حادثة كاليفورنيا تعيد الجدل بشأن قانون السلاح

المدينة نيوز - : أعادت حادثة مقتل 14 شخصاً في مدينة سان برناردينو بولاية كاليفورنيا الأربعاء الماضي جدلا ما يزال محتدما بشأن قانون حمل السلاح للأفراد بالولايات المتحدة، وطالب أميركيون بحل المشكلة المتفاقمة قبل توجيه تهمة الإرهاب إلى الإسلام والعرب.
وتجدد الحديث حول اختلاف الجمهوريين الذين يشددون على حمل السلاح ومنع دخول اللاجئين بحجة تسلل الإرهاب معهم، وبين الديمقراطيين الذي يؤيدون زيادة التقييد على حمل السلاح بين الأفراد.
ونُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة غلاف مجلة نيويورك بوست والتي عنونتها بـ "القتلة المسلمون" للدلالة على مرتكبي حادثة إطلاق النار بكاليفورنيا، ما أثار حفيظة ناشطين وأميركيين مسلمين اتهموا المجلة بالعنصرية وإهانة المسلمين.
وأوضح طالب السياسة والعلاقات الدولية بجامعة بريدجبورت، دوغلاس بوشر، للجزيرة نت أن جرائم حمل السلاح ليست جديدة فهي تحصل كل يوم بأميركا، وحملُها قانونٌي بنص الدستور الأميركي، قائلاً إن من حق الشخص امتلاك السلاح مع وجود شرط فحص خلفيته لإثبات عدم تورطه بمشاكل أو جرائم.
وجاء الحادث عقب رفض الجمهوريين وبعض الديمقراطيين لقانون استقبال اللاجئين السوريين خوفا من تسرب إرهابيبن من بينهم.
ويستغرب دوغلاس لأن أميركا برأيه بُنيت على المهاجرين من كل العالم، فوالده جاء من إيطاليا وجده الأكبر من كندا، وهي سياسة حمقاء أن ترفض اللاجئين لكنها بالحقيقة نابعة من الإسلاموفوبيا (الخوف من الإسلام) وبسبب الكيفية التي تقدّم للأميركيين من خلال الإعلام.
استهداف المسلمين
من جانبها، أشارت أستاذة الإنجليزية للناطقين بغيرها، باربرا نايمتشك، في حديثها للجزيرة نت، إلى أن جرائم حمل السلاح يرتكبها أشخاص من خلفيات متعددة، وأن المشكلة الأساسية هي عجز السيطرة على حاملي السلاح، فكل الأشخاص الذين ارتكبوا جرائمهم كان لديهم أسلحة بطريقة قانونية.
وتعتقد نايمتشك أنه ليس من العدل أن يتم الحديث عن الإرهاب و"نحن لدينا إرهاب، والمشكلة كامنة عندنا نحن في الأصل ولسنا بحاجة لتنظيم الدولة الإسلامية التي لا يجب أصلا أن تسمى بهذا الاسم وهي ليست لديها أي صلة بالإسلام كدين".
وتقول أيضا إن الأميركيين المتعلمين يتفهمون الأمر، لكن المشكلة أن معظم الناس في هذه البلاد منطوون على أنفسهم وغير منفتحين على الثقافات الأخرى، وهم يتابعون أكثر القنوات الإعلامية تطرفاً ويؤمنون بما ينقل لهم عبر البرامج الأميركية.
وتدرّس باربرا الكثير من الطلاب من الشرق الأوسط، وتقول إن المسلمين مستهدفون بكل الأشكال، لهذا فعليهم أن يتحدثوا بقوة بدلا من أن يحاولوا إثبات عدم صلتهم بتنظيم الدولة وأيديولوجية الإرهاب، وأن يكونوا أكثر نشاطاً ليقولوا إن هؤلاء القتلة لا يمثلونهم بالفعل.
وتحدثت سمر دهمش -وهي كاتبة وناشطة أميركية ومؤلفة كتاب "بين الشرق والغرب عالم آخر"- للجزيرة نت قائلة إن هناك فرقا بين اقتناء السلاح للحماية واقتناء الأفراد أسلحة ثقيلة كالرشاش، وتشرح أن حادثة أمس كانت الاعتداء رقم 352 التي تسبب بقتل أكثر من شخص خلال العام.
وتعيش دهمش في أميركا منذ 26 سنة، وقد انتبهت منذ اليوم الأول لها التمييز بين مرتكبي الجرائم وفق لون جلدهم أو ديانتهم، فيعامل الأبيض بطريقة ويعامل الأسود بطريقة أخرى، بينما يُعامل العربي والمسلم بطريقة مغايرة تماماً.
وتؤكد أن العرب والمسلمين يواجهون الإسلاموفوبيا بكل ما تنطوي عليها من تداعيات "لأن في أميركا مسيحيين متصهينين يحاولون تشويه أي علاقة طيبة قد تحصل بين الأميركيين والعرب والمسلمين على الدوام".
واستدركت "لكن هؤلاء يخططون ويعملون ونحن كسالى، وهم يعملون على دعايتهم من خلال الإعلام ونحن نبرر أفعالهم، ولا أعتقد أن العرب عرفوا بعد أهمية التواصل مع الغرب ومدى تأثيره على صناع القرار في دولهم الأصلية".
وناقشت برامج تلفزيونية أن القاتل سيد فاروق أدى مناسك الحج هذا العام وزار باكستان ما يؤكد فرضية تعرضه لما يسمونه "الإسلام الراديكالي". بينما قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن هناك احتمالا أن تكون حادثة سان برناردينو ارتكبت بدوافع "إرهابية" وإن التحقيقات ما تزال تجري. الجزيرة