افتتاح الموسم الثقافي لمجمع اللغة العربية
المدينة نيوز - : دعا رئيس مجمع اللغة العربية الأردني الدكتور خالد الكركي أهل العربية إلى "الوقوف في وجه التيه والعامية والخراب قبل أن تنتحر العربية على أعتاب مجامعنا وجامعاتنا حزناً علينا لأننا كنا عن وجهها غافلين".
وأضاف في افتتاح الموسم الثقافي الثالث والثلاثين لمجمع اللغة العربية الأردني بعنوان "اللغة العربية في الحياة العامة" الذي انطلق اليوم في مقر المجمع، ان ما نفعله في المجمع هو من "أضعف الإيمان" بحق اللغة التي حملت قرآنا وشعرا وفلسفة وعلوما، مشيراً إلى صدور قانون المجمع الجديد وقانون حماية اللغة العربية، وأن المجمع بصدد إصدار نظامين لتطبيق القانون الأخير: نظام امتحان الكفاية على مستوى الدولة، ونظام متابعة تنفيذ قانون الحماية.
وأشار الى ان المجمع بدأ المرحلة الأولى لإنشاء مشروع إذاعة مجمع اللغة العربية التي نأمل أن نصل بها إلى الأمة بنموذج أردني مجمعي "يعبر باللغة إلى الناس من أبواب الجمال، جمال صوت عبد الباسط، وبهجة صوت محمد رفعت، وإيقاع شوقي، وبصوت أم كلثوم وبالشعراء وكل من فهم الفصيحة وأحسها.. بلا لحن أو ابتذال".
وخلال الجلسة الأولى التي ترأسها عضو المجمع الدكتور إسحق فرحان، قدمت ثلاثة أبحاث، الأول جاء بعنوان "معجم ألفاظ الحياة العامة في الأردن ما له وما عليه"، للدكتور جعفر عبابنة، عضو المجمع، أكد فيه أهمية هذا المعجم الذي جمع القدر الأعظم من مادته بالسماع والأخذ عن أفواه متعلمي اللغة في الميدان إحياء للتقليد العربي في وضع المعاجم، ليكون نواة للمعجم المأمول، المعجم العربي الموحد لألفاظ الحياة العامة الذي سيعزز الوحدة بين شعوب الأمة العربية والتفاهم والتقارب بين مواطنيها.
وأبدى الدكتور عبابنة مجموعة من الملاحظات حول المعجم لتطويره أهمها: الحاجة لمنهجية موحدة في تفصيح الألفاظ العامية، الاقتصار على الألفاظ المحسوسة لا المعنوية، وضرورة حذف الألفاظ المكررة التي يتجاذبها أكثر من حقل دلالي والاستعاضة عنها بالإحالات التي ندر وجودها المعجم، وعدم ضبط الكلمات جزئياً أو كلياً، إيراد اللفظ نفسه في مدخلين مستقلين بتعريفين مختلفين، إضافة إلى تفاوت التعريفات لبعض الألفاظ في سلامتها اللغوية.
أما البحث الثاني فألقاه الدكتور أحمد الجنابي، الخبير اللغوي المساعد بمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، قطر، وحمل عنوان "اللغة العربية والإرشادات السياحية في البلاد الناطقة بغير العربية: ماليزيا نموذجاً"، وقال فيه: يسعى هذا البحث للإجابة عن تساؤلات، منها: هل هناك إرشادات سياحية باللغة العربية في البلاد الناطقة بغير العربية؟ ما التصنيف السياحي لتلك الإرشادات العربية؟ ما المشاكل والأخطاء التي تظهر في اللوحات الإرشادية العربية المتعلقة بالسياحة في البلاد الناطقة بغير العربية؟ ما الحلول الناجعة والمقترحات التي من الممكن أن تسهم في إخراج لغوي سليم للواحات الإرشادية السياحية باللغة العربية في البلاد الناطقة بغير العربية؟ وأوصى الجنابي بتشكيل لجنة دولية استشارية ورقابية على اللوحات الإرشادية باللغة العربية في البلاد الناطقة بغير العربية لتصويب الأخطاء وتعديلها قبل الطباعة وأثنائها وبعدها، وتكون قراراتها ملزمة حفاظًا على اللغة المقدسة، وتكليف فِرَق تطوعية من العرب المقيمين في البلاد الناطقة بغير العربية لملاحظة لغوية عامة على اللافتات التي تستخدم اللغة العربية.
والقيت في الجلسة الثانية التي ترأسها عضو المجمع الدكتور إبراهيم بدران، ثلاثة أبحاث، الأول حمل عنوان "لغة الإعلان التجاري في وسائل الإعلام، إذاعة القرآن الكريم الأردنية نموذجاً"، للدكتور علي المناصير، من مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، دعا فيه المؤسسات الإعلامية إلى إنشاء هيئات رقابة لغوية متخصصة في الإعلانات التجارية، تضمّ متخصصين في اللغة العربية والإعلام والتسويق، تكون مهمتها ضبط الإعلانات التجارية من الناحية اللغوية وتصحيح الخاطئ منها.
وسلط الدكتور محمد حسين العاني من العراق في البحث الثاني الضوء على "التشريع اللغوي ودوره في الحفاظ على اللغة العربية في الحياة العامة: العراق أنموذجاً"، مشددا على أن الحفاظ على سلامة اللغة العربيَّة بصورة عامةٍ، والحفاظ على المسميات العربية للمحلات التجارية والمعامل والمصانع والشركات بصورة خاصة لا يكون إلّا بوجود تشريعٍ لغويّ يُعلي من أهميتها، ويصونها من العبث والفساد، ويتابع شؤونها ويضع خطط تنميتها مع التّأكيد على وضع عقوباتٍ رادعةٍ بحقِّ من يحاول الإساءة لهذه اللغة وتشويهها والتجاوز عليها. بترا