الكاتبة خريس تقدم باربد شهادتها الابداعية
المدينة نيوز - عرضت الكاتبة سميحه خريس تجربتها الابداعية في امسية ادبية نظمتها امس السبت مديرية ثقافة إربد بالتعاون مع منتدى إربد الثقافي .
وعاينت خريس في الندوة التي أدارها القاص الدكتور حسين العمري من جامعة جدارا الخط البياني لأعمالها، الذي يمثل رحلة جغرافية، ابتدأت من شمال الأردن في رواية شجرة الفهود ، لتقفز إلى الجنوب حيث الصحراء الأردنية في رواية القرمية ، لتتوسط بعد ذلك المكانين لتكون عمان مسرح أحداث رواية دفاتر الطوفان .
وارجعت ذلك الى ولعها بالكشف عن خفايا الأرض البكر التي لم تعالج في الرواية الأردنية، معتبرة أنها في الوقت ذاته تشكل روايات التفاصيل، وبأن الكتابة عن المكان ليست مقصودة بذاته، بقدر ما يصدف أن تتلاءم الأحداث معه.
وقالت ان مجموع رواياتها تعنى بالتفاصيل التي تشكل الجزء المهم من تركيبة المكان والإنسان، وانها لا تستطيع أن تتعامل مع المكان الذي لا يعنى بالإنسان، لافتة الى أن الكاتب لا يستطيع أن يرسم العالم بروحه دون العناية بتفاصيله.
واضافت خريس ان مهمتها في كتابة الرواية هي لملمة ما تساقط غفلة من عباءة التاريخ، وأن تعيد للذاكرة جهد الإنسان، وتحميه من النسيان، منوهةً بأنها لا يعنيها أن تكون شديدة الإخلاص للواقعة التاريخية، وأنها ليست مؤرخاً مسؤولاً عن صدق الواقع، بل انها في مقام الرواية تخلص لتخيل يشق جسد الواقع، ويثريه، وقد يصير أكثر حقيقة منه، مشددة على أنها تتعامل مع الرواية كمغامرة للاكتشاف لا للتوثيق التاريخي.
وتطرقت إلى رحلة التجريب التي تحسست فيها صنفاً من الروايات، الرواية التي تكتب ذاتها، والتي جربتها في روايات الخشخاش، والصحن، ونحن، و الرقص مع الشيطان، مؤكدة أنه لا تؤمن بالذهاب في التجريب إلى حد تضليل القارىء، وإفراغ النص من المعنى.
وقالت خريس في معرض حديثها عن مجموعتها القصصية دومينو ان مجال القصة القصيرة أكثر رحابة للتجريب منه في الرواية، مشيرة إلى رغبة التجديد والتجريب في مجموعة دومينو التي تقسمها إلى مراحل تتعلق بأزمنة الكتابة، وأخرى تتعلق بدلالات حياتية، وأخرى تنفرد بكونها بهلوانيات الكتابة .
واشارت إلى طريقة لعبة دومينو الحجارة البيضاء المنقطة بالسواد، والتي يمثل اصطفافها شكلاً رمزياً لاصطفاف الحياة، مؤكدة أن هذه القصة تحمل خصائصها عبر حاملين، اللغة وترتيب الفقرات، حيث تقود كل عبارة إلى ما يليها، وتشكل العبارة الأخيرة في الفقرة بوابة الفقرة التي تليها، كذلك الفقرات التي تسلم بعضها إلى بعض بأسلوب لغوي مقصود، فالموضوع كما ترى يمارس اللعبة ذاتها، وكل ما يحدث يؤدي إلى مستقبله، لتكون النتيجة الحتمية أن الميلاد يقود إلى الموت، وما بينهما أحجار دومينو تتجاوب نحو سفر الإنسان في تلك الرحلة المدورة.
وقالت خريس لو قارن القارئ بين اللغة المستخدمة في تلك القصص، لوجد أن كل لغة تحمل موضوعها، مشيرة إلى أنها باتت تعمد إلى لغة مكثفة، رغم تمرسها بالاسترسال الذي يناسب الرواية. (بترا)
