سلاح الفنان : وجهة نظر في مسرحية (إرهاب عالباب)
![سلاح الفنان : وجهة نظر في مسرحية (إرهاب عالباب) سلاح الفنان : وجهة نظر في مسرحية (إرهاب عالباب)](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/5f99c39bea509822b69cc352942257a8.jpg)
حين تسنح الفرصة للفنان أن يخوض ميدان المعركة بسلاحه ، ويشارك العالم في الكفاح من أجل الأمن والسلامة لوطنه ولشعبه بمحاربة دخلاء العصر المحملين بالفكر الإرهابي، فإنه بالتأكيد سيضاعف جهوده وهمته وسيقدم أروع العبر ، وما على الدولة إلا أن تمنحه الثقة والدعم المعنوي ومن ثم الدعم المادي الذي يستحقه وذلك لأهمية دوره التوعوي في هذه المرحلة الحساسة التي نعيشها.
إن طبيعة الدراما وعلى وجه الخصوص المسرح ليست طبيعة مؤقتة .. وله نتائج هي التي ترسم التأكيد الصادق ، ويمكن من خلاله أن نغوص في الثقافة المتنحية ، ويمكنه من ناحية اخرى أن يغوص في الطبيعة الشفافة للأمور، حيت يؤدي الى اكتشاف معناها الحقيقي..فالمسرح يقوم على التقاليد والأعراف والعادات التي تعيش عبر الزمن ، وهو بقاء ذو ثقل كثيف، لدرجة انه غالباً ما يحارب الطبيعة المؤقتة التي تطرأ علينا.
حاليا يقدم الثنائي الجماهيري الفنان حسن السبايله والفنانه رانيا اسماعيل وفرقتهم، عملاً مسرحياً توعوياً توجيهياً على خشبات المسارح . وهو عمل موجه للشباب ولطلاب الجامعات على وجه الخصوص . ويتم في العروض دعوة جمهور متخصص ومجموعة من طلاب الجامعات المؤثرين والناشطين ، وهذا العمل عبارة عن ورشة حول التطرف وأسبابه ، وقد جاء التفاعل لافتاً من قبل المتلقين ، حيث تمركز الفعل المسرحي و الطرح الفكري حول التهميش العائلي الذي يولد ظروف التطرف ، والعرض المسرحي (إرهاب عالباب) كان تفاعلياً و يستمد الهامه من الجمهور لضمان تحقيق الغاية والهدف منه .
لقد اجتهد الفنان حسن السبايله بكتابة نص يعالج قضية العصر، وانطلق من البيت ومن الأسرة وعرض علينا كيف تتكون بداية المشكلة المخيفة . حيث تناول الحوار بين الشخصيات الأب والإبن والإبنة والزوجة مقدمة لكيفية تعرض الشباب الى التطرف ، بسبب ضغط المتطلبات الحياتية ، وصولاً الى المغريات في الجانب المتطرف المظلم .
اما على مستوى الشكل فجاء العرض المسرحي في ثلاث مستويات: فكان البيت في أقرب ما يكون الى الجمهور ، والمستوى الثاني كان الحرم الجامعي ، وأما المستوى الثالث الأبعد فهي الزاوية المظلمة المتطرفة الذي تسيطر على عقلية الشباب ذو الإستعداد الراديكالي.
ان موضوع المسرحية شيق للمتابعة، ولإستلهام العبر بأسلوب كوميدي، تتخلله دروس للأسرة وكيفية التعامل مع تلك الحالات ان واجهت الأسرة ، ومحاولة سد هذا النقص في متطلبات الأبناء (الطلاب) التي من الممكن ان تدفع بهم الى البحث عن التطرف الذي استحضره العمل، وبيّن اساليب هؤلاء المتعصبون وكيفية وصولهم الى أبناءنا في الجامعات، وكيفية طرح الأفكار الهدامة عليهم، ووجهات النظر في اقناعهم.
مسرحية (الإرهاب عالباب) عمل له قيمة يفتح باب الحوار بعد انتهاء كل عرض، ويشارك الجمهور آرائهم وأفكارهم وحلولهم ،وهو بمثابة مساق جامعي مختصر المدة لكنه ذو آفاق لا حدود لها .