خبراء : نحتاح الى حالة طوارىء فكرية لمواجهة التطرف

تم نشره الأحد 29 تشرين الثّاني / نوفمبر 2015 11:53 صباحاً
خبراء : نحتاح الى حالة طوارىء فكرية لمواجهة التطرف
التطرف

المدينة نيوز:- يتحمل المثقفون والمفكرون الدور الأهم لاخراج المجتمع من عباءات التطرف، وتبيان الحقائق فهم أكثر الفئات قدرة على التفكير الشمولي بالقضايا وبحثها والتعرف على تفاصيلها .

ويجمع خبراء ومثقفون على ضرورة وجود برنامج وطني تنويري فكري ينقل افراد المجتمع من رؤية الى أخرى، لتشكيل فضاء تنويري يرفض كل ما يرتبط بالتطرف، ويركز على المبادئ الانسانية والوطنية والدينية الاصلية لا المفتعلة .

ويقول وزير التربية والتعليم السابق الدكتور ابراهيم بدران ترى الدول العربية من الناحية الأمنية نفسها في حالة طوارئ ، ويجب عليها أن تنظر بالمثل لحالة طوارئ فكرية وايدولوجية تستدعي خطة عقلانية طويلة المدى لمواجهة الارهاب بجانبه المادي.

ويضيف " لا يكفي ان يعتمد المجتمع على الاجراءات الامنية، لأنها تسكت الارهاب لفترة معينة لكن الجذور الفكرية والايدلوجية تبقى قائمة، وهذا يستدعي موقفاً واضحاً من المثقفين فهم ما زالوا يخشون تناول الاسس الفكرية والايدولوجية التي يقوم عليها الفكر المتطرف؛ حتى لا يشار أو يشهر بهم وكأنهم ضد الفكر الديني" .

ويرى انه على الدولة لمواجهة الفكر المتطرف أن تتحمل مسؤولية فتح المجال والمنابر للفكر الحر والآراء التنويرية وتوسيع فضاءات الحياة الفكرية والثقافية لدعم المثقف في التعبير عن ارائه التي من الممكن ان توصل الى الحقيقة الاساسية الجوهرية بان كل الاديان بريئة من الأفكار المتطرفة داعيا الى إعادة النظر بنوعية الكتب المنتشرة في المكتبات والاسواق والتي تصل الى عامة الناس وتحمل اراءً تكفيرية باسم الدين.

ويشير بدران الى أن ( مواقع التواصل الاجتماعي )، تم تحميلها بالكثير من المقولات المتطرفة والروايات والقصص غير الصحيحة، ومن المهم ايضا التركيز على نوعية الثقافة المدرسية والجامعية ومعرفة نوعية المجلات والكتب التي يتناولها طلبتنا خارج المناهج التعليمية .

ويرى ان الاعلام بأنواعه لا يعطي للموضوع الفكري والفلسفي والعلمي من الوقت ما يكفي، لتفهم الافكار العبثية المتطرفة، إذ لا يمكنه أن يؤثر ايجاباً على المجتمعات في غياب البرامج الثقافية المعمقة ، "ويبقى الحديث عنها على طريقة الوجبات السريعة التي لا يمكن ان تغير من الأفكار".

ويقترح بدران وجود برنامجً وطنيً ثقافي فكري تنويري اسلامي يرد على الادعاءات والتشوهات .

ويرى رئيس الجمعية الفلسفية الدكتور هشام غصيب ان شريحة المثقفين ليست متجانسة في اي مجتمع، ولا نستطيع ان نتكلم عن المثقف بالمطلق ، فهي منقسمة الى نوعين ، التنويري والظلامي وكل له منحى مختلفا وفكرا يؤمن به.

ويقول "إن الصراعات الاجتماعية موجودة بين هذه الشرائح الى حد ما ، ونحن في الاوساط الفلسفية في الساحة العربية نواجه صراعا محتدما مع الشرائح التكفيرية التي لديها فكرا قاتلا".

ويرى ان دور المثقف في الوطن العربي تراجع كثيراً بسبب السياسات الرسمية في المنطقة ، واموال النفط ، ولم يدعم المثقف التنويري كما يدعم المثقف الظلامي على كل المستويات .

ويرى غصيب أن بعض طلاب الجامعات تسيطر عليهم الافكار الظلامية الارهابية ، معتبرا أن دور المثقف الحقيقي يكون بقيادته الحقيقية في مؤسسات الدولة كالتربية والتعليم والاعلام والجامعات وليس بإقصائه واعتباره مجرد صانع للأفكار.

ويأمل اعطاء المثقف التنويري هذا الدور حتى ولو كان هذا المفكر صريحا وناقدا ، وبذلك نستطيع أن نجابه المد التكفيري الذي يجتاح العالم .

ويعتقد بوجود صراعات بين الجماعات التنويرية والجماعات المحافظة، داعيا الشرائح الموجودة في الدولة ان تبذل جهوداً اكبر في اعطاء المثقف التنويري دورا ، مع ادراك أن الاردن مدرك للخطورة الوضع في المنطقة .

ويتساءل الامين العام السابق للمجلس الاعلى للشباب الدكتور ذوقان عبيدات عن دور النخب الفكرية ؟ ويرى ان التأثير الواسع في مجتمعاتنا هذه الايام يصيغه غير المثقفين من انصاف متعلمين، وارباع متعلمين، "حيث يستطيع معلم داعشي او صاحب فتوى ان يجيش آلافاً للاستماع له " .

ويرى ان النخب المثقفة لم تقم بأي دور تنويري باستثناء ما قام به بعضها من تحليل للمناهج واظهار هيمنة اتجاه ديني معين ومسيس عليها ، ولم نجد نخباً حزبية او برلمانية واجهت الاخطار الكبيرة .

ويقول المطلوب من المثقفين ، ان يتسلحوا بمعرفة تمكنهم من ازاحة اللاعقل الجاهل ونصوص القتل المقدس التي لحقت بالدين ، وان يتجاوزا خوفهم في نقد ثوابت جهل وغباء سيطرت على تراثنا .

ويعتبر الدكتور موفق محادين ان المثقف لا يحظى في هذه المرحلة بالذات بالمساحة التي يحتاجها للتعبير عن نفسه وافكاره ورسالته وخاصة المثقف المسكون بالتنوير والارتقاء بالذائقة والوجدان واعادة الاعتبار للعقل والعقلانية في مواجهة الفكر الارهابي والتأويلات التي تسيء لذاكرتنا وتاريخنا وهويتنا وتحولنا الى ادوات وقطعان لا تاريخ ولا هوية لها .

ويقول "إن كل المحاولات التي جرت لتعزيز القواسم المشتركة مع القوى المدنية المعنية ببث التنوير ومواجه الارهاب ، باءت بالفشل ولم تجد اذناً صاغية، وظلت المساحات في المنابر تحت سيطرة الاصوات التي لا تضيف ولا تراكم مساهمة واحدة في حرب الامة ضد الارهاب والفوضى التي تطيح بالدول بذريعة التغير والديمقراطية وحقوق الانسان . ويرى مدير المعهد العالمي للدراسات الدينية الدكتور عامر الحافي ان مصطلح الارهاب الفكري له معنيين الاول : قمع حرية التفكير اتجاه من يريد ان يتخذ رأيا معينا ، والنوع الثاني : الفكر الذي ينتج الارهاب ويبرر هذا القتل ويجعل الارهابيين يجدوا ارضا خصبة لتجنيد الاتباع بناء على اناس زرعوا هذه الارض بالفكر التكفيري والإقصائي الفاسد وهي المقدمة الاولى للتطرف نحو القتل والابادة .

ويتحدث الحافي عن اهمية رسالة عمان التي جمعت المذاهب الثلاثة واقرت قواعد ثلاث أهمها عدم تكفير المسلمين ، "واليوم للأسف نجد أن موضوع تكفير المذاهب الاسلامية الاخرى أحد أهم الأسس التي تعتمد عليها الحركات الارهابية، التي تجعل الاخر هو الشيطان وهو المتآمر على الطائفة والمذهب ، وهو ما يتنافى مع قيمنا الاسلامية والوطنية" .

ويرى ان رسالة عمان تقدم نموذجا للفكر الاسلامي الذي يحترم النماذج الاخرى، والتي تتحدث عن مصطلح " الاخوة الانسانية " والذي يرفضه الكثير من التكفيرين ، ويعتبرونه مصطلحا منحرفا، مؤكدا اخذ الدروس من هذه الرسالة في تقويم نظرتنا للأخر بحضارته وثقافته، ورفض نظرة تهميش الاخر وتكفيره. ويقول" يجب ان لا نخرج عن اخلاقنا وقيمنا في مواجهة الاحتلال ولا يجوز ان تصبح اي وسيلة مشروعة من القتل بدعوة مقاومة الغرب ، وهذه كلها عبارة عن بذور قاتلة ورحم اسود ومظلم سينبت اشكالا مخيفة من الارهاب الذي سيدمر المجتمعات الانسانية" .

(بترا)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات