العلاقات العامة وعالم مجتمعي معاصر
![العلاقات العامة وعالم مجتمعي معاصر العلاقات العامة وعالم مجتمعي معاصر](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/43188.jpg)
يقول احد الخبراء الأمريكيين أن الإطار التاريخي للعلاقات العامة هام جدا لممارستها في الوقت الحاضر، ويقال أيضا أن من لايتذكر الوقائع التاريخية او لم يطلع عليها حري بان يكرر أخطاءها.
وبالرغم من أن العلاقات العامة الحديثة بوصفها نشاطا اتصاليا مقصود به المواءمة بين مصلحة المؤسسة وجماهيرها المؤثرة فيها قد ولدت من مطلع القرن العشرين فاءنها كنشاط إعلامي وجهود اتصالية تبذل للإقناع وحث الناس لاعتناق أفكار معينة او القيام بتصرفات محددة وجدت حتى في المجتمعات البدائية.
ومع أن مصطلح العلاقات العامة من المصطلحات الحديثة جدا التي لم يتفق على تحديد وقت معين لاستعمالها على مستو العالم إلا أن الاعتراف بقوة الرأي ومحاولة تطويعه للمصلحة يمتد إلى عصور ما قبل التاريخ فالمحاولة للتفاهم مع الآخرين والتأثير في أرائهم قديمه قدم البشرية نفسها ولكن الاختلاف هو في الوسائل المستخدمة وسعة النشاط في الزمن الحاضر عنه في الأزمنة القديمة.
وتعد العلاقات العامة فنا من فنون الإدارة أو هي وظيفة من وظائفها . وهي كذلك احد فنون الاتصال الحديثة, وهي علم كما ذكرنا سابقا لم يبرز إلا في القرن العشرين, ولكن الثورة الاقتصادية والصناعية التي اجتاحت العالم أخيرا دعت إلى تطوير هذا الفن واستحداث نظريات له حتى أصبح علما مستقلاً وان كان لا يستقل عن علم الاجتماع وعلم الإدارة فهو خليط منهما بالإضافة إلى علم النفس، والعلاقات العامة تعتبر جزء من علم الاتصال (الإعلام ,الدعاية والإعلان) وهي في بعض الأحيان تدرس كجزء من هذا العلم وأحيانا تستخدم وسائل الاتصال للوصول إلى أهدافها، مع هذا فالعلاقات العامة تسعى إلى أن ترضي كل شخص سواء خارج المؤسسة أم داخلها عن طريق الإقناع لا عن طريق التملق وان لم تتمكن من ذلك فهي تقنع أحيانا بتحييده إذا كان رضاه غير ممكن.
وقد أضحت العلاقات العامة Public Relation ، أو ما يعرف اختصار بـ (PR) عاملا هاما في نجاح أي مشروع سواء كان سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا او ثقافيا ولم يعد الاهتمام منصبا في الاهتمام بالعلاقات العامة في تسويق السلع أو توسع رقعة الإنتاج بل امتد الاهتمام بالعلاقات العامة إلى أبعد من هذا بكثير أصبحت العلاقات العامة وحملاتها تستخدم من قبل العديد من دول العالم لتحسين صورتها من خلال حملات مدروسة ومنظمة للعلاقات العامة ، فالعلاقات العامة تمارس دورها ، داخل المؤسسة أو المنشأة ، وتقوم بدور كبير من خلال الدراسات والأبحاث التي من شأنها أن ترفع سمعة المؤسسة أو المنشأة أو تحسن من صورتها لدى جمهورها الخارجي .
ويمكن القول أن دور اختصاصي العلاقات العامة في المؤسسات شرح أنشطة هذه المؤسسة للمواطنين ومساعدة وسائل الإعلام في تغطية أنشطة هذه المؤسسات وبالتالي فإن العلاقات العامة تسعى إلى إبراز الصورة المشرقة للمؤسسة في المجتمع وأنها تسعى لخدمته وتعمل على صيانة مصالحه ، والعلاقات العامة في هذا المسعى تقدم خدمة للمجتمع من خلال المشاركة في البحث والتطوير ومد جسور الثقة.
وكما لأي مؤسسة جمهورها الداخلي، فإن هذا الجمهور مهم جداً من أجل توصيل سمعة جيدة للمؤسسة عند المجتمع الخارجي الذي هو المستفيد من إنتاج هذه المؤسسة، وهو الذي يجعلها تستمر أو تتوقف حسب درجة إقبال على إنتاجها. والمجتمع الخارجي يتكون من نوعيات مختلفة، وللعلاقات العامة مع كل نوع دور مختلف عن دورها مع النوع الآخر وهذه الأنواع من المجتمع هي جمهور العملاء وحتى تتمكن المؤسسة من نيل ثقة عملائها باستمرار عليها أن تتابع ميولهم ورغباتهم وتعمل على تقديم ما يتلاءم معهم، وكذلك تعمل على تطوير هذه الميول والرغبات من خلال تنظيم برامج علاقات عامة مبرمجة بدقة وقادرة على التأثير في الجمهور وكسب تأييده لأي وتقوم إدارة العلاقات العامة بتمثيل قنوات اتصال مزدوجة بين إدارة العلاقات العامة والمؤسسة من جهة وبين هذا النوع من المجتمع من جهة أخرى.
وقد تلجأ إدارة العلاقات العامة إلى الاتصال بالمجتمع المحلي بشكل مباشر، وذلك بترتيب زيارات لهم لمواقع المؤسسة وإطلاعهم على أقسامها ومعدّاتها وإجراء مقابلات مع مدرائها مما يتيح الفرص لكل من الطرفين لتبادل وجهات النظر المختلفة.
هناك الكثير من الوسائل التي يمكن للعلاقات العامة الاتصال بالمجتمع من خلالها ومن هذه الوسائل نشرات المؤسسة بما تتضمنه من معلومات وآراء تهم العملاء, المقابلات الشخصية الزيارات التي يقوم بها المعنيين من المجتمع المحلي للمؤسسة لمشاهدة حقيقة ما يجري،الصحف والمجلات والسينما والتلفزيون،المؤتمرات الصحفية.
وتهدف العلاقات العامة من خلال اتصالها بجمهور العملاء إلى تعريفهم بالجهود التي تبذل في المؤسسة من أجل تطوير الإنتاج لمصلحتهم، كما وتشعرهم بأهمية تعاملهم مع المؤسسة، وتتعرف على وجهة نظرهم فيما تنتجه المؤسسة من سلع أو ما تؤديه من خدمات من أجل تطويرها لتوافق مطالبهم وتحظى باهتمامهم وتشجيعهم.