراضهم،لذلك يأتي دور الاعلام للحيلولة دون وقوع الشباب ضحايا لافكارهم الخادعة والارهابية، وثانيها تقديم الشروح الحقيقية للمواقف الدينية الرافضة للارهاب حيث اطلق الاردن العديد من المبادرات التي يجب الاهتمام بها كرسالة عمان وكلمة سواء وغيرها من المبادرات الهادفة لبيان حقيقتهم المنطلقة من مفاهيم مزيفة ومغلوطة .
ولفت الى ضرورة وجود خطة استراتيجية واضحة لتعزيز دور الاعلام بهذا المجال، مشيرا الى ان مواقع التواصل الاجتماعي هي الأكثر تاثيرا على الشباب،لأن هذه الفئة هي الاكثر متابعه للمواقع الامر الذي يترتب على وزارة التربية والتعليم أن تبذل جهدا كبيرا في المدارس والجامعات لإقامة الجلسات النقاشية لتدريب الشباب على تجنب الصفحات والمواقع الالكترونية التي تعمل على تزييف الحقائق .
واوضح ان الاعلام في هذا الزمن اصبح سلطة مؤثرة للغاية وهو الفضاء الذي يتم من خلاله تشكيل العقول مشيرا الى أن امام الصحفيين جهدا كبيرا لتوظيف الاعلام في خدمة هدف الدولة الاردنية في مكافحة الأرهاب .
واشار الى أن جلالة الملك عبدالله الثاني وفي جميع لقاءاته وخطاباته ركز على أن مكافحة الارهاب غير محصورة في الجانب الأمني بل تتعداه الى الجانب الفكري وهو الاعلام الهام الذي يعبر عن الافكار وعليه فالمطلوب من الصحفيين توعية انفسهم أولا كي يقوموا بتوعية المجتمع من مخاطر الارهاب والتصدي له بكافة الاشكال .
وقال وزير الدولة لشؤون الاعلام السابق سميح المعايطة إن الاعلام يعبتر أحد الادوات التي لها تأثيرها وانتشارها في المجتمع ،لأن الاعلام ليس مقتصرا على الصحف والاذاعة والتلفاز وانما يمتد للدراما والغناء .
وركز على أهمية مضمون الرسالة الاعلامية وتوجيهها بطريقة منظمة مدروسة لايصال الاهداف المرجوة بطريقة صحيحة ومنطقية يتقبلها المجتمع وتترسخ في عقولهم لتشكل مناعة وحصنا ضد كل أشكال التطرف، لافتا اننا لا نريد الشتم على الارهاب بل تضمين الاعلام برسائل ومضامين تجيب على أسئلة ما يدور في أذهان الناس حول أسباب رفض الارهاب ومخالفته للشرائع السماوية والاذى الذي يلحقه بالمجتمع كافة.
واوضح أن من بين وظائف الاعلام التثقيف والتوجيه، ولا يتم ذلك الا بتوضيح الحقائق والاستناد الى ادلة وحجج وبراهين وتفسير علمي لنصوص القران الكريم والاحاديث النبوية الشريفة ، في مواجهة الافكار الظلامية من خلال المعرفة والتسلح بالعلم ، ومناقشة كل ما يدور في أذهانهم، لتمكين المجتمع بثقافة مضادة لكافة أشكال التطرف والغلو والارهاب.
ودعا الاعلام للاستمرار في محاربة الارهاب وان لا يكون موقف الاعلام في محاربة الارهاب لحظيا أو متقطعا،إذ علينا التجديد والابتكار بتقديم هدف مواجهة الارهاب بأشكال متعددة .
وبين أن اليد الواحدة لا تصفق اذا ما تم اشراك الجهات المعنية والتنسيق مع وزارة التربية والتعليم ومع المساجد في تقديم موضوعات ذات تأثير مباشر لمختلف الفئات العمرية ، ذلك أن الاعلامي المتخصص لديه الخبرة والمعرفة الكافية والتمييز في طرح الحقيقة في مواجهة التطرف.
واشار الى اهمية ايجاد اعلاميين متخصصين في تقديم الحقيقة وايصالها بالشكل الصحيح ، مركزا على اهمية الابداع في البرامج الاعلامية والدرامية التي عادة ما يخلو فيها الابداع والتي هي عنصر هام في جذب المشاهدين والقراء.
وفيما يتعلق بايجاد استراتيجيات الاعلامية في مواجهة التطرف والارهاب، اوضح المعايطة ان هناك استراتيجيات اعلامية لدى عدد من الجهات الحكومية ، الا أنها تبقى جهودا مشتتة وغير منسقة مع وسائل الاعلام، داعيا الى تنسيق الجهود وتوحيدها في مكافحة الارهاب.
وأكد نقيب الصحفيين الأردنيين طارق المومني تميز الإعلام الأردني وقدرته على مواجهة الفكر الإرهابي ومحاربته، إضافة إلى الدور الكبير الذي يقوم به في تسليط الضوء على آثار العصابات المتطرفة، وكشف ما تقوم به من عمليات قتل وعنف وتدمير وترويع وإدانتها.
وقال وهو يستذكر تفجيرات عمان الإرهابية إن الإعلام الأردني بمختلف وسائله (المقروءة والمسموعة والمرئية)، يقف الآن موحداً خلف القيادة الهاشمية في مواجهة هذا الخطر الكبير الذي يستهدف الإنسانية برمتها، حيث تقوم بأعمال باسم الدين، والدين منها براء.
وأشار المومني إلى ضرورة تنبه وسائل الإعلام من تبني أفكار وآراء هذه الجماعات المتطرفة، وخاصة ما تقوم به من استدراج لفئة الشباب بهدف تجنيدهم وتجيشهم للإنضمام إلى صفوفها، الأمر الذي يؤكد أهمية تعزيز دور الإعلام في التوعية والتثقيف ومحاربة الفكر المتطرف بالفكر السليم وإظهار رسالة الإسلام السمحة؛ لتعرية هذه الإنحرافات الهدامة وكشف غاياتها وأخطارها على المجتمعات بوجه عام.
وقال عميد كلية الاعلام في جامعة الزرقاء الاهلية الدكتور ابراهيم ابو عرقوب إن الاعلام بوسائله القديمة والحديثة سلاح ذو حدين ، فيمكن أن يستخدم بنشر خطاب الكراهية والذي بدوره يؤدي الى بث الصراعات والانقسامات والحروب الاهلية ويغذي الارهاب والافكار المتطرفة، ويمكنه ان يبث رسائل الحب والسلام والحوار ، داعيا الى حل المشكلات باستخدام تقبل الاخر وحواره وفتح قنوات تواصل بين الاطراف في طرح الاراء بكل ايجابية.
ويشير الى ان معظم وسائل الاعلام في الوطن العربي تغذي خطاب الكراهية ، وهذا ما نراه في اندلاع النزاعات والخلافات بين مختلف الشرائح المذهبية والطائفية في المنطقة العربية ، حيث اصبح كل طرف يكفر ويقتل الاخر، من اجل أيدولوجيات تغذي افكاره مبتعدا عن اسلوب الحوار وتقبل الاخر للوصول الى سلام يعم الجميع .
ويرى ابو عرقوب ان الاعلام العربي انتقائي في عرض الاحداث التي يؤمن بها والتي تشكل هدفاً في اقصاء الاخر، محاولا التأثير على اكبر شريحة من المجتمعات العربية والغربية .