تحية الى نشامى وزارة الزراعة
منذ أن تعرضت غابة الشهيد وصفي التل الى مجموعة من الاعتداءات من قبل أعداء الطبيعة، أعداء الإنسانية، ووزارة الزراعة لم تدخر جهداً للمحافظة على ما تبقى من غابات، وثروات حرجية وزراعية في مختلف أنحاء المملكة الأردنية الهاشمية، وقدمت الوزارة من خلال مديرية الحراج، ومديرية زراعة عين الباشا، كل الدعم اللوجستي المطلوب ولا ننسى مواقف عطوفة الدكتور راضي الطراونة في كل المبادرات التي أقيمت في غابة الشهيد وصفي التل، وكان يشرف عليها شخصياً، وقد تلقينا نحن أصحاب المبادرة كل الدعم الذي يوفر لنا النجاح الكامل في زراعة الأشجار وسقايتها والمحافظة عليها، وهاهي غابة الشهيد تتوسع بفضل زراعة الأشجار الحرجية بالرغم من تعرضها الى العبث، والتخريب، وافتعال الحرائق.
أنشأت غابة الشهيد وصفي التل عام 1971على الجبل المسمى بالجبل الأقرع، بمساحة تقدر بحوالي 5558 دونماً، ويوجد فيها حوالي 16 مليون شجرة حرجية من الأشجار النادرة والمعمرة، ولغابة الشهيد قيمة معنوية بالإضافة الى قيمتها الزراعية عند الأردنيين، فهي تذكرهم بصانع الإنجازات الشهيد وصفي التل الذي عمل هو ومؤسس الأردن الحديث المغفور له الملك الحسين بن طلال (طيب الله ثراه) على بناء الوطن على أسس وقواعد متينة وقوية نلمس آثارها لغاية هذه اللحظة وحتى قيام الساعة.
تقوم وزارة الزراعة بجهود جبارة للمحافظة على ثروة الوطن، بزيادة مساحات الأراضي الحرجية والتوسع باتجاه المناطق الصحراوية، ودعم الغابات، وصيانتها، وتنظيفها بواسطة الحملات التي تقام قبل وبعد فصل الشتاء..
كنا أنا وزميلي الشاعر والناشط السياسي جمال الدويري طرحنا موضوع الإساءة الى غابة الشهيد وصفي التل التي تتعرض أحياناً الى الإساءات من قبل بعض أصحاب الأنفس المريضة الذين يقومون بقطع الأشجار أو حرقها للاستفادة من حطبها في البيع والشراء، فقامت مديرية الحراج بتكثيف عملية المراقبة، وتقديم من يتسبب بالإذى لهذه الثروة الوطنية الى المحكمة، وطالبنا بتغليظ العقوبات لكي نقطع دابر العابثين، لكن هذا لا يكفي، فالغابات تحتاج الى الدعم المالي لإنشاء وحدات مراقبة، وتعيين طوافين، (وتشييك) لحمايتها من الأغنام والماعز والإبل التي تأكل الأخضر واليابس، وجمع الجاف والناشف من الأشجار لأنه سهل وسريع الإشتعال في الصيف.
لذلك نتمنى على معالي الوزير المهندس عاكف الزعبي الرجل النشمي أن يؤمن ميزانية بسيطة لرفع الأشجار الميتة، وذات الأغصان المحطمة بفعل الطبيعة، وعند جمعها وبيعها لحساب الوزارة سيكون هناك دخل مالي لا يقل عن 200 ألف دينار من غابة الشهيد وصفي التل وحدها، ولو عممنا التجربة على كل الغابات سيكون هناك عدة ملايين بدل أثمان حطب وأشجار مكسرة بفعل فاعل أو بفعل الطبيعة.
كما قلت؛ هناك إساءات من بعض العابثين بلغنا عنها مديرية زراعة عين الباشا، وكان المهندس عبد الحافظ أبو عرابي لها بالمرصاد، من ضمن هذه الإعتداءات، الإساءة الى اللوحة الإسمنتية بوضع الإعلانات التجارية عليها، أو بتثبيت لوحات معدنية بالقرب من اللوحة التي تحمل إسم غابة الشهيد، لذلك لا نملك إلا أن نقدم الشكر الى وزارة الزراعة بجميع كوادرها ابتداءً من معالي وزير الزراعة، وعطوفة الأمين، ومدير الحراج السابق المهندس محمد الشرمان الذي كانت له مواقف عظيمة خلال فترة عمله في مديرية الحراج، ومدير الحراج الحالي، ونخص بالذكر العين الساهرة النشمي المهندس عبد الحافظ أبو عرابي، لهم منا كل التحية، والشكر والتقدير على ما بذلوه ويبذلوه من أعمال وطنية تحسب لهم، وتسجل في تاريخهم.