الدكتور"أبو داري" سفيرا لشؤون الرياضة في الأردن

المدينة نيوز - للتميز عنوان، خط صانعوه أحرف مجده بحبات العرق الذهبية التي سالت عن جبينهم وهم يتلمسون طريق الوصول إليه بجد ومثابرة وقدرة على تحمل الضغوط بمنتهى الدقة والتنافسية أملا في اعتلاء قمته.

وأستاذ التربية الرياضية في الجامعة الأردنية، والمحاضر غير المتفرغ الدكتور علي أبو داري خير مثال على تلك الثلة من المجتهدين ممن قطعوا على أنفسهم عهدا بأن يكون النجاح حليفا استراتيجيا لهم، والطموح دافعا لبلوغه، والفشل لا مكان له في أرشيف حياتهم.

فمنذ أن وطئت قدما الدكتور أبو داري عتبات الجامعة الأردنية طالبا للعلم وحتى يومنا هذا أستاذا فيها، كان يدرك أن الأحلام التي نسجها في مخيلته من السهل تحقيقها طالما الأنفس تنبض إصرارا وعزيمة لتحقيقها، متيقنا من حجم طاقاته وامكاناته التي استغلها أحسن استغلال، ما جعلته قناصا محترفا للفرص الذهبية التي تصدرت سجل تاريخه العملي.

وهذا ما حصل؛ فقد وقع الاختيار مؤخرا على الدكتور أبو داري من جامعة لايبزغ الألمانية (ITK) ليكون سفيرا لها في شؤون الرياضة في الأردن، يتولى بحكم منصبه مهام عديدة أبرزها التنسيق ما بين السفارة الألمانية في الأردن والجامعة الألمانية لإقامة اجتماعات دورية مع خريجي الدورات التي تعقدها "لايبزغ" الألمانية، والتواصل مع الاتحادات الرياضية الأردنية لإقامة دورات تدريبية متخصصة في الأردن بإشراف مدربين ومدرسين من الجامعة ذاتها وبالتعاون مع الاتحادات الرياضية المتخصصة، إلى جانب ترشيح وتنسيب المدربين من ذوي الاختصاص للمشاركة بالدورات التدريبية المقامة في ألمانيا.

حصول الدكتور أبو داري على اللقب لم يكن وليدا للصدفة بل كان نتاج عمل دؤوب وجهود مضنية بذلها طيلة الشهور الخمسة التي قضاها أثناء التحاقه في إحدى الدورات الرياضية التي ترشح لها في ألمانيا، مواصلا الليل بالنهار علما وتدربا، مجسدا الصورة المشرقة لجامعته ولبلاده في اخلاصه وتفانيه فكان خير مبعوث وخير سفير لها.

يقول الدكتور أبو داري: ابتعثت من قبل الجامعة الأردنية في العام 2010 مدة خمسة شهور إلى ألمانيا لألتحق بالدورة التدريبية الرياضية التي تنظمها الجامعة الألمانية مرتين سنويا، ويشارك فيها عدد كبير من المتدربين من مختلف جنسيات العالم.

وتهدف تلك الدورات بحسب أبو داري إلى تثقيف المشاركين بشؤون الرياضة الألمانية وإكسابهم المهارات اللازمة فيها، مشيرا إلى أنه طيلة مدة التدريب بذل مجهوداً لا يوصف في الدراسة والتدرب والانضباط في المواعيد أفضى إلى تفوقه على زملائه الـ (60) المشاركين، وإحرازه المركز الأول وحصوله على درجة الدبلوم العالي في تخصص اللياقة البدنية مع مرتبة الشرف.

ويتابع أبو داري : بعد أن عدت إلى جامعتي الأردنية متابعا عملي محاضرا فيها إلى جانب المهام الإدارية، تم تعييني مؤخرا سفيرا للشؤون الرياضية للجامعة الألمانية نفسها التي انتهجت سياسات تقوم على إقامة حلقات وصل بينها وبين خريجي دوراتها من خلال تعيين "سفراء" لها في كل الدول التي شاركت بهدف نقل المعرفة الحديثة والخبرة العملية في كل ما يتعلق بالشأن الرياضي.

ويؤكد أبو داري أن فرحة عارمة غمرته لحظة اختياره لهذا المنصب الذي أضفى على عاتقه مسؤولية أن يؤدي الأمانة على أكمل وجه دون تقاعس أو ملل، ووجب عليه تقديم كل ما عنده من علم وجهد في سبيل تحقيق الرسالة التي اختير من أجلها، منوها أن النجاح يسهل تحقيقه لكن يصعب المحافظة عليه دون مثابرة والتزام على ذات الوتيرة وأكثر.

ولم يتناسَ أبو داري أن يعرب عن امتنانه لجامعته الأم التي فتحت له ذراعيها منذ كان طالبا وحتى يومنا هذا، فكانت المحرك الأساسي لبلوغ هذا الإنجاز المنفرد الذي يشكل بادرة خير له لتحقيق أحلامه وتدرجه سلم العلا والمجد، عاقدا العزم على مواصلة مشوار التقدم والارتقاء خدمة لذاته ولجامعته ولوطنه أيضا.

من الجدير بالذكر أن الدكتور أبو داري حاصل على درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في التربية الرياضية من الجامعة الأردنية، وكانت رسالته لدرجة الماجستير حول (أسباب تدني مستوى الأداء لدى لاعبي المنتخب الوطني للملاكمة) فيما كانت رسالته لدرجة الدكتوراه حول ( بناء مستويات معيارية للقدرات التوافقية للمرحلة العمرية 6-9 سنوات بهدف الانتقاء الرياضي).

وشارك أبو داري الذي كان في إحدى السنوات لاعب المنتخب الوطني في رياضة الملاكمة، في العديد من الدورات التدريبية المتخصصة في اللياقة البدنية والملاكمة والتدليك العام في مختلف الدول العربية والأجنبية، ولديه من الخبرات العلمية الكثير ما أسهم في تكوين شخصيته الرياضية فهو عضو فعال في عدد من اللجان الفنية والرياضية منها لجان فحص اللياقة البدنية للمتفوقين رياضيا في الجامعة الأردنية ولجان فحص اللياقة البدنية لمنتسبي جائزة سمو الأمير الحسن للشباب، بالإضافة إلى عضويته في الاتحاد الأردني بالملاكمة 2005-2007 ، وضابط ارتباط ومنسق مكتب جائزة الأمير الحسن للشباب في الجامعة الأردنية.