اطروحة دكتوراه: المرأة في مدينة عمان ما زالت تمثّل حالة من الغياب والإستقالة من الفضاء العام

تم نشره الأحد 16 أيّار / مايو 2010 06:12 مساءً
اطروحة دكتوراه: المرأة في مدينة عمان ما زالت تمثّل حالة من الغياب والإستقالة من الفضاء العام

المدينة نيوز- توصلت الباحثه ميسون العتوم في اطروحة الدكتوراه التي حصلت بموجبها على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع من الجامعة الاردنية إلى أن المرأة في مدينة عمّان على الرغم من الخطوات التي قطعتها بإتجاه الحداثة ما زالت تمثّل حالة من الغياب والإستقالة من الفضاء العام.

واشارت نتائج الاطروحة التي اشرف عليها استاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية الدكتور ابراهيم عثمان الى ان هذه الإستقالة تتجلى في مستويات عديدة ولا سيما على مستوى العمل والجسد واللباس واخيرا على مستوى الصورة.

فالمرأة العمّانيّة خرجت للعمل ولكنها لم تقتحم المجال العامّ وذلك لأنها عملت على الأغلب في المهن التي تعيد إنتاج دورها التقليدي كأم، حيث إلتزمت التقسيم الإجتماعي التقليدي للمرأة كمكانة وكفضاء شرعي.

وانطلقت هذه الاطروحة التي ناقشتها نهاية الاسبوع الماضي في الجامعة الاردنية ونالت اعجاب لجنة المناقشة والتي تعتبر الفريدة من نوعها التي تتناول موضوع المرأة في مدينة عمّان وجاءت بعنوان "البناء الثقافي الإجتماعي لحقيقة المرأة في مجتمع مدينة عمّان" من فرضيّة ان مفهوم المرأة او الانوثة ليس معطى بيولوجي او طبيعي وانما بناء تاريخيّ وثقافي واجتماعي صنعته قوى الهيمنة المتصارعة في المجتمع.

وقالت الدكتوره ميسون العتوم ان هذه الدراسة السوسيولوجيّة تناولت موضوع المرأة في مدينة عمّان كرهان للصراع بين قوى التقليد والحداثة بهدف التعرّف على الرؤية المهيمنة للمرأة العمّانيّة من حيث الدور والمكانة والصورة.

وبينت الدكتورة العتوم ان الدراسة "الاطروحة" تناولت آليات تقسيم العمل والفضاءات، وفرض مفهوم شرعي للجسد واللباس والكيفيّة التي يتم من خلالها تمثُّل صورة المرأة نمطياً في عيون الناس.

وقالت ان الدراسة جمعت بين الجانب النظري والجانب الميداني وبناء عليه تم استخدام أسلوب الملاحظة بالمشاركة كما تم الإعتماد على المقابلات الحرّة والمعمّقة.

واوضحت ان مجتمع الدراسة شمل جميع الذكور والإناث من سكان مدينة عمّان من عمر عشرين الى عمر خمسة وستين عاماً من كلا الجنسين ومن مختلف المستويات الإجتماعيّة والمستويات التعليمية ومختلف الحالات المدنيّة والمناطق الجغرافيّة.

وقالت انه ومن خلال التحليل الكيفي المعتمد في هذه الدراسة تمكّنا من رسم الخطوط والملامح العريضة المكوّنة لمكانة المرأة ودورها وصورتها من خلال دراسة الخطابات كنصوص محكيّة.

وبينت ان نتائج الدراسة تضمنت ان المرأة العمّانيّة خرجت للعمل ولكنها لم تقتحم المجال العامّ وذلك لأنها عملت على الأغلب في المهن التي تعيد إنتاج دورها التقليدي كأم، حيث إلتزمت التقسيم الإجتماعي التقليدي للمرأة كمكانة وكفضاء شرعي.

اما على صعيد الجسد فقد بيّنت الدراسة أن جسد المرأة ما يزال على الاغلب يخضع لمفهوم الجسد الممتّد والخاضع لسلطة الدين والأعراف العشائريّة كجسد شرعيّ، وهو مفهوم يستدعي اسباغ معانيه على انماط اللباس، فاللباس بالضرورة سوف يعكس الرؤية المهيمنة ويعكس قيمها ورموزها او رؤيتهاعلى إعتبار اللباس أحد مظاهر وتجلّيات الجسد، فكان الحجاب الحديث بمختلف انواعه وأشكاله، اللباس الأكثر قبولا وشرعيّة وتمثيلاً في مجتمع الدراسة.

وقالت الباحثة العتوم "أما الصورة المهيمنة للمرأة في مدينة عمّان كما تمّ رسم حدودها تبعا للمبحوثين فكانت اقرب الى صورة الأم أو صورة الفتنة حيث كانت ترجع المرأة الى الطبيعة والى الخاص وتختزلها في كل مرّة بالجسد".

واضافت "اما الصورة الثانية والتي بدت خافتة او اقل تمثيلاً فقد مثّلت صورة اخرى حالمة وضعت المرأة في إطار حقوق الإنسان وما يترتب على هذا المفهوم من حريّة ومساواة وديمقراطيه ونبذ للتمييز بين الجنسين".

وقالت ان هذه الصور يمكن تعميمها كصور مهيمنة على مجتمع الدراسة بالتناسب طردياًّ مع انخفاض مستوى التعليم ومستوى الدخل وارتفاع نسبة تمثيل الذكورة.

واوضحت انه "كلما إقتربنا من المناطق الشعبيّة (عمّان الشرقيّة)، كنا ازاء طبقة فقيرة ورجال من عمر مرتفع ومستوى تعليم منخفض، اقتربنا من هذه الرؤية المهيمنة، فيما كلما ارتفع المستوى الإجتماعي وكنا إزاء نساء شابات ومن مستويات تعليميّة مرتفعة إبتعدنا شيئا فشيئاً عن هذه الرؤية وأصبحت اعادة انتاجها ضعيفة
".(بترا)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات