موسكو لا تبالي بالغضب الإسرائيلي
![موسكو لا تبالي بالغضب الإسرائيلي موسكو لا تبالي بالغضب الإسرائيلي](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/43306.jpg)
عشرة أيام مرت على الزيارة التي قام بها الرئيس الروسي مدفيديف الى سوريا واعقبها بزيارة مماثلة الى تركيا . زيارة ميد فيديف الى سوريا اثارت ردود فعل غاضبة لدى قيادات الكيان الإسرائيلي المختلفة وبالذات المتطرفة منها وعلى راس هذه القيادة وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان رئيس الحزب الديني الأكثر تطرفا في الكيان الصهيوني .
هذا الغضب الصهيوني الذي بدأ منذ الزيارة ولم ينتهي حتى الأن والذي عكسته وسائل ألإعلام ألإسرائيلية بالنقد الجارح للرئيس الروسي بسبب الإعلان عن توقيع مجموعة من إتفاقيات التعاون بين روسيا وسوريا وعلى رأسها تزويد روسيا لسوريا بالمزيد من انواع الأسلحة المتطورة والإستراتيجية ، بالإضافة للقاء الرئيس الروسي للسيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في دمشق .
وسائل الإعلام الروسية والعالمية في اغلبها ركزت على رد الفعل الإسرائيلي عامة وعلى تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان التي شدد فيها على أن صادرات الأسلحة الروسية إلى سوريا مؤكدا أنها لا تساعد على إحلال السلام في المنطقة ولا تصب في إطار تهيئة الظروف المناسبة لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
كما ركزت بعض الصحف الروسية على الموضوع فأوردت تصريحات رئيس فريق حزب الليكود الحاكم في البرلمان الإسرائيلي، زئيف ألكين ، الذي أكد في تصريحاته أن صادرات الأسلحة الروسية إلى سوريا تشكل خطرا على مشاريع عسكرية إسرائيلية روسية وقد توقفها، مشيرا إلى أن من بين هذه المشاريع صنع طائرات الإنذار المبكر "فالكون" وتصديرها إلى الهند.
الغضب الإسرائيلي والتهديدات التي اطلقها كل من ليبرمان وزئيف الكين لم تثن الروس عن اعلان عن نية موسكو بأنها ستسلم سوريا طائرات "ميج-29" ومنظومات الدفاع الجوي الصاروخية المدفعية "بانتسير ـ س1" وطائرات مروحية حربية وصواريخ مضادة للدبابات إلى. وتشير صحف روسية إلى أن طائرة "ميج ـ29" تعتبر أهم منافسة لطائرة "إف-16" الأميركية التي تشكل عصب سلاح الجو الإسرائيلي. وتقول وسائل إعلام روسية وعالمية استنادا إلى مصادر إعلامية في إسرائيل إن الحكومة الإسرائيلية تشتبه بأن سوريا تشتري الأسلحة الروسية بأموال إيرانية.
وتكاد تجمع وسائل الإعلام الروسية على أن إسرائيل شعرت بمزيد من الإحباط من موسكو بسبب اللقاء بين دميتري ميدفيديف وخالد مشعل في دمشق. ويبدو أن تل أبيب غير مرتاحة للتفسير الذي قدمه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي ربط لقاء ميدفيديف ومشعل بمحاولات روسيا لتحرير الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط. وتعليقا على هذا التفسير صرح زئيف ألكين لصحيفة "فريميا نوفوستيه" بأن اللقاءات مع قادة حماس لا تخدم مصلحة غالبية الفلسطينيين والرئيس محمود عباس.
ويذكر أن خالد مشعل زار موسكو ثلاث مرات ، وكان أرفع مسؤول روسي التقى به هو وزير الخارجية. وأثناء تلك الزيارات الثلاث لم يفكر الرئيس الروسي سواء أكان بوتين أو ميدفيديف أن يلتقي به. ولذلك يرى بعض المراقبين الروس وغيرهم أن لقاء ميدفيديف ومشعل في دمشق يعد أهم ما في زيارة الرئيس الروسي إلى سوريا. وإسرائيل لا ترضى عن ذلك ، بالرغم من أن موسكو تؤكد أن اتصالاتها مع قادة حماس تهدف في المقام الأول إلى جعل حماس توافق على شروط الرباعية الدولية المتعلقة بالعملية السلمية في الشرق الأوسط.
ويعزي العديد من المراقبين لنتائج زيارة الرئيس الروسي الى سوريا وعدم اهتمام الروس بالغضب الإسرائيلي الصهيوني من نتائج هذه الزيارة وإكتفاء موسكو بالرد على الإحتجاجات والغضب الإسرائيلي بأن اللقاء مع قادة حماس في دمشق هو من أجل حث حماس الموافقة على شروط الرباعية الدولية الخاصة بالعملية السلمية في الشرق الأوسط . هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ان روسيا تعتبر سوريا الحليف الأستراتيجي في المنطقة وتعتمد عليها في أمور كثيرة ولا غنى لها عنها في المنطقة .