راهنية التواقيع وديمومة الوطن
![راهنية التواقيع وديمومة الوطن راهنية التواقيع وديمومة الوطن](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/42959.jpg)
الشكر للموقعين على البيانات ألفا كانوا أو آلافا، والأقل منه "للمُوقعِين" الذين جعلوا الآخرين يلهجون خفافا ببيانات نحترم أسماء وألقاب وأوزان موقعيها التأثيرية في الشارع الأردني بالتأكيد، وهم يذكرونا نحن البسطاء، بأن لا تناقض بين هوية شعبينا العربي الواحد، في الأردن وفلسطين، وكل ما هو مطلوب من الأردنيين هو "التوازن" في..
ذلك طرح موسمي ريحه طيب كلما هبت نيران الصهاينة وعنصريتهم على بيادر أهلنا في الأردن توقعا وموارد و حضورا إقليميا وعالميا أردنيا مزعجا للأعداء، وكلما اعتقد أشقاؤنا العرب أن بوسع أي منهم أن يستقر ما دام هناك عدو مرحلي التوسع والمنطق من هذا الحمى العربي فينالوا بهذه التواقيع حسنة موسمية واحدة والله أعلم.
وأتساءل بوعي الناقد في هذا السياق.. هل كنا بحاجة لبيان "اجتهادي" في ظل تعددية ما، كي نثب بالضد منه لنثبت أننا في مركب أردني متعدد الأصول والمنابت، وهذا مثار اعتزاز وإغناء لكل أردني ناضج وعيا وسلوكا؟ إن كان كلنا مدركا ومتمثلا لتلك الأطروحات التي ذكرت على الدوام، فمن يفتعل الاحتكاك الوجداني للأسف بين أنساغ المجتمع الواحد؟ أهم البسطاء الذين ارتبطوا خؤولة ودما وخبز حياة بعضهم ببعض، أبناء الكرك مع أهلنا في الخليل، أبناء السلط مع أهل نابلس..الخ، أم بعض السياسيين والاقتصاديين الأثرياء الذين لا يستفتون قلوبهم إلا إذا عاود العدو الملون قرع نيران طبوله هادفا إقلاقنا بهذا الرهاب المزمن منه من توسعيته جغرافيا وتهجير سكاني؟
ألم يكن من الأبلغ أن يتعاقد هؤلاء المتنفذون بالاقتصاد والسياسة من أصحاب دولة وأرقام فلكية من الثروة على التقليل من أوار مزاحماتهم لبعضهم بعضا مرة عبر صالون سياسي، وأخرى عبر احتكار سلعي أو مصرفي، وثالثة بدعم إجرائي للبسطاء والفقراء والمعوزين من أهلنا الطيبين في المخيم والبادية والأرياف ومن بناة الوطن والثروة فيه من فلاحين ومعلمين وعسكر، وهؤلاء الذين ضعفت إمكاناتهم المالية والحياتية نتيجة للسياسات الاقتصادية من خوصصة ومصاحباتها، ومن قبل عندما عمل هؤلاء أنفسهم أو جلهم على تقديم الخشية من العدو على أسئلة الحرية والتعددية والتوزيع العادل لمكتسبات التنمية في أردننا العربي الصادق والصابر قولا وعملا.
ثم أين دوام حضور هؤلاء القادة النماذج من أصحاب الخبرة والحظوة عند صانع القرار طوال أشهر السنة في عمان الحبيبة في الأقل كي لا نقول في محافظات الوطن الأخرى؟
لا ضير من الإيغال في إشهار أسئلة الوطن الأدوم، هل سنرى في مقبل الأيام إنشاء تيار وطني يجمع بين "ربِة" أي خميرة العمل السياسي والاقتصادي الأردني تحت مظلة المواطنة العملية ممثلة بأصحاب الدولة والأرقام وقادة الرأي العام كي ندحض أطروحات المغرضين القائلين أن مثل هذه الوثائق والبيانات والتوازنات رغم حضورها المرحلي إلا أنها تبدو جزءا من "ثقافة الفجأة" التي يمارسها السياسيون بعد أن اعتاد عليها عامة الأردنيين المتشبثين بنون أردنهم وضاد أمتهم على الدوام ومهما كانت التحديات.
إذن، ماذا لو فاجأ هؤلاء السياسيون والاقتصاديون أو الموقعون والمصرحون بالتوازي مع البيانات العديدة أردننا الحبيب بكل تكويناته وتحت ظل قيادته قيام إطار تنظيمي أهلي ورسمي على أرضية تعظيم المشترك إجرائيا، ونبذ الموزع للوجدان الأهلي، لأن الوطن أكبر وأدوم من مجموع مكوناته، وإنها دعوة حتى التحقق الدائم فهل نحن راغبون وشارعون على هذا؟
د. حسين محادين